صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
تنفس الاردنيون الصعداء بعد فترة ليست بقصيرة من الحرب النفسية التي عاشوها نتيجة الإشاعات المغرضة التي شككت ونالت من رمز الوطن، كان أبطالُها جهات ارتبطت باجندات دولية وأقليمية، دون ان يتكلف الاعلام الرسمي وخصوصا اعلام الديوان الملكي بالتصدي لمثل هذه الشائعات.
وأطل علينا كاتب قدير ومن خلال صحيفة رسمية ليوبخنا على قلقنا واهتمامنا بقائدنا فنالنا من نالنا من لوم وتأنيب.
ما يعني كل أردني غيور على وطنه هو الاستقرار والنظر الى المستقبل بتفاؤل وهذا لن يكون إلا من خلال ثوابت أصيله منها سلامة النهج والإرادة السياسية والوعي.
زيارة الملك وترؤسه جانب من اجتماع مجلس الوزراء يوم الاحد 5/8/2018 له دلالة وبعث بأكثر من رسالة لوأد الاقاويل والشائعات، والتركيز على ما ينفع الناس من تحقيق العدالة وسيادة القانون، وأعطى جرعة من الامن النفسي للمواطن الذي هاجمته الشائعات من كل حدب وصوب، فحققت الزيارة هدفها بطمأنة الناس على قائدهم، الذي ناله من الاقاويل والشائعات الكثير.
والدلالة الاقوى هي توجيه رسالة لرئيس الوزراء عنوانها “كسر ظهر الفساد” وهذه تعني أن لا غطاء لفاسد مهما علا شأنه، فالملك ضامن للحكومة وولايتها العامة بتصفية هذه الحثالة الفاسدة، خصوصا بعد تفجر أكبر قضية فساد بتاريخ الاردن”مصنع الدخان” والتي تشير الدلائل الى تورط مسؤولين في هذه القضية ستكشفهم التحقيقات لينالوا جزاؤهم.
لكن المثير ان صدقت التقديرات ان حجم تضرر الاقتصاد الوطني تقدر بمليارات الدولارات إذ لم تكتفي هذه العصابة بتزوير ماركات الدخان وتصنيعه وتهريبه بل تعدى ذلك الى تصنيع الادوية والفياجرا والمخدرات حسب المعلومات المسربة، فإن صحت فهي جريمة تصل الى الخيانة العظمى للوطن.
الملك عندما يوجه بهذه القوة وفي هذه القضية بالذات فذلك يعني غضبه الشديد وما يعنيه وأول أولوياته حماية الوطن من هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة.
وكسر الفساد يلازمه الوعي والذي تكرس فعلا من خلال تفاعل الاردنيين مع قضايا الفساد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحجم أصرارهم وغضبهم من هؤلاء الفاسدين ومطالبتهم بمحاكمة رموزه ليكونوا عبرة لمن اعتبر مع الاخذ بعين الاعتبار “التجاوزات في التعبيرات التي استخدمها البعض من خلال التواصل الاجتماعي باعتبارها تشويش وتضر اكثر ما تنفع” ويقدرون الادوار التي لعبها نواب محترمون في كشف خيوط هذه القضية.
على العموم شكلت نقاشات الاردنيين عبر هذا الفضاء الافتراضي أرضية صلبة تنطلق منها مؤسساتنا الرسمية بقوة لتنظيف الوطن وكنس هؤلاء المفسدين من بين ظهرانينا الى مزبلة التاريخ، دون حماية من أحد، والضامن لذلك إرادة الملك كرأس للدولة، ومزاج عام لدى الغالبية من الناس.
الرئيس الرزاز كرئيس للحكومة وحتى يكسر ظهر الفساد وتلبية طموح الملك والشعب عليه البدء فوراً بسن قانون من أين لك هذا ليكون سيف العدل المسلط على رقاب الفاسدين.