صراحة نيوز – يسرد الفيلم الهندي (المدينة الكبيرة) لمخرجه الشهير “ساتياجيت راي” علاقات افراد اسرة فقيرة وعاداتها في مدينة “كلكتا” ابان حقبة الزعيم نهرو في عقد الخمسينات من القرن الماضي.
يركز الفيلم الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان الثلاثاء المقبل على حياة معلم مدرسة متقاعد قام بتدريس العديد من تلاميذه الذين أصبحوا اطباء ومهندسين ورجال أعمال، فيما بقي هو يلازمه الفقر، فهو لم يعد يملك القدرة على شراء نظارة طبية تساعده على القراءة بعد أن فقد نظارته التي يعتمد عليها في حل الكلمات المتقاطعة متعاونا مع جيرانه لعلّه يفوز بإحدى الجوائز.
تضم الاسرة زوجة هذا المعلم الفقير وهي تكرس حياتها بمحبة وحنان لخدمة العائلة، وهناك ابنة وابن متعلم يعمل في أحد البنوك براتب محدود بالكاد يكفي متطلبات الاسرة، فهو متزوج من امرأة ودودة في تعاملها مع اخت الزوج ومع صغيرها الوحيد، وجميعهم يعيشون بقناعة على الرغم من حالة الفقر التي يعيشونها، لكن زوجة الابن رغم ما وجدته من عدم رغبة الاسرة تقرر الخروج الى العمل كبائعة لمنتجات إحدى الشركات عبر زيارات المنازل، وهناك تتعرف على الوان من المشكلات التي تعصف بواقع المرأة.
ينأى الفيلم الذي صور باللونين الابيض والاسود عن الكثير من ملامح الميلودراما السائدة في السينما الهندية التي تتكيء على الرقص والغناء، فهو فيلم يخاطب عقل المشاهد واحاسيسه وهو من أوائل الافلام الهندية التي ناقشت أمور حياة الإنسان اليومية،ويحسب للمخرج الذي يعتبر أحد ابرز المخرجين الرواد في تيار السينما الهندية الواقعية، منذ حقق ثلاثيته الشهيرة ” حياة آبو” التي غدت من بين اشهر كلاسيكيات السينما الهندية والفن السابع عموما.