صراحة نيوز – قال رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية الدكتور محمد الذنيبات ان نجاح صفقة بيع اسهم شركة كامل هولدنج إلى شركتي (أي بيي أل) وشركة كيسان الهنديتين، ودخولها بشراكة استراتيجية مع الفوسفات الأردنية وصناعة الأسمدة، جاءت نتيجة للجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك في جذب الاستثمار للمملكة.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بمقر الشركة، إن من ضمن هذه الجهود الزيارة الرسمية التي أجراها جلالة الملك إلى الهند ولقائه نخبة من المستثمرين الهنود وحديثه حول صناعة الفوسفات في الأردن، وما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار وسلام تعد أهم ركائز الاستثمار.
وأكد ان هذه الشراكة الجديدة مع هاتين الشركتين الهنديتين تؤكد ثقة المستثمرين الأجانب في البيئة الاستثمارية الجاذبة بالمملكة، وأهمية الاستثمار في الأردن كدولة تنعم بالأمن والاستقرار وتمتاز بموقع جغرافي بين الأسواق الاستهلاكية في العالم، بالإضافة الى ارتباط الأردن بمجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تعطي امتيازات معينة للمستثمرين.
وقال إن البيئة الاستثمارية وما تحمله من فرص في المملكة، دفع أكثر من شركة هندية للبحث عن فرص في قطاع صناعة الاسمدة والتباحث مع شركة الفوسفات للدخول في شراكة استراتيجية استثمارية حقيقية لتطوير هذه الصناعة من جهة، وتلبية حاجة السوق الهندية والأسواق الأخرى من مادة الفوسفات الخام والأسمدة الفوسفاتية من جهة أخرى.
وحول أهمية هذه الصفقة بالنسبة لشركة الفوسفات، أكد الدكتور الذنبيات اهميتها “وانها تمثل أول شراكة استراتيجية حقيقية في قطاع الفوسفات والأسمدة منذ تأسيس شركة الفوسفات”، مجددا التأكيد أنها ستعمل على تطوير صناعة الأسمدة في الأردن وتحسين كفاءة الإنتاج وتعزيز خطط الشركة وتوسعها في الإنتاج والتصدير.
وقال إن هذه الشراكة ستمكن الفوسفات من تشكيل كتلة اقتصادية وشراكة استثمارية استراتيجية تضع الأردن في المرتبة الثالثة من حيث التنافسية في قطاع الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية في المنطقة، ما يساهم في سرعة تعافي الشركة وعودتها الى الأسواق العالمية بقوة أكثر بكثير مما كانت عليه في الماضي، بالإضافة الى تجاوز مخاطر التسويق التي تتعرض لها الشركة نتيجة قوة المنافسين.
واضاف أن التحول الذي حصل مع تنفيذ هذه الصفقة هو التحول من شريك ممول الى شريك استراتيجي يمثل أحد اكبر المستهلكين للأسمدة الفوسفاتية في العالم، وصاحب مصلحة في تطوير صناعة الفوسفات ومنتجاتها من الأسمدة الخاصة.
وأشار إلى أن ما يميز الشريك الاستراتيجي الجديد هو امتلاكه للمعرفة والتكنولوجيا والخبرة الفنية في هذا المجال من خلال الصناعات الفوسفاتية التي يمتلكها في الهند، والتي يقدر انتاجها بحوالي 2ر4 مليون طن سنويا من هذه الأسمدة بالإضافة الى استثماراته وشراكته مع دول أخرى في هذا المجال مثل عٌمان والسنغال، وبالتالي فهو شريك صناعة وليس شريكا تجاريا.
وللاستفادة من هذه الخبرات، قال الدكتور الذنيبات إنه سيتم وضع الخطط اللازمة لتطوير الصناعات التحويلية من مادة الفوسفات الخام في الأردن خلال العام المقبل، ما سيفتح الباب امام شراكات جديدة واعدة في هذا المجال لتلبية حاجات السوق الهندية وباقي دول العالم.
وفيما يتعلق بشروط الصفقة، بين الدكتور الذنبيات إن أهمها إلغاء الامتيازات التي كانت تتمتع بها شركة كامل هولدينج التي تمثل وكالة بروناي للاستثمار كافة، وعدم نقل هذه الامتيازات إلى الشريك الجديد سواء حق التعدين أو الإدارة أو أي امتياز آخر تم منحه لوكالة بروناي للاستثمار.
وقال إن الحكومة تحللت من التزاماتها السابقة لوكالة بروناي للاستثمار، “وهو ما تفهمه الشريك الاستراتيجي، وتسلمنا رسائل خطية تؤكد قبوله بالتنازل عن الامتيازات التي كانت تتمتع بها بروناي”.
وأضاف ان الشريك الجديد تفهم أيضا بأنه أنه لن يكون عضوا في لجان الانتاج والتسويق أو أي لجنة أخرى يشكل وجوده فيها نوعا من تضارب المصالح وأبدى استعداده للتوقيع على ذلك، منوها أنه سيتم التوقيع هذه الشروط في أول جلسة لمجلس الإدارة الجديد.
وجدد التأكيد أن التفاهمات الأولية مع الشريك الاستراتيجي الجديد تضمنت زيادة كميات الاستيراد من الفوسفات لتصل إلى 5ر2 مليون طن سنويا، وزيادة الاستيراد من الأسمدة الى ما يقرب 400 ألف طن سنويا وفق اتفاقية لشراء كامل الإنتاج (أوف تيك أجريمنت) وبالأسعار العالمية، اذا وافق مجلس الإدارة على ذلك، ما سيوفر على الشركة نفقات تسويقية كبيرة.
وفيما يتصل بالخطط المستقبلية للشركة، لاسيما مع دخول الشريك الاستراتيجي الجديد، قال الدكتور الذنيبات أن الشركة ستعمل على تطوير وتحسين كفاءة الإنتاج في المجمع الصناعي في العقبة، وستعيد تأهيل صناعة الفوسفات لتكون قادرة على التنافس عالميا، وستدرس إمكانية إقامة شراكات أخرى خارج المملكة، والاستمرار في ضبط نفقات الطاقة والنقل، وإعادة تأهيل العاملين في الشركة بما يمكنهم من الاستجابة لمتطلبات التطوير في الصناعة والتوسع في عمليات الإنتاج.
وأكد ان شركة الفوسفات “ستعود افضل مما كانت عليه كركيزة اقتصادية مهمة في الأردن”.
وردا على سؤال، قال الدكتور الذنبيات انه تم وقف الديون المترتبة على الشركات الحليفة وأن عملية جدولة السداد قد بدأت، مؤكدا أن الشراكة الاستراتيجية مع الهنود، الذين يملكون الخبرة والمعرفة الفنية في صناعة الاسمدة، ستسهم في حل العديد من المشاكل الفنية والمالية التي تواجه الشركة.
ولم يبد الدكتور الذنيبات أي تخوفات من منح الحكومة لتراخيص جديدة لإنتاج خامات الفوسفات، مستبعدا في ظل الظروف الحالية أن يتم منح تراخيص جديدة، لأنها غير مجدة للاقتصاد الوطني.
وحول توقعاته لنتائج الشراكة في النصف الأول من العام الحالي، أكد أنها ستكون أفضل بكثير مما كانت عليه في العام الماضي.
وقال ردا على سؤال، إن الإجراءات التي اتخذتها الشركة لطرح العطاءات على عدد أكبر من المقاولين، على عكس ما كان سائدا في السابق، أسهم في تخفيض تكلفة انتاج الطن الواحد من خامات الفوسفات بمقدار 5 دنانير، وهو ما سيؤدي إلى تخفيض التكاليف الإجمالية وزيادة فرص تحقيق الأرباح.