صراحة نيوز – بقلم الصحفي / عمر الصمادي
تعتبر الاجراءات التي اتخذتها الجامعة الاردنية مؤخرا، انجازا متقدما في سجل التعليم العالي الأردن، وترجمة لرؤية قيادتنا الهاشمية الرشيدة التي عودتنا على مواجهة كافة التحديات، بصدور واسعة وعقول منفتحة، حيث اتخذت رئاسة الجامعة، جملة من القرارات لترشيد الانفاق بهدف تحقيق التوازن المطلوب، لكي تبقى في منطقة الامان وقادرة على توفير الخبرات التعليمة المتميزة لطلبتها، وتنفيذ برامجها البحثية المعرفية والتطبقية، لتسهم في بناء المجتمع الاردني والانساني عربيا وعالميا، ومواكبة منصات التعلم عن بعد.
في ظل جائحة فيروس كورونا، وما تبعها من اجراءات، لامست كافة مفاصل الحياة في الدولة الاردنية والعالم، فقد رسخت الجامعة الاردنية موقعها الطليعي بين شقيقاتها من الجامعات الاردنية والعربية، كما هي على الدوام، اذ لم تتوانى عن تطبيق اجراءات، تكفل مواصلة طلبتها، من مختلف التخصصات، لتلقي علومهم، وعدم الانقطاع عن الدراسة، وفي نفس الوقت، شكلت خلايا ازمات على صعيد مجلس العمداء، برئاسة رئيسها الاستاذ الدكتور عبدالكريم القضاة، وعلى صعيد مجالس الكليات المختلفة، لوضع خطط تضمن للجامعة تحقيق غاياتها واهدافها الاستراتيجية، والتعافي السريع من اثار الازمة، وإعادة الحياة الجامعية الى نمطها الطبيعي، ضمن الادوات الوقائية، الكفيلة بسير العمل في ظل ازمة كورونا .
ان هاجس ادارة الجامعة الاردنية هو مواكبة متطلبات بيئية العمل والتعليم في ظل التقدم التكنولوجي بما يضمن تأهيل الحرم الجامعي الذكي، ويضمن تميز الطلبة وتفوقهم في كل المستويات، واضعة نصب عينيها المسؤولية عن مستوى جودة التعليم العالي وأنشطة البحث العلمي في الاردن ليبقى محط تفاخر واعتزاز محليا وعربيا وعالميا، عبر الاستثمار الامثل لموارد الجامعة البشرية والمادية.
المتابع لمسيرة الجامعة في الاونة الأخيرة، يرى بان استثمار موارد الجامعة بشكل اقتصادي تطلب العمل على اعادة الهيكلة لضمان ترشيد الانفاق ووقف الهدر والترهل وفقا لأعلى مستوى من الجودة في المخرجات.
الجامعة الاردنية، هي حاضنة التعليم العالي الاولى اردنيا،، تواكب منذ البداية، ولحظة بلحظة، المتغيرات المتسارعة في جراء كورونا، وتعمل بنهم ودون كلل، على تقييم اثارها على مسيرة الحياة الجامعية، وسخرت إمكاناتها، المادية والاكاديمية، وبالتعاون مع اتحاد طلبتها، لتكون تحت امرة الجهد الوطني، الذي وقف على رأسه جلالة الملك عبدالله الثاني، وتابعه شخصيا، بغية الاسراع في العودة الى تحقيق نسب النمو الاقتصادي للدولة، حيث تبنت الجامعة خطة طوارئ شاملة متميزة وطموحة، لتواكب مفهوم التحول الذكي (الحرم الجامعي الذكي (Smart Campus )، وفقا لأفضل الممارسات العالمية المستدامة، ومتطلبات الوقاية والسلامة للجميع، وضمان جاهزية الجامعة لتعود الى وضعها الطبيعي مباشرة، وفي أي وقت، بحسب القرار السيادي الاردني وخطة الجامعة الاستراتيجية وبكل كفاءة واقتدار.
ومما لا شك فيه، ان الاثر المالي لجائحة كورنا، كان الاكثر ضراوة وشدة، على موازنة الجامعات عموما، التي تعتمد بالدرجة الاولى على تحصيل الرسوم الجامعية من الطلبة، في مقابل وضع مالي صعب لموازنة الدولة عموما، إلا انه وخلال الفترة الاخيرة ولغاية بدء كورنا استطاعت الجامعة الوصول الى وضع مالي مريح وحل مشاكلها المالية والتخفيف من الاعتماد على موزانتها من الدولة بفضل النهج الاداري الجديد والحصيف رغم الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن في ظل وباء كورونا.
استطاعت الجامعة الاردنية تبني تنفيذ افكار ادارية انتاجية منطقية، عملت على خفض وضبط كلف الانفاق المتشعب، بالدرجة الاولى، ورفعت من قيمة ايرادات الجامعة بالمحصلة، الامر الذي يعتبره مراقبون انجازا متقدما، يسجل للدكتور القضاة، الذي اعاد مسيرة الجامعة الاردنية الى مسارها الاكاديمي والثقافي التنويري الصحيح، ويسجل له ايضا اعادة الروح الى فرع الجامعة الاردنية في العقبة، رغم الكلف المالية العالية جدا.
ومع تطور تقنيات التعليم العالي وأدواته وما فرضته جائحة كورونا من انماط جديدة فان سرعة استجابة الجامعة الاردنية كانت على وتيرة متطورة ومثار للإعجاب والتقدير دون ان يؤثر ذلك على مسيرة تحصيل الطلبة الاكاديمي مع الحفاظ على مكانة الجامعة المالية لتبقى قادرة على الايفاء بالتزاماتها وفقا للمقاييس العالمية والسمعة المرموقة التي وصلت اليها.
ولكي نقف على مفصل العدالة والإنصاف مرة اخرى، اقول ان التحديات التي تمر بها الجامعة الاردنية، ويسري ذلك الامر على بقية الجامعات الحكومية والخاصة كبيرة جدا، وتزايدت بفعل ازمة الفيروس المستجد، الى حدود تهدد بعض الجامعات الخاصة بالإفلاس او الإغلاق، جراء اضطرار كثير من الطلبة، لتأجيل بعض الفصول الدراسية اختياريا، او خسارة منتسبيها من الطلبة العرب والأجانب، مما يعني انحدار شديد في منحنى الاقساط والإيرادات الثابتة والمتوقعة، التي كانت تجنيها الجامعات وتعتمد عليها، وبما فيها الجامعة الاردنية، مما ينذر بميلاد ازمة مالية حادة جدا استدعت تدخل مشرط الجراح الماهر، وهو ما تشهده اروقة ام الجامعات حاليا على يد الدكتور الطبيب عبدالكريم القضاة.
ومن هنا تبرز حنكة القيادة، ومقدرتها على ادارة الازمات الخاصة بالمؤسسات التي تديرها، حيث برع رئيس الجامعة الاردنية الدكتور القضاة، ومجلس العمداء الموقر، في ابتكار حلول ناجعة، مكنت الجامعة من مواجه هذه التحديات، لا بل حولتها الى فرص نجاح، لكي تحافظ على طلبتها بالدرجة الاولى، وتتيح لهم فرصة التعليم، بالجودة العالية، بذات الوقت تكون هي ذاتها، في دائرة الامان.
وفي رأيي المتواضع، فان تجربة التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد، سيكون لها ما بعدها، لا سيما في قطاع التعليم العالي، المطالب اليوم بالتركيز على جودة المنتج ( الخريج الجامعي ) المؤهل للحصول على وظيفة، وفرصة عمل تحقق له دخل مادي مجزي.
اعتقد ان الجامعة الاردنية، قدمت من خلال ريادتها، تجربة ومثال يحتذي في مواجهة الازمات، وكيف لها ان تساعد نفسها وتساعد طلبتها، سواء في الجامعة الام او في فرعها الفتي في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ( الجامعة الاردنية العقبة) كما يحلو للدكتور القضاة ان يسميها، هذا الفرع الذي يعتبر نقطة مضيئة في مسيرة الجامعة الام، بعد ان كادت ان تنطفئ بفعل البعض ورغبتهم، لولا تدخل الدكتور القضاة شخصيا، بعد تسلمه مهام منصبه، رئيسا للأردنية الام، حيث اصر على ان يأخذ هذا الفرع، فرصته كاملة غير منقوصة، كيف لا! وهو هدية من جلالة الملك الى أبناءه في اقليم الجنوب، وفي محافظة العقبة خصوصا، وباعتباره ايضا احد اهم ركائز بيئة ومناخ الاستثمار، في مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حيث وللمرة الاولى يتم تعيين رئيس مقيم متفرغ للفرع كليا، منذ ما يزيد عن العام مما جعل اردنية العقبة، تقطع اشواطا لافتة، في مضمار التعليم العالي في منطقة خليج العقبة .
ختاما لا احد ينكر، بان الوضع الراهن، باغت الجميع، واخذ العالم على حين غرة، وقد أحدث انعطافة حادة ومباغته، في مسار كل شيء في الدنيا، ولكن الواجب يستدعي من كل منصف، ان يوجه الشكر الموصول، الى ادارة الجامعة الاردنية، ممثلة برئيسها العالم الجليل الاستاذ الدكتور عبدالكريم القضاة ومجلس العمداء، على هذا الاداء الوطني المتميز الصادق الامين .