صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
جائحة كورونا التي تصيب العالم أجمع وذهب ضحيتها عشرات الالاف، دون تمييز أو رحمة تكشف حقائق مؤلمة وصادمة، وتظهر لصوص الازمات الذين يلتحفون بأردية ناعمة يعتقدون انها تخفي حقيقة جشعهم وانانيتهم، وهم يحاولون الدفاع عن الطبقة البرجوازية التي يتخلى غالبيتها عن الاسهام في مواجهة هذه الجائحة.
هؤلاء يعتقدون انهم غير مكشوفين وانهم في حالة سبات لا يطالهم النقد، وقد سوروا على انفسهم وعلى اموالهم حتى لا يطالهم الوباء، وينتظرون الفرصة للا نتشار بعد ظهور شمس فصل صيف خال من الكورونا لتبدأ حملات تلميعهم عبر ابواق اعلامية وضعت نفسها عبيدا لمثل هؤلاء الانتهازيون.
نعم الوطن بحاجة جهود كل ابنائه ولا يمكن ان تخفي مساحيق الكذب والدجل حقيقة تقصير هؤلاء ولا فقر الشريحة الاعظم من الشعب الذين بدأت تظهر عليهم تداعيات أزمة كورونا وهم لا حول لهم ولا قوة.
الجهود التي تبذلها الحكومة بتوجيهات الملك ممتازة ورائعة ونشكر كل جندي وممرض وطبيب، يقف في خط الدفاع الاول ليقاوم انتشار الوباء اللعين ونشكر المعلم والمعلمة في المدرسة والجامعة، الذين يحرصون على أداء واجبهم تجاه ابنائهم الطلبة من منازلهم، حتى لا يفوتهم واجب ولا تضيع عليهم فرصة، هؤلاء الجنود المجهولون لهم منا الف تحية وسلام.
اما الطبقة البرجوازية التي تنعمت وامتلأت حساباتها المصرفية من خير هذا البلد، لا نحسدهم على هذه النعمة ولكن نطالبهم ان يقفوا الى جانب الوطن وان لا يستغلوا الفرصة لتحقيق مزيدا من المكاسب خصوصا بعد صدور قرار يعفي المبالغ المتبرع بها من ضريبة الدخل، فنجد البعض يتبرع بمواد عينية يقيمها بمبالغ عالية ليستفيد منها في التهرب الضريبي، ويزاود على الوطن بتبرعه الزهيد بعد انتهاء الجائحة.
نعم الدولة مطالبة الان باجبار هؤلاء بالتبرع بجزء من ثرواتهم دون مقابل لان كل مواطني دول العالم تلاحقهم دولهم بالضرائب حتى على اموالهم في الخارج فلماذا لا تعمل الحكومة بذلك.
لا أحد يستطيع ان يمُن على الوطن، والوطن أكبر من الجميع فعلى كل مقتدر ان يدفع مجبرا من ماله حتى نحافظ على استقرار الدولة والمجتمع من الانهيار، وقد شاهدنا صور كثيرة للفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم بعد انقطاع ارزاقهم اليومية.
اليوم في ظل هذه الازمة شاهدنا ونشاهد رؤساً للصوص المرحلة تطل علينا بدءاً بتزوير وبيع التصاريح، مرورا ببعض الابواق الاعلامية التي تريد حل الازمة على حساب الموظف البائس باقتطاع جزء من راتبه، دون التعرض لاصحاب الرساميل الاثرياء، إذ يقدر عدد المليارديرية في البلد بأكثر من 2000 ملياردير،الدفاع وخدمة الوطن واجب وفي هذا المجال كلنا جنود نفدي الوطن بدمائنا ولان الازمة اقتصادية كان الاولى ان توجه الاقلام لتعرية البخلاء اصحاب المليارات الذين يكنزون الذهب والفضة، لقد حان الوقت لتعريتهم وفضح جشعهم، لا ان يتسابق البعض لالقاء المسؤولية على الموظف الذي يئن تحت وطئة الديون والاقساط لهذا البنك أو ذاك، لصوص المرحلة كثر ومستوايتهم مختلفة ويمثلون كل الشرائح فحذاري منهم .