الروائي الأردني حواشين يوقع باكورة أعماله “ليلى مِنْه وإليه”
10 أكتوبر 2019
صراحة نيوز –
وقّع الروائي الأردني إياس حواشين باكورة أعماله “ليلى مِنْه وإليه” في قاعة غالب هلسا في رابطة الكتّاب الأردنيين مساء الأحد 6 أكتوبر 2019، بحضور لافت من المتابعين والمهتمين، وبمشاركة الناقد الدكتور حسين البطوش، وأمين النشر في الرابطة الشاعر محمد خضير، فيما أدار الحفل السيدة قمر النابلسي.
وكان البطوش قدّم ورقة نقدية أتى فيها على البناء الفني والمنهج النفسي الذي اتبعه الروائي في بناء عمل صنّفه البطوش بأنه يعدُّ من الأعمال المسكوت عنها، وبأن الحوار فيها “جاء وفق تكثيف هادف للأفكار التي أراد لها الكاتب أن تصل عمقاً دلالياً يعكس قضايا مؤرقة في عالمنا ما يترك للقارئ قيمة الأدب الهادف القائم على جمالية الأسلوب وفلسفة الفكر ناطقا أركيولجياً راوح بين الديلوج بين ليلى والشخصيات الأخرى، والمونولوج بين ليلى وذاتها/ الخناس على سبيل التناوب الحواري في ظلّ تماسك عضوية الرواية الفني ووحدة موضوعها التي تنازعتها سايكولوجية شخصية مركزية تعاني بصمت، وتغترب بألم وفق تقديم ابتكاري”، وبأن اللغة الحوارية “جاءت في مستوى لغوي متكامل قويم تعاضدت له طاقة إبداعية كتابية وظفت التعابير الاستعارية، لاسيما الإشارية من خلال المرواحة بين الإنشاء والخبر مع ميله للإنشاء”.
كما التفت الناقد إلى الجانب الوظيفي قائلا فيه: “لقد تقنّع الكاتب مرة بفارس والأغلب بليلى، فإن ظهر لنا من خلالها، توارى بالوسواس الخناس داخلها من أجل بثّ أفكاره ومقتنيات اعتقاده ورؤاه الخاصة من خلال تقنية الأدب النسْوي بكل كفاية واقتدار لصدق معاناته؛ فقد ألفتنا أنه لم يسند لنفسه السرد المباشر إلا من خلال الوصف الذي رسم لنا من خلاله شخصيات الرواية وأمكنتها سواء أكانت خارجية أم داخلية مغلقة أم مفتوحة، وليس هذا وصفاً عابثاً أو حشواً، بل فاعلاً”.
أما الشاعر محمد خضير فذهب بشهادته الإبداعية نحو تشكيل صورة المفتاح الذي حضر من أجله الجمهور العريض، فقال خضير: “ليلى منه وإليه… روايةٌ فكريةٌ دينيةٌ، نقْدُها في عهدة الناقد، لكنها مفتاحية الأشياء التي تقفُ خلفَ أبوابٍ نملكُ أنْ نُشرعَها أمام من يرغبون الولوج إلى عوالِمها”.
وكان افتتح شهادته بالقول: “ما زالت ليلى حتى اللحظة تشكلُ الوُجهة الرومانسية لكلِّ من اقترفَ الشعرَ والأدب، فمنذ مجنونها وحتى إياس؛ احتملت ليلى هوَس الشعراء والأدباء لتكون بذلك نائبة وممثلة عن المرأة العربية المعشوقة، كما نابت عنها في جمالها وقبحها وسطوتها وتبعيتها، وكذلك في رأيها الذي غيَّبه من انتقصَ من مساحة عقلها؛ فألبسها ثوب القاصر فكريًا. معتقدًا بأنها كتلةٌ من لحمٍ أنسِجتهُ العاطفة.
ها هي ليلى اليوم تطلُ من بين دفتي روايةٍ حاملةً لنا سلّةً من الشك المفضي إلى السؤال، وسلالاً من اليقين المؤدي إلى الإيمان المفقود، وبهذه الرواية؛ يكون إياس قد علّق الجرس إيذانًا بالبحث عن حقيقة تُناقض ما ألفْناه مِن تورية، وبعيدًا عن تقنية الرواية التقليديّة؛ التي جاوزتها عبقرية الفكرة في تفعيل هيبة العقل… لا النقْل”.
وكانت السيدة قمر النابلسي قد أدارت الحفل بمهنية واضحة، فاتحة الحوار في نهاية الحفل للجمهور الذي طرح كثيرا من الأسئلة، فيما اعتبر رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين الأستاذ سعد الدين شاهين الحفل بأنه مفتتح طيب وإيجابي لأنه الحفل الأول الذي تقيمه الرابطة بعد نجاح هيئتها الإدارية الجديدة.