صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
لقد أصابتني الدهشة بعد كشف زيف وخدعة وبطلان ادعاء المدعو يونس قنديل كنعان القائم على منظمة مؤمنون بلا حدود،وإثبات فبركته لقضية اعتداء عليه أثارت الرأي العام الاردني كُتبت خلالها الاف التعليقات والإدراجات معظمها اتُهمت فيه الدولة بأنها مختطفة من تيار معين داخلها، والإشارة هنا إلى الإسلاميين المتشددين، ودافع كتاب مخضرمين ومثقفين بشراسة عن قنديل باعتباره ضحية لعُصاب فكري يجتاح المجتمع،وهنا اقتبس أحد الادراجات لإحدى المثقفات التنويريات ” إن الدولة تتحوّل إلى دولة بلطجة على يد هذا العُصاب الفكري والتأييد الأعمى للإسلام السياسي ” >
وذهب أحد الكتاب الاخرين قبل ذلك إلى اتهام الحكومة بإنها تهدم أركان الدولة المدنية بمنعها إقامة حفل أو إلقاء القبض على شلة إباحيين لا يقيموا للاخلاق وزنا ولا قيمة وتم تقسيم المجتمع وفقا لهؤلاء بين مجموعة من التنويريين والتكفيريين وتم تناسي الشريحة الكبرى من المجتمع التي ترفض فُسق أفكار قنديل وسفاهتها باعتبارها لا تضيف شيئا للعلم والمدنية والاخلاق والدين؛ بل هي هرطقات تغذيها منظمات أجنبية تحاول تشتيتنا أكثر مما هو موجود، بإقامة ندوات ومؤتمرات مشبوهه في ظاهرها وباطنها تحت شعار حرية التفكير، وترفض هذه الشريحة المحافظة الكبرى أيضاً المساس بثوابت المجتمع من خلال إقامة حفلات صاخبة لتعاطي الخمر والمجون والانفلات وتخريب النشء الجديد وتغذيته بكل اشكال الانحلال بمزيد من الانحلال والانحراف الاخلاقي.
لا أدري كيف يتم من خلال هؤلاء تاطير فكرة الدولة المدنية بانها إنحلال وفوضى أخلاقية وبدع وتكفير بعيداً عن الفكرة الأساسية وهي سيادة القانون التي تعد أساس وعصب الدولة المدنية،.
لقد أغضبني فعلا آراء البعض التهجمية قبل ان تظهر أية بوادر لوقوف أشخاص خلف ما حدث بل كانت البوصلة موجهة لفئة متشددة يرفضها المجتمع بشكل جدي ولولا اعتدال المجتمع لاستطاع التنويريين تقوية التكفريين من خلال استفزازهم بالاساءة إلى الثوابت الدينية وتأييد كل اشكال الانحلال تحت مسميات عديده منها الحرية ومواجهة التشدد وكأن مواجهة التشدد تتم من خلال مظاهر الانحلال وقد ثبت ان الاستفزاز وعدم احترام المشاعر الدينية هو اكبر عامل لارتكاب الجرائم من قبل المتشددين، وقد أكدنا نحن وجميع من يؤمن بالوسطية ان الابتعاد والوقوف على الاطراف يخلق اجواء التطرف والمشاحنة والبغضاء، فتعالوا إلى كلمة سواء اساسها الاحترام القيمي والاخلاقي والاطر التي لا يختلف عليها اي انسان.
التقدم والمدنية يا سادة لا يكون أساسة الإباحية والرذيلة ولا التشدد والإنغلاق؛ التقدم أساسه الإحترام وسيادة القانون والعمل والإنتاج وإشغال النفس بالفضيلة والتطوع ومساعدة الأخرين كل حسب استطاعته.
ودعوتي للطبقة المثقفة المبادرة الحقيقية إلى تأسيس حزب تحت اسم “حزب الفضيلة والاخلاق” لتنقية المجتمع من كل المحاولات التي تجري لطمس كل جميل فيه وتغليفه بثوب الخلاعة أو التطرف لان الحرب بين الطرفيين كسر عظم وليس إصلاح، ودعوتي إلى بعض أتباع المسيحية والاسلام ان لا تسيئوا للديانتين العظيمتين التي ضحى فيها المسيح عليه السلام ومحمد عليه السلام لإقامة مجتمع الفضيلة والخير وليس مجتمع الكراهية والرذيلة والانحطاط .