صراحة نيوز – كتب الزميل محمد العضايلة
رئيس جمعية المذيعين الأردنيين
ضمن التطور السريع في وسائل الاتصال وفنون الاعلام الذي اصبح ظاهرة مؤثرة في جميع الانشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها خاصة مع التطور التكنولوجي الذكي والمتسارع اذ صار لزاما على هيئات الاذاعة اينما كانت متابعة هذا التطور والاستفادة منه باقصى درجة متاحة لهم لانها وسيلة الاتصال المحورية والاكثر خطرا وفاعلية في المستمعين كما انها احدى وسائل الاتصال الفريدة التي تكتسب اهمية متزايدة لسرعة تكيّفها مع اشكال الاتصال الحديثة وتكيّف المستمعين لما تقدمه من اراء وافكار ومساهمتها في حلها وتوعيتهم بالواقع والمستقبل . وتشكل الاذاعة اضافة مهمة لانها تتيح التقارب الانساني وتتيح للمستمع تبادل المعلومات والخبرات كوسيلة ارخص وايسر واقدر على تخطي حواجز الزمان والمكان وعلى الجمع بين المحلية والعالمية,وتبادل رؤية استراتيجية كلما توفرت لها قيادات تؤمن باهميتها واثرها في واقع الناس والحياة.
تعتبر الاذاعة واحدة من افضل وسائل الاتصال الجماهيرية لتحقيق التعددية الفكرية ونقل التراث الثقافي والاجتماعي عبر الاجيال وتحقيق ديمقراطية الاتصال ونشر الفنون والعلوم…, وتوفير حرية التعبير في اطار ما يسمى بالسوق الحرة للافكار والتعددية السياسية ومشاركة الناس في الرأي والانتاج والانتفاع بالخدمات البرامجية والا كتبت نهايتها بيدها.
تستطيع الاذاعة ان تطرح بدائل وخيارات متعددة للمستمعين سواء كانت ترفيهية او تعليمية او تثقيفية ورياضية وغيرها مما يجعلها قادرة على الاستمرار والنجاح في كل البيئات اذا اعطيت المزيد من الحرية في ممارسة عملها الاعلامي .
لقد اسهمت وسائل الاتصال الجديدة في التحولات بمجال الاذاعة المسموعة من حيث زيادة استخدام التردد fm الذي يقلص من اتساع النطاق الجغرافي لها , فهي تتوجه نحو مخاطبة اعداد اقل ذات خصائص متشابهه واكثر تجانسا بعيدا عن الاذاعات الواسعة النطاق مما يجعلها اكثر تاثيرا من غيرها في المستمعين, و يزداد الطلب على استخدام النظام الرقمي بدلا من التماثلي لانه يوفر قنوات جديدة ونقاء في الصوت والصورة وقدرة على نقل كل اشكال البيانات ودون تداخل مع القنوات الاخرى . ومايميز البث الاذاعي بانه يخاطب الفرد ويجعل العمل الاذاعي اكثر حميمية والفة مع المستمعين ,ويجعلهم مشاركين في العمل لا متلقين له, كما ان السمع يحقق الاستقلال في الفكر والرآي اكثر من الاشياء التي نسمعها ونراها معا ” فالاذن تعشق قبل العين احيانا”
ان البث الاذاعي المسموع اقل كلفة من التلفزيون سواء في تكاليف البرامج او العاملين فيها او القائمين عليها, كما انها توفر فرصة اعلانية ارخص للشركات والمؤسسات المحدودة الميزانية … ولم يعد البث الاذاعي مصدرا للمعلومات او وسيلة للهروب والتسلية العدمية بل مؤثرا في تنمية الموارد البشرية ومفجرا لطاقات المستمعين ومتيحاً لهم للقيام بدورهم في تحقيق التنمية بكل اشكالها كما لم تعد الاذاعة مجرد بث في اتجاه واحد بل قادرة على اتاحة تبادل الافكار والاراء ومحاورة كل الاعمار مما جعلها وسيلة شعبية ذات مصداقية ان اعدت اعدادا جيدا ,مما جعل القائمون على المحطات الاذاعية يعملون على تغيير اشكال ونوعية البرامج بصفة مستمرة لتكون من اكثر وسائل الاتصال اسقرارا وتنوعا وبرلمان الظل للناس على مرّ الزمان .