صراحة نيوز – اعــــداد الباحث في الشؤون الإسرائيلية د.تيسير عبد الله شرقي المشاقبة
رئيس قسم الدراسات -هيئة الاعلام
تهدف هذه الدراسة الى بيان الموقف الاسرائيلي من القدس استنادا للصحافة الاسرائيلية ومراكزالدراسات الاسرائيلية…حيث تمحورت البداية بلمحة تاريخية حول القدس في الفكر الصهيوني ،حيث استغلت الحركة الصهيونية ما جاء في العقيدة اليهودية وبلورت تلك الافكاروالعقائد الى صيغة اقامة دولة يهودية في فلسطين تكون عاصمتها القدس، وكان شعارهم الصارخ:”شلت يميني ان نسيتك يا اورشليم”.
ثم تطرقت الدراسة الى تقديم معطيات احصائية حول مدينة القدس من حيث البعد الديموغرافي والتمييز ضد السكان العرب والسياسة الاسرائيلية العنصرية من خلال القوانين التي تصدرها بلدية القدس ضد السكان الفلسطينين من حيث هدم البيوت وفرض الضرائب التي تهدف الى تشكيل اغلبية يهودية في المدينة،وحسب تلك المعطيات الاحصائية فقد وصلت نسبة اليهود في المدينة الى 62%مقارنة مع نسبة العرب التي وصلت الى37%.
وتطرقت الدراسة كذلك الى مسألة القدس في برامج الاحزاب الاسرائيلية خلال الانتخابات الكنيست الاسرائيلي التي جرت في 9/4/2019،حيث اجمعت الاحزاب الاسرائيلية ان القدس الموحدة هي العاصمة الابدية لاسرائيل.
واسهبت الدراسة في تحليل الوضع الاستراتيجي للقدس حسب الرؤيةالاسرائيلية ،فقد
تحطمت مقولة ” القدس الموحدة بجميع أحيائها الواسعة “. وذلك من خلال التطورات الأخيرة التي اكدت أن القدس ليست موحدة وإنها مقسّمة بشكل واقعي وخاصةً في القدس الشرقية، وتحديداً بالأحياء والقرى الواقعة في مجال القدس الشرقية.
فليس هناك على الأقل دخول لإسرائيليين لتلك المناطق، وفي الأيام الأخيرة أقامت إسرائيل حواجز ونقاط مراقبة لمنع حرية المرور لسكان القدس الشرقية إلى غرب المدينة وإقامة حواجز إسمنتية بين بيوت الأحياء اليهودية والأحياء العربية.
واشارت الدراسة الى مستقبل مدينة القدس مابين الرأي العام الاسرائيلي وسياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة حسب وجهة النظر الاسرائيلية، والتي تمثلت في المحاور التالية:
1: مسألة القدس قضية معقدة جداً وذلك بسبب أهميتها الدينية لكن من اليهود والمسلمين والمسيحين.
إنّ كل طرف من عناصر الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يرى بمدينة القدس كعاصمة لدولته، وذلك على ضوء وجود أغلبية دولية ترى في رؤية القدس الشرقية كأرض محتلة طالما لم يكن هناك تحقيق لتسوية شاملة بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أن هناك أغلبية دولية تمنع كذلك من الاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل على الرغم من اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس. .
2: مارست الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتحديداً الحكومة الإسرائيلية الحالية، خطآن أساسيان تجاه مدينة القدس، وهما:
-حافظت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الوضع القائم في مدينة القدس، وبشكل عام فيما يتعلق” بالحرم القدسي الشريف” حيث اندلعت المزيد من أعمال العنف في القدس الشرقية بسبب الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحديداً في ” الحرم القدسي الشريف”.
-حافظت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الوضع القائم في مدينة القدس وتحديداً فيما يتعلق “بالحرم القدسي الشريف” وذلك بدون التنسيق والتشاور مع الأوساط التي لها علاقة مباشرة فيما يتعلق بتلك المسألة. وتلك الاوساط هي :الفلسطينيون والاردن.حيث اشارت معاهدة السلام الاسرائيلية – الاردنية الاردني الى الدور الاردني فيما يتعلق بمستقبل مدينة القدس ،وذلك في المادة 9 من المعاهدة فقرة2 .
3: هناك حقيقة واضحة لا تقبل الإنكار، وهي أن مدينة القدس ليست موحدة فعلاً من الناحية الواقعية.حيث ترى أغلبية من الجمهور الإسرائيلي أن مدينة القدس مقسمة إلى قسمين: مدينة يهودية ومدينة عربية، حيث عانت القدس الشرقية من سياسة الإهمال للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1967.
واخيرا،تم التركيز على الموقف الاردني من القدس من خلال الاتفاق التاريخي الذي وقعه جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في شهر آذار/مارس 2013م، حيث أعيد فيه التأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وأن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرف في الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.
وكان الاعمار الهاشمي الاول للقدس عام 1922 واستمر الى الاعمار الهاشمي الرابع في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.وجاء تاكيد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين (صاحب الولاية الهاشمية على القدس) اخيرا بان القدس ومستقبل فلسطين خط احمر بالنسبة للاردن.