صراحة نيوز – بقلم علي المستريحي
الى سعادة النائب المبجل :: الساحة الجديدة والمستحدثة التي يمارس فيها بعض النواب قمع الحريات وممارسة القمع الفكري والتحريض على الشباب الاردني، الذين يفترض انهم ممثلين عنهم، بعض هؤلاء النواب ممن هم يحسبون على التيار الديني او ممن يعتقدون انهم “دولة من الله” او اؤلئك الذين يتسلحون بالواسطة والمحسوبية متخصصين بالثغرات القانونية لملاحقة منشورات الاخرين ممن يخالفونهم الفكر والعقيدة والرأي، ليرعبوا بهم كل قلم ومضغة قلم، وليشنقوا بهم الرأي العام المكلوم .
أحد النواب تقدم بشكوى ضدي قبل عدة أيام بسبب منشورا انتقدت به عمله النيابي وهمجيته الوضيعة التي يهوي بها على هذا وذاك، معتقدا بنفسه انه يمارس بذلك طقوسه النيابية بطريقة سلطوية سواء في المحاكم او الشوارع او الصالونات البرلمانية وحتى تحت القبة.
أقول له وبكل حزم، الشباب الاردني على قدم وساق مما يكتب وينشر ونفس الشباب يفوق قدرات تلك الشهادة في القانون التي يلتمس فيها ذلك النائب سطوة عند كل باب محكمة يطرقه.
ولكون القانون الاردني كفل حق الرأي و التعبير دون التطرق لحياة الافراد الخاصة بالذم او القدح او التشهير، فسعادتك انت ابعد ما يكون عن دراية بتلك القوانين وان كنت لا تعلم فتلك مصيبة.
الشخصية العامة تعرف بأنها كل شخصية تعمل في عمل عام، اداري أو سياسي أو ما شابههما والشخصية العامة عرضة للنقد، ليس كشخص وانما كفعل، ومن هنا يبدو ان النقد سلباً أو الثناء ايجاياً انما يكون نتيجة فعل او عمل وليس لصفة شخصية او عائلية لهذا الانسان وقد يسلتزم الامر كثيرا لكي تستوعب فكرة الفصل بين هذا وذاك.
ولكون المادة 192 بند 2 من قانون العقوبات الأردني تشير إلى أنه اذا كان الذم يتعلق بواجبات الوظيفة فقط وتثبت صحته فيبرأ الذام، وإلا فيحكم عليه بالعقوبة المقرره للذم”. على صعيد دول الحريات ، الشخصية العامة في أميركا لا يحميها القانون من أي نقد أو “شرشحة”.
إن القوانين المتعلقة بذلك تجعل حماية المسؤول من النقد مستحيلة. وآخر ما ظهر في هذا الاتجاه قيام بعض الجماعات المعارضة لجورج بوش الابن بطبع صورته على ورق التواليت مع مختارات من أقواله، مثل: “لقد أسيء تقديري”.
وفي مدينة لوس أنجلوس، كان يوجد اقتراح ومسعى لإطلاق اسمه على محطة لمعالجة مياه المجاري.
أما نائبه ديك تشيني، فقد رسمه كاريكاتير (مجلة “The Progressive” اليهودية، عدد آب (أغسطس) 2007) كشيطان له قرون، يلتف حولها جنزير يمسك به ديك تشيني وكأنه قرد يلعب به.
وفي آخر تقليعة كاريكاتورية لكارهيهما وبمناسبة انتهاء ولايتهما، تم صنع عملة تذكارية معدنية عليها صورة بوش وعبارة تقول: أسوأ رئيس في التاريخ. اخيرا يا سعادة النائب في جعبتي 22 قانون + 1 استطيع الوقوف بها امام قاض نزيه عادل لاعيد لك حجمك الطبيعي، مع التأكيد على ان الشخصية العامة أشبه بمنطقة حرة (Free Zone)؛ يمكن أن تقذف بالبيض والبندورة، وأكثر من ذلك كما ذكرت .
وعلى من لا يستطيع تحمل النقد، الابتعاد عن العمل العام، حتى لا “يتدعثر” به أحد. قليلا من كثير تحدثت به قبل ايام على قناة فضائية اردنية ولن اتوقف عند ذلك قبل ان يعلم كل نائب انه لم يعد للمحسوبية ارضية في هذا الوطن المشرف، اما النائب صاحب الشكوى فما انت سوى انطلاقة