مخجل ما وقع من صخب وضجيج وفوضى عارمة في مجمع النقابات المهنية يوم امس الجمعة خلال اجتماع الهيئة العامة لنقابة المهندسين، الذين يفترض أنهم رأس نخب المجتمع أولا، وهم كذلك، من خاصة النقابات المهنية ثانيا. فكيف حصل وأن نسي الجميع هذا كله!
مخجل ما حصل في نقابتنا العزيزة، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه حواراً نخبويا راقيا دائما ما كان يعبر عنه في النهاية الصندوق الانتخابي. الصندوق الانتخابي وحده.
وأنا أتابع ما جرى كنت أتساءل: ألم يكن فيهم رجل رشيد، يصيح بهم وسط هذه الفوضى أنكم إنما تكشفون منا أسوأ ما فينا، في الوقت الذي ينتظر منا المجتمع بأسره أن نظره له أعمق أشكال الرقي الحضاري حين نختلف.
ليس الامتحان في طريقة ادائنا في الظروف الطبيعية، بل في مثل هذه الظروف، عندما نختلف، فنظهر لنا أولا وللجميع من خلفنا اننا نستحق ان نكون مهندسين.
الجميع في المشهد كان مدانا.. أما القامات النقابية فلزاما عليها أن تستوعب المشهد، أما الشباب فهم الذين نعول عليهم في المستقبل القريب النهوض بالنقابة.
لم يفت الأمر بعد. والمطلوب اليوم العودة الى الرشد النقابي، والتكاتف، من أجل مصلحة المهنة والنقابة ودورها الوطني قبل كل شيء، فالنقابة في النهاية لنا جميعنا وليس لفئة دون أخرى.
نحن نتحدث عن نقابة صنعت تاريخها على يد أجيال من القيادات، والجهود الجبارة حتى باتت علما يشار لها بالبنان في الوطن العربي كافة، بل والحالة النقابية عالميا.
دعونا نتذكر أننا نتحدث عن أعضاء هيئة عامة في نقابة المهندسين في بلد هو الأعلى بنسب المهندسين من حيث عدد السكان. فيما نجح القطاع الهندسي الأردني في وضع بصمته الإبداعية في الدول المجاورة. وها هي مدن ومنارات في دول الخليج شاهدة حية على ما أقول.
أقول كل ذلك محذرا من ان ما ذكر يوشك ان يختفي في غبار الصراعات النقابية.