صراحة نيوز – أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة أن رفع الحظر بشكل كامل، وعودة الحياة إلى طبيعتها يعتمد بشكل رئيس على الوضع الوبائي في المملكة، مشيراً إلى أنّ عدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد لثلاثة أسابيع على التوالي قد يقودنا إلى ذلك.
وقال العضايلة خلال استضافته في برنامج “حديث خاص” الذي يبثه التلفزيون العربي، يوم أمس الجمعة، إنه لا يوجد وقت محدد لإعادة فتح البلاد تماما وعودة الأمور إلى طبيعتها، مؤكدا أن نجاح الأردن في التخلص من الوباء يعتمد أيضا على مقدرة الدول العربية المجاورة له في القضاء عليه.
وأشار إلى أن نجاح التجربة الأردنية في التعامل مع فيروس كورونا يكمن في الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة من خلال فرض حظر التجول الشامل والجزئي في مختلف أنحاء المملكة، واتخاذ إجراءات الحجر الصحي للقادمين من الخارج، وإغلاق الحدود ومنع السفر، إضافة إلى التناغم والتعاون بين المواطنين والأجهزة الرسمية.
وأشاد في هذا الصدد بدور القوات المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنية في الحد من انتشار الفيروس بين المواطنين، من خلال تطبيق قرار حظر التجول الشامل، الذي التزم به المواطنون بشكل كبير، إذ وصلت نسبة التزامهم إلى 99 بالمئة.
وأوضح أنه نتيجة لالتزام المواطنين الإيجابي في التعامل مع القرارات، بدأت الحكومة بالتخفيف من إجراءات الحظر، إذ سمحت بخروج المواطنين لشراء مستلزماتهم واحتياجاتهم من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء، ثم توسعت بعد ذلك في الأوقات لتصبح من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساء.
وحول فتح القطاعات الاقتصادية والتجارية رغم عدم انتهاء الوباء، أشار العضايلة إلى أن الاقتصاد كان من أكثر القطاعات المتضررة من فرض حظر التجول الشامل، “لذلك كان لا بد من عودة بعض القطاعات حتى لا يتأثر اقتصادنا بشكل كبير”.
وبين أن الحكومة وبالتوازي مع فتح القطاعات الاقتصادية والانتاجية، أصدرت دليلاً إرشادياً للقطاعات العاملة بهدف اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشار الوباء وضبط العدوى، إضافة إلى فرض رقابة مشددة على المنشآت التجارية ومرتاديها.
ولفت العضايلة إلى أن هناك العديد من المنشآت أغلقت نتيجة لعدم تقيدها بمعايير وشروط السلامة العامة، من حيث التقيد بلبس الكمامات والقفازات الطبية للعاملين فيها وإلزام المواطنين والزوار أيضاً.
وحول سبب استمرار إغلاق دور العبادة والمدارس والجامعات، قال العضايلة إن الحكومة قررت عدم فتح المدارس والجامعات حتى نهاية العام الدراسي، مشيراً إلى أنه في حال كان الوضع الوبائي في المملكة جيدا ستفتح الجامعات أبوابها استعداد للفصل الدراسي الصيفي، بينما إذا استمر الوضع الصحي كما هو الآن ستستمر المؤسسات التعليمية بالتعليم عن بُعد.
وأضاف أن توصيات وزارة الصحة واللجنة الوطنية للأوبئة تشير إلى عدم فتح المساجد نظراً للتخوف من التجمعات التي قد تشكل خطورة على صحة المواطنين، مؤكداً أن “صحة المواطن والحفاظ على سلامته هي أولوية بالنسبة لنا”.
وشدد العضايلة على أنه لا يوجد في الأردن مكان يمكن وصفه بأنه موبوء أو خطر، مبيناً أن المناطق التي حدثت فيها الإصابات جميعها تحت السيطرة.
ولفت إلى أن أي منطقة تشهد تسجيل إصابات يتم عزلها من قبل القوات المسلحة-الجيش العربي لمدة أسبوعين، وتزود باحتياجاتها وموادها الغذائية بشكل يومي ودون السماح للقاطنين فيها بالخروج إلا للضرورة القصوى.
ووصف العضايلة ما حدث من تسجيل إصابة لأحد سائقي الشاحنات في محافظة المفرق بالخلل البسيط، مؤكداً أن الفرق الطبية استطاعت الوصول إلى مخالطي المصاب ومتابعة مخالطي المخالطين، إضافة إلى عزل المناطق التي سجلت فيها حالات إصابة، مؤكدا أن الوضع الصحي تحت السيطرة.
ولفت إلى أنه كانت هناك ثغرة في موضوع دخول سائقي الشاحنات عبر حدود العمري إلى المملكة، تمثلت بوجود 1450 سائقاً أردنياً يسمح لهم بالدخول إلى المملكة العربية السعودية، بمعدل 250 سائقاً يومياً، مبينا “إذا وضعنا 250 سائقا في الحجر الصحي خلال خمسة أيام لا يتبقى أي سائق يستطيع الذهاب إلى المملكة العربية السعودية مما سيؤثر على حركة الشحن التجاري النشطة مع السعودية”.
وأضاف العضايلة أن الحكومة اتخذت إجراءات مع السائقين من خلال إلزامهم بإجراء فحص كورونا وفي حال كانت النتيجة سلبية، تطلب منهم الالتزام بالحجر المنزلي لمدة 14 يوماً.
وأكد أن الحكومة عالجت موضوع السائقين بعد تسجيل إصابتين في إربد والمفرق، من خلال زيادة أعداد السائقين المسموح لهم الدخول إلى المملكة العربية السعودية، وبناء كرفانات للحجر الصحي للسائقين على الحدود، إضافة إلى استخدام تنظيم النقل التبادلي بالمناولة (Back to Back)، مما يخفف من المخاطرة.
واشار العضايلة إلى أن الأردن سجل حالات صفرية للإصابات لثمانية أيام متتالية، وهذا لم يسجل في العديد من الدول التي انتشر فيها الوباء، مؤكداً أن المملكة ستعود إلى دائرة صفر حالة قريباً – بمشيئة الله-.
ونوّه العضايلة إلى أن هذا الوباء عالمي ومنتشر بشكل كبير وقد تعود العدوى في أي وقت نتيجة وجود قادمين من الخارج، مؤكدا صعوبة توقف المرض بشكل تام بحسب ما أكده الخبراء والأطباء في دول العالم.
وحول الضرر الذي لحق بالاقتصاد نتيجة أزمة كورونا، قال العضايلة إن البنك المركزي قدم خطوات للتخفيف من حدة الأزمة على الشركات، من خلال تقديم القروض الميسرة من دون فوائد بقيمة 500 مليون دينار، إذ استفادت منها مئات الشركات.
كما ساهمت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، بحسب العضايلة، بدفع رواتب العاملين في بعض شركات القطاع الخاص التي تضررت من هذه الجائحة، إضافة إلى المساعدات الحكومية لعمال المياومة الذين تضرروا من الأزمة.
وأشار إلى أن أمر الدفاع رقم (6) ساهم في منع تسريح الشركات لموظفيها، لافتاً إلى أن الشركات الكبيرة لم تتضرر بشكل كبير من الأزمة، مقارنة مع أصحاب المطاعم الشعبية والسياحية وبعض أصحاب المهن، لافتاً إلى أن المطاعم عادت للعمل منذ حوالي ثلاثة أسابيع من خلال المناولة وخدمة التوصيل.
وحول توقعات الحكومة لارتفاع نسبة البطالة بعد أزمة كورونا، أشار العضايلة إلى أن نسبة البطالة لم تشهد زيادة كبيرة عن بداية العام، متوقعاً زيادة نسب البطالة في جميع دول العالم ليس فقط في الأردن.
وأكد العضايلة في هذا الصدد ضرورة أن تتعاون الدول العربية مع بعضها البعض بعد الضرر الحاصل عليها من وباء كورونا، وذلك من خلال تطوير آليات العمل العربي المشترك خصوصا في الجانب الاقتصادي.