صراحة نيوز- بقلم سهير جرادات
بعد صراع باهت، ومنافسة شبه محسومة ، وتمهيد مرسوم لإبعاد السنافر القدماء الأقوياء، وصل( 98 سنفورا ) جديدا منهم (15 سنفورة) إلى ” الغابة المهجورة ” منذ بداية تفشي وباء بين سكان ” القرية المنهوبة ” التي يتبعون لها، قد وصلوا، وهم بانتظار ساعة الصفر للانطلاق، وممارسة تشريع القوانين التي (يجب ) أن تخدم مصالح أهالي “القرية المنهوبة ” الموارد.
“السنافر” جمع سنفور، وهي كلمة بالعربيّة لا معنى لها، تُطلق “للمداعبة” على الأشخاص الذين “لا يعرفون شيئاً”، وخبرتهم قليلة، الأمر الذي يجعلهم يحتاجون للاستشارة في أي خطوة يقدمون عليها؛ لأنهم في بداية الطّريق، والسنافر شخصيات كرتونية محببة انطبعت في ذاكرتنا .
تمثل شخصيات “السنافر ” الجدد مختلف الأطياف المجتمعية ، فهناك السنفور العشائري ، والسنفور الحزبي ، والسنفور الأمني ، والسنفور الخدماتي ، والسنفور السياسي (المزعزم ) ، وسنفور المال ( الأسود ) السياسي ، والسنفور المزارع ، والسنفورالإعلامي ، وهذه الشخصيات هي من ستفرض سيطرتها على ” الغابة المهجورة ” .
وبالعودة إلى ” الغابة المهجورة ” فإنها على موعد لانتخاب رئيسها، من السنافرالجدد أو من القدماء، حيث يُعد الحكيم و الأكبر عمرا وخبرة ، ليترأس الجلسات ، ويطبق التعليمات والأنظمة الداخلية وفرض الالتزام بها ، والأهم أنه المسؤول عن ضبط الإيقاع بين أعضاء الغابة وبين ” شرشبيل ” ..
” شرشبيل ” شخصية مهمة لفرض السيطرة على ” الغابة “، بالسيطرة على ” السنافر” لفرض الاستقرار الأمني، ولتحقيق ذلك يحدد لكل ” سنفور ” أحد الأعوان ، ويعرف باسم ” هرهور “، ومهمته تنفيذ أوامر” شرشبيل ” سعيا لفرض سيطرته على الأغلبية من ” السنافر” ، وبالتأكيد هناك “سنافر ” خارج السيطرة ، لكن عددهم ” محدود “، ولا يؤثر في سيرعمل ” الغابة المهجورة ” ، حيث لا يكون لهم ولأصواتهم أي أهمية سوى الديكور، فهم لا يغيرون من الواقع شيئا .
” شرشبيل ” لا يعني شخصا محددا ، أو جهة بعينها ، بل هو شخصية تمتلك القوة والقيادة والسيطرة ، وتنظر للسنافر على أنها كائنات فاقدة الأهلية، لا تعرف مصلحتها ومحتاجة للرعاية ، وتسعى إلى القضاء على كل شيء يعكر صفو الغابة ، وتقف أمام أي شخص لا يفكر بتفكيرهم ، وتحارب كل من يحب ” القرية المنهوبة ” بعكس طريقتهم ، وتحرص على أن يكون لأعضاء ” الغابة المهجورة ” هدف واحد ، ألا وهو الحفاظ على أمن “القرية المنهوبة “واستقرارها .
يشارك “السنافر” الجدد في الغابة 32 شخصية قديمة كانت قد وصلت إلى الغابة سابقا ..جميع الأشخاص يسعون إلى أن توفر لهم كل أسباب الرفاه و السعادة، وإلى إرضاء شرشبيل وتنفيذ أوامره وطلباته كونه هو من اوصلهم إلى الغابة ، بعضهم ليس لشرشبيل أي فضل عليه ، لكن عددهم قليل أو محدود، ولا خوف منهم ، ولا يؤثرون في التصويت لأن العدد المطلوب لانجاح أي مشروع يتحقق اقراره باصوات النصف زائد واحد من اتباع شرشبيل؛ ردا لجميله عليهم.
بعد أن تم اختيار سكان “الغابة المهجورة ” الجدد ، شاع الاحباط لدى أهل “القرية ” من طريقة الاختيار والشخصيات التي وصلت للغابة ، حيث كان السكان يحلمون بتحقيق العدالة والمساواة ومكافأة الفرص، ويؤمنون بأن صوتهم سيسمع يوما ما ، نعم سيطر عليهم، وتمكن منهم شعور بالغضب والسخط ، قد يصاحبه “ثورة ” على غفلتهم.. عذرا أهل “الغابة ” فأنا أنظر بعين الخوف الى غابتكم من ثورة أهل القرية .. حفظ الله القرية!!!!!
Jaradat63@yahoo.com