الدكتور جراح يتسائل من وراء اقصاء المحافظ مهيدات

14 يونيو 2017
الدكتور جراح يتسائل من وراء اقصاء المحافظ مهيدات

بقلم الدكتور مفلح الجراح

دائما ما كنت اتخذ عذرا للحكومات عن بعض قراراتها الصعبة أو الخاطئة حتى؛ لأني أؤمن بأن أي قرار في الدنيا قد يحتمل الصواب والخطأ، والإدارات الحصيفة والمتزنة هي تلك التي تعمل جاهدة أن تكون اغلب قراراتها صائبة وحكيمة؛ هذا يتعلق في مهنية وخبرة وقدرة الإدارة والمسئول على اتخاذ القرارات لمواكبة سير العمل وتصريف الأمور على أحسن وجه، ولا أقول أكمل وجه؛ لان الكمال لله وحده.

و ما أشير إليه هنا تلك القرارات المستفزة ، والتي يضيع نتيجتها حقوق كثيرة لأشخاص كثر؛ ليس ذنبهم إلا أنهم يعملون بصمت، يوصلون الليل بالنهار من اجل عملهم، لا يعلم بتعبهم إلا اقرب الناس إليهم، تجدونهم يحظون بحب الناس وثقتهم، ليس لشيء إلا لأنهم يرون نتائج أعمالهم وإخلاصهم على ارض الواقع؛ فلا يمكن للغربال أن يحجب ضوء الشمس. والاخطر من ذلك انعكاس هذه القرارات على المجتمع المحلي وجعله يدور في فلك التواطؤ وانعدام المسؤولية كردة فعل حقيقة لما يجري على الساحة العامة للدولة.

وقرار نقل محافظ جرش السابق قاسم مهيدات مثالا لذلك، حيث تم نقله وأثناء سفره إلى إحدى الدول الصديقة مع وفد رسمي– احسبها وحسب علمي السفرة الوحيدة له طيلة خدمته في وزارة الداخلية — إلى مديرية حقوق الإنسان في مركز الوزارة .

ثم جاء القرار الاخير بإحالة المحافظ المهيدات للتقاعد، فهل كان عمله وجهده وتميزه ثمنا لهذا القرار!!؟؟، ثم هل أدب المحافظ وعدم لهاثه خلف الواسطات والمحسوبيات، وعدم وجود داعم كبير له من اصحاب النفوذ والمصالح سرعت في هذا القرار!!؟؟ وما هي الخلفية الحقيقية من وراء نقله من عمله محافظا لجرش الى مركز الوزارة !!؟؟ مع معرفة القاصي والداني لجهد هذا المحافظ وتفانيه في عمله؛ وسجله يشهد له بذلك وليس انا.

فانظروا معي إلى جهد محافظ جرش السابق حيث كان يقضي معظم وقته في وزارته إلى منتصف الليل غالبا، حاضرا في كل موقف، متابعا لكل حدث، حازما وقت الحزم، وليناً وقت اللين، مكتبه مفتوح ليل نهار أمام المواطنين، يستمع لهم، يحاورهم، يعتمد لغة المنطق والإقناع معهم، فاكتسب ثقتهم، ومحبتهم، فنجح في مهمته.

والقاصي والداني يعرف أن المحافظ الناجح يبقى في محافظته أو ينقل إلى محافظة اكبر لإكمال مسيرة النجاح والعطاء، لا أن يعود إلى مركز الوزارة مديرا لحقوق الإنسان وحقه ضايع ليبحث عنه هناك، وسوف ننتظره حتى يجده، ثم نفاجأ بقرار احالته على التقاعد !!! فاصبحنا حائرين ، مذهولين مما جرى ؛ فهل هناك مزيد من الانتظار لنرى العدالة وتكافؤ الفرص واقعا معاشا وسائدا ؟؟؟

قد يقول البعض نعم تتخذ الوزارة مجموعة من القرارات ولا يحق لنا التدخل بها ، ولكن من حقنا أن نعلق عليها، كون الأمر يتعلق بحقوق المواطن والمسئول ومصلحة الوطن التي هي فوق كل المصالح والتي نتخذها دائما الذريعة لكل قراراتنا ، فالتبرير جاهز ومُعد …. مصلحة الوطن!!!!

 

الاخبار العاجلة