الجيش الأبيض : 1000 تحية

3 أبريل 2020
الجيش الأبيض : 1000 تحية

صراحة نيوز- سهير جرادات

هل فكرتم .. وأنتم تعيشون في حالة ضجر وقلق وتململ في منازلكم ، وحولكم أهاليكم وأحبتكم، وجميع وسائل الراحة متوفرة لديكم ، تحددون طعامكم الذي ستتناولونه ، وتختارون كيفية تمضية الوقت متنقلين بين مشاهدة التلفزيون أو القراءة أو التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي ..
هل فكرتم .. بكيفية معيشة الكوادر الطبية والتمريضية التي مضى عليها أيام وأسابيع ، ولم تتمكن من العودة إلى منازلها ، ولم تتناول الطعام مع الأهل والأحبة.. لم يرهؤلاء الذين الذي يواجهون فيروس الكورونا المستجد الذي يفتك في العالم بكل تحد واصرار ليحققوا النصر في هذه المعركة أطفالهم وأبنائهم وأهلهم ، أولئك الذين لاينعمون بالراحة .. وينامون على غير فراشهم ، ويأكلون ما يقدم لهم دون اختيار، ولا يجدون الوقت للترفيه عن أنفسهم ، ولا يجدون في كثير من الأحيان الوقت لإجراء مكالمة هاتفية للاطمئنان على الأهل والأحبة ؟!..
هل فكرتم .. بمقدار الجهد والتعب والإرهاق والإعياء الذي أصابهم وهم يكافحون فيروس الكورونا منذ أسابيع ، مشكلين خط التماس الأول في مواجهته، ومنهم من وصل به الأمر إلى حد الاكتئاب لمخالطتهم المرضى وهم يتعاملون مع عدو مجهول ومخيف ، أبعدهم عن عائلاتهم ، لكنه الإصرار على النجاح والنصر من هؤلاء الأبطال ليبقى بلدنا نظيفًا بعيدا عن الاخطار الصحية..
هل فكرتم .. بأنهم يعملون في ظروف صعبة ، وإمكانات ضعيفة ،وغياب كثير من الأجهزة ، وعدم توفر الأدوية والعلاجات اللازمة ،كونهم يتعاملون مع فيروس جديد مجهول الهوية ؟!..
هل فكرتم .. بالأعداد التي تنتظرونها في كل مساء ، وحالات الشفاء، التي تقف خلفها كوادر طبية وتمريضية وكوادر مساندة من مختبرات وصيادلة تقوم بالكشف على الحالات وتصنيفها والإشراف عليها وعلاجها، وتؤدي واجبها الوطني بكل أمانة واخلاص؟!..
هل فكرتم .. بأنهم هؤلاء بشر لديهم طاقات وقدرات للتحمل ، ومشاعرتجعلهم في شوق لأهلهم ويحتاجون إلى الراحة ، مما قد يحبطهم شعور بالعجز لعدم تمكنهم من تأمين أبنائهم وعائلاتهم بالاحتياجات الضرورية ؟!..

هل فكرتم .. بآبائهم وأمهاتهم ، ومقدار قلقلهم عليهم ، بزوجاتهم وأزواجهم.. وعجزهم عن تدبر أمور حياتهم اليومية في ظل ظروف الحظر المفروض علينا ..هل اطلعتم على أحوالهم وظروفهم ؟!..
هل فكرتم .. بهؤلاء أصحاب الهمة العالية والعمل الإنساني ، والمهمة النبيلة ، بأن لهم قلوبا تنبض بالحب والرحمة والإنسانية ، قلوب تتمزق بين الخوف والقلق والاشتياق للأهل ، وبين واجبهم ودورهم الإنساني؟!..

هل فكرتم .. كيف يواجهون ، العجز من ايجاد الإجابات التطمينية للمرضى وهم يسألونهم عن المرض وتطوراته .. وكيف ينقلون خبر الوفاة إلى ذوي المتوفى ، الذي لم ينج من هذا الوباء ، بعد أن تمكن منه الفيروس ؟!..
هل فكرتم ..بأن تمنحوا من وقتكم جزءا للدعاء لهم ، ليمكنهم الله من أداء واجبهم الخطير في هذه الظروف الدقيقة والصعبة ؟!…
هل فكرتكم .. بمكافأتهم ومؤازرتهم ورفع معنوياتهم ، والتعبير عن شكرنا وتقديرنا لهذه الكوادر الطبية والتمريضية والمهن المساندة من مختبرات وصيدلة وكوادر ادارية ؟!..دعونا نفكر معا بطريقة لشكرهم والثناء على عملهم ، لنشعرهم بأننا نقف إلى جانبهم ، ونشعر معهم ..

دعوني أقترح أن نبدل صور ( البروفايل ) على الفيسبوك – الأكثرشيوعا في الأردن – إلى صورة ( الروب الأبيض ) ، الذي يرمز للأطباء وملائكة الرحمة والفرق الطبية المساندة .. كوادرنا الطبية والتمريضية والفرق الطبية المساندة انتم الذين بددتم المخاوف لدينا.. وبفضلكم وصلنا إلى هذا المستوى المتقدم من النجاح : 1000 تحية لكم على جهودكم وعطائكم..
Jaradat63@yahoo.com

الاخبار العاجلة