صراحة نيوز _ استضاف المنتدى العالمي للوسطية السفير الباكستاني سجاد علي خان في محاضرة حول “أثر التطورات في افغانستان على باكستان والامن الإقليمي” ألقاها في مقر المنتدى، وفي بداية المحاضرة رحب المهندس مروان الفاعوري الامين العام بسعادة السفير وقال: إن باكستان دولة شقيقة لها مواقفها الايجابية تجاه القضايا الاسلامية، وقضية فلسطين على وجه الخصوص، وما اختيارنا لهذا العنوان إلا لإيماننا بدور باكستان الكبير في المنطقة، ثم قام الدكتور محمد الحلايقة بتقديم الضيف إذ قال إننا نرحب بسعادة السفير في هذه المحاضرة، التي سيتحدث فيها سعادته حول المسألة الأفغانية ذات الإمتداد الإقليمي، فسعادته الأكثر تأهيلًا للحديث عن أفغانستان لأسباب كثيرة.
ثم بدأ سعادة السفير محاضرته مقدمًا الشكر للمنتدى العالمي للوسطية بعدما قدم الشكر للمملكة الأردنية الهاشمية ملكًا وحكومة وشعبًا وقال: من دواعي سروري أن أعين سفيرًا في هذه الأرض المباركة التي أسري لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقال: لقد تعززت العلاقات بين الأردن وباكستان بسبب مرور البلدين بأزمات ذات اهتمام واحد، وهناك برنامج تبادل بين البلدين وهناك برامج تدريبية وتعليمية ودورات عسكرية، وهناك علاقات تجارية واقتصادية بين البلدين.
وقال:
أصحاب السعاده، المعالي، السيدات والساده،
أشكركم على إعطائي هذه الفرصه للتحدث حول مختلف المسائل السياسية الخارجية المتعلقة بباكستان.
العلاقات الباكستانية الاردنية
سنتناول في حديثنا بعض الكلمات حول علاقتنا الثنائية، إذ تولي باكستان اهمية كبيرة لعلاقتها مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. إذ بالرغم من الأوقات الصعبة، التي مررنا بها فقد وقفنا دائمًا جنبًا إلى جنب مع بعضنا البعض وقدمنا كل الدعم الممكن.
إذ وتشيد باكستان بجهود المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لضمان الاستقرار والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
ولطالما كانت علاقات باكستان مع الأردن تاريخيًا مميزة للغاية إذ نشأت في مناخ من الثقة حيث يواصل كلا الجانبين تقديره للآخر وتتميز هذه العلاقات بإحساس مشترك بالتاريخ والتصورات المشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
إن باكستان تؤيد موقف الأردن الجاد والثابت من حل الدولتين للقضية الفلسطينية. فقضية فلسطين قريبة من قلب كل باكستاني. إذ تدعم باكستان حلًا شاملًا لجميع الخلافات العربية الإسرائيلية العالقة من أجل سلام دائم في المنطقة.
وبالمثل، تقدر باكستان بشدة الدعم الذي يقدمه الأردن لباكستان في نزاعها مع الهند حول كشمير في كل من المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف، وفي جانب آخر تبقى آفاق التنمية والتقدم في بلدينا والسلام والأمن في منطقتنا رهينة هذه الصراعات.
أفغانستان
اسمحوا لي أن أؤكد موقف باكستان من التطورات الأخيرة في أفغانستان.
لقد لاحظنا الإعلان الأخير عن تشكيل نظام سياسي مؤقت في كابول، والذي من شأنه تلبية متطلبات هيكل الحكم لتلبية الاحتياجات الملحة لشعب أفغانستان. ونأمل أن يضمن النظام السياسي الجديد النظام السياسي الجديد بذل جهود منسقة من أجل السلام والأمن والإستقرار في أفغانستان وكذلك العمل على تلبية الإحتياجات الإنسانيه والإنمائية للشعب الأفغاني.
وتؤكد باكستان من جديد التزامها الراسخ بأفغانستان كدولة تنعم بالسلام والاستقرار والسيادة والازدهار. عملًا بالموقف أعلاه واستمرارًا لدورنا البناء ومشاركتنا، وفي المقام الأول للحفاظ على مصلحة الشعب الأفغاني إذ قررت حكومة باكستان إرسال مساعدات إنسانية تشمل الأغذية والأدوية لشعب أفغانستان.
كما نتوقع أن يؤدي المجتمع الدولي دوره الواجب في المساعدة على تلبية الإحتياجات الملحة للشعب الأفغاني من أجل أزمة إنسانية.
وعلى المستوى الأوسع، واصلت باكستان الدبلوماسية الاستباقية في الأسابيع الأخيرة، وتفاعلت مع مجموعة من الشركاء في المنطقة وخارجها. إذ كان الهدف- تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف حول أفضل طريقة للمضي قدمًا للمساعدة في ضمان سلام واستقرار مستدامين في أفغانستان، وهو هدف مشترك للمجتمع الدولي.
ونظرًا لأن الوضع في أفغانستان يمر بمنعطف حرج، يشارك أعضاء مسؤولون في المجتمع الدولي في مناقشة أفضل السبل للمضي قدمًا، فمن المؤسف للغاية أن يستمر بعض المخربين والمنتقدين بعملهم، وهم نفس الجهات الفاعلة المعروفة، والمنشغلين في الترويج للروايات الكاذبة والمعلومات المضللة، والتي وقفت بالفعل مفكوكه وبدون مصداقية من قبل مصادر مختلفة.
واسمحوا لي مره أخرى أن أكرر أن كل الطاقات الآن يجب أن تركز على ضمان السلام والإستقرار الدائمين في أفغانستان. وذلك يتطلب مشاركة إيجابية مستمرة من المجتمع الدولي.
جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانوني
اسمحوا لي الآن أن أنتقل إلى الوضع في جامو وكشمير المحتله.
إننا ندين بأشد العبارات الممكنة مضايقات قوات الاحتلال الهندية المستمرة لعائلة سيد علي جيلاني. إن تسجيل القضايا المرفوعة ضد أفراد عائلة الزعيم الكشميري المكلومين هو عمل آخر مقيت من قبل قوات الاحتلال الهندي. إذ يتعارض مع جميع معايير الاخلاق والقيم.
وطُلب من الهند كذلك الامتناع عن أي خطوات خاطئة قد تعرض السلام الإقليمي لمزيد من الخطر، وتم تذكيرها بموقف باكستان الثابت بأن على حكومة الهند أن ترفع على الفور الحصار العسكري غير المشروع في كشمير، وأن تكف عن إتخاذ تدابير لتغيير الهيكل الديمغرافي للأراضي المحتلة، وسحب أكثر من 900.000 جندي احتلال ووقف جميع انتهاكات حقوق الانسان على الفور.
ويجب أن يكون واضحًا بشكل كاف الهند أن انتهاكاتها الصارخة المستمرة لحقوق الإنسان لن تكون قادرة على إخضاع الكشميريين ومنعهم من النضال العادل من أجل حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
ويجب على المجتمع الدولي أن ينتبه بجدية للانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان والدوس على الحقوق الأساسية في كشمير ومحاسبة الهند على أفعالها غير الإنسانية وغير القانونية وانتهاكاتها للقانون الدولي.
وستواصل باكستان كل الدعم للشعب الكشميري، من أجل تقرير مصيره وستستمر باكستان أيضًا بإعلام المجتمع الدولي بانتهاكات حقوق الإنسان في كشمير المحتلة.
وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضر على أسئلة الحضور ومداخلاتهم المتعلقة بموضوع المحاضرة وما يهم الشأن الباكستاني والعربي والإسلامي.
وعلى هامش زيارته للمنتدى دون سعادة السفير كلمة في سجل كبار الزوار قال فيها:
استمتعت اليوم بتفاعلي مع أعضاء المنتدى العالمي للوسطية في مسائل مختلفة تتعلق بالعلاقات الثنائية والدولية وكنت مسرورًا وأنا أستمع إلى التحليل والأفكار والأسئلة التي تطرح.
حفظ الله أعضاء المنتدى ومتعهم بالصحة والعافية والتوفيق في مساعيهم وعملهم لرفعة الأردن وباكستان.