العسكر خطوط نار فلا تقربهم

13 أكتوبر 2022
العسكر خطوط نار فلا تقربهم

صراحة نيوز – بقلم فارس العمارات


تمنيت ان كل من يذكر العسكر يتذكر الزنود السُمر والبريه والقايش والجباه العاليه والايثار والتضحيه ويذكر كل وقيعة لهم ،ويذكر النصر والذود عن الحمى ويذكر كل شي حي ، وكم توقنا ان من يذكر العسكر يذكر صورة الدم وصورة العطاء الذي تنبت الارض دحنونا وحبقا حينما يختلط دم العسكر شهداء مع حبات التراب .
العسكر يا من تريد ان تقتص من حقوقهم هم الذين لا يمكن ان يكونوا الا للوطن والذود عنه من كل مُعتد اثيم ومن كل حاقد أو جاحد يتربص بالعش الذي يئوي اليه كل فرد فينا ، فهل يحي الوطن بدون العسكر؟؟ وبدون الوهج المُنبعث من جباههم كما جذوة انارت عتمه الليل وشعلة انبلج منها صبح جديد .

العسكر عليك يا من تذكرهم وتريد ان تنال منهم ، هم حالة استثنائيه ليست ككل الحالات التي يتنوع بها الوطن وهم النوع الوحيد الذي لا يقبل القسمة ولا يمكن ان يكون جزء من شي أخر أو من صفقة او اثنيه او عرق او جماعات ولائهم واحد لا يكون الا للوطن ،العسكر رقم صعب في كل الحالات لايمكن ان يتجزء منه شي العسكر وجدوا من أجل ان يكونوا هدبا لعين الوطن وسيفاً عاند الغمد العسكر رمزية لا يمكن تغير لونها مهما علا الغبار ومهما صهلت خيول الوقيعه لان الذي يرتدي ثوب العز لا يمكن ان يُعيده الا مُحجلا كما خيلا خاضت عجاجا وعادت غير مُحجله .
العسكر اليوم يا صاح في وضع لا يُحسدوا عليه فالعسكر الذي يقضون اياما وليال بعيدين عن الاهل والاولاد والمنزل ، وانت تهنئ بمزاج عال ، ورفاهية لا مثيل لها وسيارات فارهة ، وسفرات استجمام فهل اصبحوا غير مرغوب بهم في كثير من مواقع الدوله سواء كانوا عاملين أو متقاعدين .
العسكر لا يمكن ان يتحسس احوالهم وحالهم من لا يعرف حدائهم وسامرهم ،فهم الذين يتغنون بالوطن حينما يكون ازيز الرصاص ومن لا يعرف الرصاص لا يقدر ثمن الجنديه ولا يقدر قيمة العسكر
تمنيت ورفاقي في السلاح ان يهبوا من تحت القبه وان كان من بينهم من تحلت هامة بالتاج ذات يوم بدلاً من ان يتنكر لهم وكأنه لم يكن يوما في صفوف العسكر فلم يابه بهم وبمن هم في ظله ولم يعد العسكر يهمونه أو يهمه شأنهم وحتى الذين يتفيئون ظلال الامن ويتمتعون بحياة هانئه يحفونها العسكر بالحمايه لا يعرف قيمتهم ولا يعرف كيف تكون عيونهم كما الصقر لا تنام لان الحمى غالى لا يهون عليهم وان هان على اولئك الذين يحرصون على ان تكون جوازات سفرهم في جيوبهم يغادرون في اول طائرة تغادر الوطن .

العسكر يا من تريد ان تجرهم من حقوق لهم أصبحت معيشتهم ضنكا ،فالتعسف في صناعة القرارات اخذت تزداد يوما عن يوم جراء تمترس الكثيرين من ما يسمون بالقاده خلف من يحمون ظهورهم ويكيلون بمكيال ثقيل ضد العسكر ،فالبعض يتم حرمانه من الاجازات المرضيه والاخر يتم حرمانه من النقل الاداري والبعض الاخر يٌسرح قصراً جراء عدم ركوعه لبعض المسؤولين ،والاخر يُحال على التقاعد ظلما بدون ادنى مقاييس العداله والشفافيه والكفاءه .
العسكر اليوم هم أحوج من ذي قبل سواء ما يتعلق بتعديل الرواتب أو تحسين اوضاعهم المعيشية مقارنة بما يقدمونه بلا جمائل للوطن ،خاصة ان حقوقهم التي هُضمت وتهضم كل ، فهل يكون الانصاف بحجم التضحيه وبحجم ما تم تقديمه للوطن بكل نفس راضيه وبكل توق للتضحيه لان من يذود عن الوطن ويسهر الليال الطوال بعيداً عن كل محبيه وبيته واهله ليس كمن ينام الليل الطويل على وسادة ناعمه ويحلم أحلاما ذهبيه ، ولان العسكر يقدمون أكثر ما يقدمونه من يتفيئون الغرف المُكيفه والرواتب العاليه والحوافز والاكراميات ويمتطون السيارات الفارهه ويمضون اياما خارج الوطن أكثر ما يمضونها داخل الوطن ويعرفون شوارع لندن وباريس أكثر ما يعرفون شوارع الوطن وقراه .
العسكر خطوط نار فلا تقربهم ، فهاجسهم الوطن وليس غير الوطن .

الاخبار العاجلة