الضغوطات التي تواجه الأم العاملة في ظل عودة التعليم الوجاهي بالتناوب
12 أكتوبر 2021
صراحة نيوز – بقلم الأخصائية في اصول التربية هبة ابو حليمة
ازدادت متاعب الحياه ومسؤولياتها والأم هي دائما صمام الأمان لكل عائلة وكلما زادت المتاعب بالحياة هي الشخص الوحيد الذي يتحمل الصعاب لكي يسهل ويقلل الخوف والقلق داخل الاسرة تكون بصراع داخلي مابين المحافظة على عائلتها وبالمقابل المحافظة على مصدر رزقها
ولكن في ظل الظروف الراهنة عودة التعليم الوجاهي (بالتناوب ) يضع الأم العاملة في حيرة من أمرها أما المحافظة على عائلتها واطفالها والاهتمام بهم بالمقابل المحافظة على رزقها ومصدر عيشها
التعليم بالتناوب وضع الام العاملة أمام تجربة جديدة والقدرة على ادارة أمور ابنائها والمحافظة على عملها ولكنها موازنة صعبة جدا
التعليم الوجاهي بالتناوب سيكون اما يومين بالاسبوع أو ثلاث أيام ما هي الحلول التي ستجدها الام بالوقت الذي سيبقى اطفالها وحدهم بالمنزل وهي في العمل
والمشكلة الاكبر من ذلك اذا كان الابناء في فترات مختلفة الاولى الفترة الصباحية والاخرى الفترة المسائية وعلى كلتا الحالتين الام ليست بالمنزل
هنا ستصبح الام في حالة من التوتر والقلق وعدم الاستقرار وعدم التركيز
ستفكر الام بطريقة لتامين ابنائها في اليوم الذي لا يذهبون فيه الى المدرسة
في حين ستبقى تفكر بمتابعة ابنائها الذين ذهبوا الى المدرسة ويبقى العمل والقدرة على تنظيم الوقت سلاحا ذو حدين
ولكن بعض الامهات تتحمل أعباء كبيرة واصبحت احمالها ثقيلة لانها تقوم بدور الام والمربي والمعلم والزوجة
ولكن لا يعني ذلك ان نضيع حقوق المراة كونها ام ويجب ان نجد حلول للامهات العاملات وهي مسؤولية تقع على الجميع
ولا ننسى ان هناك عدد كبير من الامهات اللواتي يعملن لتحسين اوضاع اسرهن ووضعهم الاقتصادي صعب جد ولا تستطيع ان تستغني عن عملها ووظيفتها لانه لا يوجد معيل اخر للاسرة وهذه الامهات لها ظروف خاصة اما ان تكون مطلقة او ارملة فمن الصعب الاستغناء عن وظيفتها لان ظروفها خاصة وهو امر في غاية الاهمية حتى لا يدفع الامهات العاملات للاختيار بين اولادهن او وظائفهن
التعليم بالتناوب وبغض النظر عن مسببات اللجوء اليه يعني ارتباك الاسرة عموما وعدم قدرتها على تنظيم أمورها وخصوصا في حالة الام العاملة التي ستضطر الى ابقاء الأبناء وحدهم او بعضهم في المنازل وحدهم او ان يكون عند الاجداد وهذا يحرمهم من الرعاية ويعرضهم الى الخطر لعدم توفر الرعاية المماثلة من الوالدين
وهذا سيوثر في عملية التربية والتوجيه للابناء واشغال وقت فراغهم بامور غير مفيدة واحتمالية اكتسابها سلوكيات وعادات سيئة كبيرة جدا
ترك الاولاد دون رعاية ومتابعة من الوالدين وخصوصا الام يزيد من قلق الام وتأثير في نفسيتها مما ينعكس على صحتها الجسدية وانفسية وبالتالي على مصدر رزقها عملها وانتاجها
ان الظروف الحالية بحاجة الى التنسيق قبل اتخاذ اي قرار يتعلق بمصير الطلاب وامهاتهم العاملات ويجب الاستماع الى وجهات نظر المعنين بهذا الموضوع الا هم المعلمين ومربين اسر واصحاب العمل
ويجب اخذ اسباب لتوفير النجاح والتكيف مع الظروف الراهنة لان هذا الوباء الله وحده يعلم متى ينتهي مما يعني استمرارية الحياة مع اخذ الاسباب التي تسهم في الوقاية من انتشارة ولعدم انتشار الوباء في الوقت الحاضر يتطلب من الجميع التعاون من الناحية الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية وعلينا دائما الاهتمام بالجانب الاسري والاجتماعي والعمل على تعديل الازم اول باول خصوصا ان تجربة وباء فايروس كرونا والعودة الى التعليم الوجاهي بالتناوب لانها غير مسبوقة محليا وعالميا
اللهم ابعد عنا الوباء والبلاء واحمي ابنائنا وامهاتنا يا رب العالمين واجعله جيلا صالحا يا الله