الزميل العبادي للكاتبة القطرية الفياض ” كلماتك اغرقتنا”

14 مارس 2019
الزميل  العبادي للكاتبة القطرية الفياض ” كلماتك اغرقتنا”

صراحة نيوز – رد الزميل الاعلامي منصور العبادي على مقال للكاتبة القطرية الدكتورة حنان الفياض بمقالة تاليا نصها

وأنا أقرأ مقالة الدكتورة الفياض وهي تصف المشهد الأردني الأصيل المتأصل والمتوارث بالكرم والأخلاق والحفاوة وما لامسته طيب هذا الشعب الأردني الأصيل؛ فإنني لم أتفاجأ ولكنني أجل هذه الدكتورة السفيرة، سفيرة الأخلاق وهذه هي النوايا الحسنة.

كلماتك ألهبت المشاعر وفاضت حتى أغرقتنا ،فجاءت بأعجوبة حاتم لتسقطها على الأردنيين تعضيما منها لكرمهم .
فنحن أيتهاالأصيلة نجل ونقدر ما نبع من إحساسك الصادق وقلبك النقي وعروبتك ، كيف لا وأنتي ابنة قطر، قطر المواقف ، قطر الشدائد، قطر التميز .

ونحن نثمن عاليا الدعم القطري للأردن وتوفير الوظائف لأبناء شعبنا الذي يعاني الفقر والبطالة .

وأنا أقرأ مقالتك أيتها العزيزة وكأنني دخلت بدلا منك إلى مطار عمان ورأيت ذاك الشاب المبتسم الذي يستقبل المسافرين ورأيت أزهار عمان وبيوتاتها ودفئها ورأيت أبناء الأردن وكأنني لم أرهم من قبل.

كنتي المرآة التي عكست جمالنا ، ربما أن شقاءنا منعنا من النظر إلى حالنا ،ربما أعباء الحياة وصعوبتها أجلت لنا النظر إلى ذلك الجمال الذي أوردته، إلى أن تأتي الأيام الجميلة.

كنتي لنا خير سفير وخير ضيف،فلو أن كل الزائرين مثلك وفي بهاء معناك لكان الأردن من أغنى الدول وشعبه أغنى الشعوب ولن تجدي به فقيرا قابضا على جمر التعفف.

رسمت صورة بهية، ليس لأنها عباراتك منمقة فحسب، ولكنها وصفتنا وصفا بمنتهى الدقة، لله درك على هذا النقل وهذا العقل، فكنت كريمة جدا طائية جدا ككرم الأردنيين.

وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب الأردني فإنني أجزل لك الشكر والثناء .
عاش الأردن
وعاشت قطر

بقلم :الزميل منصور العبادي
Manswr S Alabbadi

وهذا مقال استاذة الأدب العربي في جامعة قطر الدكتورة حنان الفياض كتبت مشيدة بأصالة الاردنيين : كلهم نسخ مكررة من أعجوبة الطائي

بقلم الأديبة الدكتورة #حنان_الفياض :

هكذا ودون سبب معروف تضرب اللحظات الأولى في عمقك إحساسا مختلفا لايشبه جميع ما اشتبك مع روحك في لحظات سابقة هذا تماما كان إحساسي الاول وأنا أترجل في مطار الأردن في أول لحظاتي هناك ومن تلك اللحظة أيضا تعجبت من توافق اللحظات وتشابهها حتى صار كل شيء يشير إلى نهاية مختلفة بلا شك أو لعلها فكرة مختلفة عما اختمر في داخلي سنوات طويلة عن أهل تلك الأرض.

الناس مبتسمون …طيبون …متواضعون … النساء يشبهن الرجال في قيم الرجولة العالية لافرق أبدا بينهم في المروءة والكرم والإقبال على الغريب حبا ورحمة وتوددا..

ماستراه في الأردن ربما لن تراه في بلاد أخرى …أثرى أثريائهم حتى القابع تحت لحاف الفقر . كلهم نسخ مكررة من أعجوبة الطائي..

في لحظة ما ستشعر أن الدعوة على الغداء أو العشاء أصبحت مقلقة لك خاصة إذا كنت من أولئك الذين يخافون على أوزانهم ويعنيهم ألا تترهل جلودهم لاحقا..

ودون مبالغة ..عليك إذا قررت السفر إلى هناك أن تفقد من وزنك الكثير وأن تخفف من حمل أمتعتك وأن تسافر خفيفا رشيقا مستعدا لتلبية كل تلك الدعوات المحفوفة بالحب وبذلك الوزن الثقيل من الهدايا.

في أول لقاء لي مع أهل الأردن و من خلال موظف الجوازات ذلك الشاب المبتسم بعينين لاتعرف لهما لونا ولا نهاية ..إنما هما غور سحيق فقط .. ذلك اللقاء خالف كل أعراف المطارات في العالم تلك التي تصورت للحظة أنهم ينتقون موظفيها انتقاء من بين أشرس خلق الله.

لكن هناك في عمّان كان أول خرق لأكثر اللحظات إرهابا في حياتي ويبدو أن اللحظة الأولى دائما هي صوت اللحظة الأخيرة .

شعرت بالأمان من هناك ثم تلقفتني الأرض المزهوة بالارتفاع حينا وبالانخفاض حينا .. ثم تلك الزهور المتناثرة على بعض قممها …ثم البيوت المرصعة بالحجر تلك التي ستحدثك سرا ليس عن فخامتها ولا عن بعض الفوضى الجميلة بينها .. بل عن أصالتها .. شيء يشبه الماضي في جاذبيته.. في صدقه .. في أنه لايعود.

الشوارع الكثيرة الضيقة التي مررت منها كانت تتسع لكل اندهاشي -ذلك الذي لم تتسع له أرض قط -علمت لاحقا كيف يمكن لأي أرض أن تنفرج رغما عن حدودها الضيقة.

أما إذا خرجت خارج عمّان صوب المحافظات فتلك قصة أخرى تمتزج فيها مشاعرك مع روح المكان ..وهي روح إنسانية بلاشك غير أنها تحيط كل شيء حتى الجدران والنوافذ !!

لقد كان الجو باردا …باردا جدا …ولا شيء هناك يشبه هذا البرد سواه …فكل شيء دافئ دافئ، ولأني كنت في رحلة عمل ولاأملك في وقتي ولا في معدتي مساحة لكل تلك الدعوات التي تلقيتها فقد كنت أجهز مع أوراق العمل التي سأقدمها صباحا عددا من جمل الاعتذار اللبقة والمقنعة في نفس الوقت ذلك أن الإفلات من تلك الدعوات ليس بهذه السهولة إطلاقا ..لقد كان أمرا شاقا للغاية.

في لحظة ما كنت أتوقع أن تصافحني الجدران وتدعوني أيضا على مأدبة من أي شيء!!
هناك شعرت أن الإنسانية المفقودة ربما تكون على تلك البقعة من الأرض …وعدت إلى الدوحة وأنا أشعر أن شيئا جميلا سيحدث هناك في يوم من الأيام شيئا جميلا سيحدث عند أولئك الذين لا يعلمون ما إذا كانت جيوبهم قادرة على استيعاب كرمهم أم لا أولئك الذين لا يفكرون فيما إذا كان الآخر يستحق أم لا …أولئك الذين يحيطونك بالألفة ويفيضون على وجودك بينهم بالمكانة والعزة والحب فحسب.

الاخبار العاجلة