صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
من المؤسف ان يتغير المشهد على الساحة الاردنية بشكل درامي ومتسارع الى حدٍ لم نعد نميز بين الصالح من الطالح ولا حتى بين العقل والجنون، فيعج الشارع بسلوكات هوجاء خرقاء خالية من أية مضامين اخلاقية أو معبرة عن الفرح، مواكب تسدُ الطرقات، وتخلق الفوضى وتزعج الناس، ولا أحد يتقبل الردع لمصلحة العامة، وبالوقت نفسه نجدُ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بلا استثناء يتحدثون عن الاخلاق والعقل وسيادة القانون.
وعلى ارض الواقع تجد الناس ابعد عن كل ما يكتب في هذا العالم الافتراضي، ونصعق لشدة الغلظة والخشونة عندما يتعرض احدنا لمأزق مهما كان حجمة، مشاهد صادمة وتدعو الى الخجل والتقيء عندما تشاهد رجل سير يتعرض للضرب من قبل بلطجية يلبسون البدل وهم ضمن موكب من السيارات “فاردة عُرس”يسدون الطريق العام في مشهد استفزازي معبرين عن فرحهم على حساب مصالح العامة.
وكل ماعمله الشرطي”رقيب السير”ان حاول اخذ ارقام السيارات المخالفة، فما كان من شلة زعران ان هاجموه بالضرب والركل دون خجل او وازع من ضمير أو مروءة، وكأن رقيب السير لا ينتمي الى السلالة البشرية.
كنت قد اختلفت مع ما ذهب اليه فيصل الفايز وحديثة في محاضرته بغرفة صناعة اربد عندما قال بإن الاردنيين “تخلوا عن منظومة الاخلاق”بعد هذا الحادث الغريب والمؤلم أقترب شيئا فشيئا من هذا التشخيص واستطيع القول ان منظومة الاخلاق في النزع الاخير، في ظل تغييب للعقل لدى الكثيرين ليجوب العوالم الاخرى ويبحث ويهتم بشؤونها على حساب الوطن، دون التنبه لهذا الخطر الي يجعل منظومتنا الاخلاقية على المحك.
وفي ظل تعقد المشهد يصبح لزاماً علينا ان ندرس ونناقش حجم الخلل والانحراف السلوكي الذي يتخلق به الكثيرين من تصرفات هوجاء وغوغاء والابتعاد عن المنطق، وللاسف يمارسها من هم على مستوى من التعليم.
الحق اقول اننا بحاجة الى صياغة وصيانة جديدة لمنظومتنا الاخلاقية والقانونية وتغليظ العقوبات على المخالفين، وأدعو فلاسفة الفيس بوك الى النظر في دواخلنا وتحليل سلوكنا وما نتلفظ به وننقد الذات قبل ان يستفعل المرض الى درجة يصعب علاجها،
وعلى الجميع المبادرة بالبدء بحملة تحت عنوان اخلاقك أهم من تنظيرك.