صراحة نيوز – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية وجود استراتيجية واضحة لجذب المزيد من الاستثمارات لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وترسيخ مكانتها كبوابة انطلاق للأسواق العالمية.
وشدد جلالته، خلال اجتماعه اليوم الخميس مع رئيس وأعضاء مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بحضور رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ، على ضرورة تعزيز البيئة الاستثمارية، والتي من شأنها توفير فرص عمل للأردنيين.
وقال جلالته إن منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ستبقى موضع الاهتمام، بالرغم من التحديات الصعبة التي تواجهنا، مؤكدا ضرورة البناء على الإنجازات، والتركيز على توظيف المزايا التي تتمتع بها العقبة في جذب الاستثمارات النوعية وذات القيمة المضافة للقطاعات الصناعية والتجارية.
وشدد جلالته على ضرورة متابعة تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للعقبة وفق خطة تحفيز النمو الاقتصادي (2018-2022)، مؤكدا جلالته أهمية تحقيق تقدم في مستوى تنافسية بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمار.
وأكد جلالته، في هذا الصدد، ضرورة أن تنعكس الاستراتيجية إيجابا على أبناء المنطقة، وبما يسهم في تحسين ظروفهم المعيشية، وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال توفير المزيد من فرص العمل.
كما شدد جلالته على أهمية الإسراع في تنفيذ المشاريع التنموية، من خلال إنشاء مناطق صناعية جديدة، وبناء ميناء العقبة الجديد.
ولفت جلالة الملك إلى أن تسويق العقبة ضمن خارطة السياحة العالمية أمر مهم، ومن الضروري تنظيم رحلات جوية منتظمة بين العقبة وعدد من المدن العالمية.
وأكد جلالته أن الشراكة والتواصل باستمرار مع المستثمرين والمجتمع المحلي ركن أساس لنجاح جهود تطوير المنطقة، وتنفيذ المشاريع المستقبلية لتعود بالنفع على أبناء العقبة.
واستمع جلالة الملك، خلال الاجتماع، إلى إيجاز قدمه رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة، عن الخطة المستقبلية لسلطة منطقة العقبة والتي تستهدف استقطاب المزيد من الاستثمارات، وجعل العقبة وجهة سياحية عالمية وأنموذجا للتنمية المستدامة.
ووفق استراتيجية السلطة لعام 2025، سيتم العمل على زيادة قيمة الاستثمارات في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وزيادة عدد السياح، ورفع عدد الغرف الفندقية.
الاستراتيجية تهدف أيضا إلى زيادة عدد المراكز اللوجستية في العقبة لتكون مركزا لوجستيا يخدم المنطقة، إضافة إلى زيادة حجم البضائع المناولة في ميناء العقبة، وإيجاد المزيد من فرص العمل.
وجرى، خلال الاجتماع، استعراض البرامج والأنشطة الرئيسية التي ستعمل مفوضية العقبة على تنفيذها خلال الأعوام القادمة لتحقيق محاور الاستراتيجية.
وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.
وفي تصريحات صحفية، أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة أنه سيتم المضي قدما في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المتعلقة باستكمال منظومة الموانئ، وربط الميناء الجديد في العقبة وميناء الحاويات بميناء معان البري عبر سكة حديد العقبة الحالية.
وأضاف أنه سيتم العمل كذلك على تعزيز مكانة العقبة كمركز لوجستي للتجارة، وإعطاء المراكز اللوجستية صفة المناطق الحرة لتسهيل عمليات إعادة التصدير وتجارة الترانزيت، مشيرا إلى خطط وبرامج المفوضية للترويج والتسويق السياحي للعقبة والمثلث الذهبي، وإقامة الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام لجذب السياحة الداخلية والخارجية، وتطوير المنتج السياحي.
ولفت الشريدة إلى أن المفوضية ستعمل على ترويج سياحة المؤتمرات في المدينة، وذلك بعد إنهاء سرايا العقبة لمشروع مركز المؤتمرات، المتوقع استكماله عام 2019.
وخلال زيارة قام بها جلالة الملك إلى مدينة العقبة الصناعية الدولية، المقامة على مساحة مليون و700 ألف متر مربع، استمع جلالته إلى إيجاز قدمه رئيسها التنفيذي، شيلدون فينك عن الاستثمارات التي تم استقطابها في عدد من القطاعات المختلفة، وعن الخدمات التي تقدمها المدينة للمستثمرين.
وجال جلالته، خلال الزيارة، في عدد من المنشآت الصناعية في المدينة، وشملت مصنع أوربت لصناعات الألمنيوم بحجم استثمار يصل إلى 40 مليون دولار، ومصنع قورينا للصناعات الغذائية بحجم استثمار 6 مليون دولار، ومصنع ويه شمس للطاقة المتجددة لتصنيع وتركيب الألواح الكهروضوئية بحجم استثمار 8 مليون دولار.
وفي تصريحات صحفية، قال الرئيس التنفيذي لمدينة العقبة الصناعية الدولية، شيلدون فينك، “إننا نسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات إلى المدينة، خصوصا بعد افتتاح مكتب لها في الصين لتسويق خدماتها”.
وأشار إلى قرب التوصل إلى اتفاق مع شركتين صينيتين للاستثمار في المدينة، إحداها متخصصة في تصنيع الزجاج، والثانية في تقنيات وحلول الزراعة.
وبين فينك أن الاستثمارات الجديدة واستثمارات أخرى في قطاع الأقمشة والمنسوجات، ستسهم في نقل التكنولوجيا، ورفع عدد فرص العمل التي توفرها مدينة العقبة الصناعية الدولية إلى 5 آلاف فرصة في السنوات الثلاث المقبلة.
بدورهم، أكد مدراء المصانع في المدينة أن اختيارهم للأردن ومدينة العقبة تحديدا لإقامة مصانعهم، جاء نظرا لما تتمتع به المملكة من ميزات تنافسية وبيئة آمنة وجاذبة، وكونها أيضا ترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع العديد من دول العالم، مما يتيح لهم تصدير منتجاتهم للأسواق الإقليمية والدولية.
وقال رئيس هيئة المديرين في شركة قورينا للصناعات الغذائية، محمد أقصودة، إن استثمارات الشركة بدأت في العقبة عام 2014، لما تتمتع به من ميزات تنافسية، من خلال الميناء، الذي يسهم في تسهيل استيراد المواد الخام وتصدير المنتجات إلى الأسواق الخارجية.
ولفت إلى أن الشركة توظف 60 بالمائة من العاملين فيها من الأردنيين، وقد أنجزت المرحلة الأولى من الاستثمار بتأسيس المصنع الأول لتعليب وتصنيع المواد الغذائية، وتسعى للتوسع مستقبلا.
وقال “متفائلون بمستقبل الاستثمار في العقبة، ويهمنا جذب الاستثمارات، وأن نكون قدوة جيدة لشركات عالمية وعربية لإقامة مصانعها في العقبة والاستفادة من المزايا الاستثمارية التي توفرها”.
من جهته، قال مدير المصنع المهندس أسامة شبش “بدأنا بالاستفادة من الاتفاقيات التجارية بين المملكة ودول العالم في تصدير منتجاتنا إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا، والوصول للأسواق العالمية من خلال مشاركاتنا في المعارض المحلية والدولية”.
أما مدير عام شركة، ويه شمس للطاقة المتجددة، هيثم الراوي، قال في مقابلة مماثلة، إن اختيار منطقة العقبة للاستثمار في إنتاج الألواح الفوتوضوئية (الشمسية) بمواصفات عالية، جاء بسبب اهتمام الأردن ودول الشرق الأوسط بالطاقة المتجددة وخصوصا الطاقة الشمسية.
وبين أن المصنع هو استثمار عراقي ألماني، يوظف 50 بالمائة من العاملين فيه من الكوادر الأردنية، وقابل للتوسع بما يلبي الاحتياجات المتزايدة لهذه المنتجات الاستراتيجية في مجال أمن التزود بالطاقة وحماية البيئة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي في شركة أوربت لصناعات الألمنيوم المهندس ممتاز دعبول إن الشركة التي تختص في إنتاج صفائح الألمنيوم في العقبة تستهدف التصدير للأسواق الأوروبية وخصوصا الألمانية، وتعمل بحجم استثمار يبلغ نحو 40 مليون دولار، فيما وفرت 150 فرصة عمل غالبيتهم من الأردنيين، وأسهمت في إيجاد الكثير من الصناعات المكملة لهذه الصناعة الإنشائية.
وأكد أن العقبة تعد مكانا مناسبا للاستثمار في هذه الصناعة التصديرية، لوجود الميناء وللتسهيلات التي توفرها للمستثمرين، مبينا أن الشركة تعكف على إقامة استثمارات جديدة لتصنيع رولات الألمنيوم في الأردن بدلا من استيرادها، بحجم استثمار 100 مليون دولار، ومن المتوقع أن توفر 400 فرصة عمل، لاسيما وأنها صناعة استراتيجية توجد العديد من الصناعات المكملة وتضع الأردن على خارطة تصنيع الألمنيوم العالمية.