صراحة نيوز – بقلم الصحفي فارس الحباشنة
في الاردن السلطة ماكينة ضخمة لانتاج أَرَاجِيزُ ، و تحديدا مجلس النواب . تتابع تصريحات و تعليقات وسلوكيات السادة النواب لا تعرف ،هل تبكي أم تضحك عليها ؟ و لا تعرف على تصفها بالكوميديا أم الترجيديا ؟ حقيقة أن المسافة الفاصلة معدومة .
العين المدربة لا تطمئن لمسرحيات باهتة وكاذبة ومخادعة ، وترى ما لا يراه في الواقع . تخيل أن “هليمان ” الشتم و السب و القذف و الصراخ ضد الحكومة يتم الاعتذار عنه في الغرف المغلقة ، و أنهم أي السادة النواب يستسمحون عذرا من سخريات تافهة و ساذجة و سخيفة ، و أكثر ما يريدون سوى إثارة ضحك الاردنيين .
ومنهم ما قد أصابته عظمة” الكبتاغون ” ، و أصيب بنزوة الشعور بالبطولة . بطولات “دينكاشوتية ” آتية من الخيال يتحول به النائب الى مصارع تتضخم صورته أمام المرايا المحدبة ، تتكسر وتتضخم الملامح العادية التي كان يرأها لوجه و الحجم الطبيعي لسحنته .
فما بالك أذا ما اصاب الكبتاغون الافكار و خيالاتها الواهمة ، فما قد ينفتح صندوق نفايات لأفكار مريضة و عصابية .” الأمي” يصير بليغا بخطابة لا يسمعها الا نفر من قومه المتورطين بتعاطي ذات المؤثرات ، نفايات مزروعة بالرؤوس كأنها حقائق مبهرة و
باهية .
في سردية النواب لا ترى غير استعراضات ل” أَرَاجِيز ” ، و الكريزما و الهيبة ليست من صنيعة كراسي السلطة على اختلاف المقاسات : من نيابية ووزارة . و الهيبة لا تعطى بكبسولة أو بوصفة طبيب ، أو أ، لها كتالوج في مركز تجميل و عيادة نفسية او مدرسة تدريب و تأهيل و أعداد .
استعراضات السادة الاراجيز باهتة و تافهة وسخيفة وأكثر ما يغذيها جهل و إعاقة ذهنية في فهم الواقع و التمييز ما بين الاشياء . استعراضات لمهزومين يعتلون منصات أكبر و أعلى من مقاديرهم ، يتصورون أن السياسة شتم وصراخ و قذف و سب . الهيبة ايها السادة- من الله- تجلب مع الانسان من أول مولده .