صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
يقول الدكتور عصام السعدي عميد معهد المشرق للدراسات الجيوسياسية في مقدمته لكتاب ( ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية ) لمؤلفه الدكتور عبد الله العساف ما يلي واقتبس :
” إن التصدي لدراسة وكشف التاريخ الوطني للشعب الأردني وقواه الوطنية الحية، نهمة نضالية، تشرف الدكتور العساف بحملها بأمانة عملية وصدقية وموضوعية وشجاعة وجرأة يشكر عليها، في وقت أحوج ما نكون فيه لهذه الدراسات لنؤسس ونعيد الاعتبار إلى الكرامة الوطنية.
فلا يمكن لأبناء الوطن الشعور بالكرامة الوطنية والاعتزاز الوطني من غير التعرف على تاريخهم الوطني المجيد، ومواجهة حالة الضياع والاغتراب التاريخي التي يعيشها أبناء الوطن وخاصة الأجيال الجديدة التي تعاني من التجهيل والتهميش، بفضل نجاح السلطة في نفي وطمس تاريخهم الوطني والعروبي، بغية نزع اعتزازهم وكبريائهم الوطني باعتماد وتقديس الرواية التاريخية الرسمية، التي كرّست مقولة أن الجغرافيا الأردنية أرض بلا شعب، تسكنها حفنة من البدو.
تماما كالإدعاء الصهيوني بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا وطن، وأن الأردن لم يكن وطنا وليس ثمة شعبا ومجتمعا أردنيا يمتلك الوعي والمعرفة والتعليم، وأن الوطن الأردني بناه الهاشميون ليس إلاّ. وهو إدعاء كاذب روج له مؤرخو السلطة، الذين رهنوا كتاباتهم وأبحاثهم للنظام الحاكم وتوجهاته السياسية “.
واستطرد الدكتور السرطاوي قائلا في مقدمته :
” نجح الباحث المتميز الدكتور العساف في كشف المستور دون مواربة أو تحايل، ووضع أحداث ثورة البلقاء في سياقاتها الوطنية، مستندا إلى الرواية التاريخية الشفوية التي قدمها أصحابها ممن شاركوا في الثورة، وهم شهود عيان عليها، بعد أن قارن تلك الرواية التاريخية بالوثائق والتقارير وخاصة البريطانية، فضلا عن مقارنتها بما قدمته الصحافة العربية وخاصة الفلسطينية والسورية واللبنانية، ليقدم بالتالي رواية تاريخية حقيقية متكاملة وموضوعية تستند إلى منهج علمي، فكك بعض الافتراءات والأكاذيب التي ظلت لمدة تسعة عقود من عمر الدولة الأردنية، يتم التعامل معها باعتبارها حقائق تاريخية لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها “.
انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
من خلال قراءة كتاب ( ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية 1923) يتبين أنها كانت حركة سياسية إصلاحية وطنية بعيدة عن الأهداف الفئوية أو الشخصية. ورغم ففشلها إلا أنها عمقّت الشعور الوطني، الذي التقت به مع شاعر الأردن مصطفى وهبي التل ( عرار ) في رفع شعار ( الأردن للأردنيين ) وكانت أهدافها تتمثل بالطلب من الأمير عبد الله الأول ما يلي :
1. تشكيل حكومة من أشخاص أردنيين واستبعاد الأجانب.
2. تأليف مجلس نيابي يمثل الشعب.
3. إخراج الغرباء من الوظائف الصغرى والكبرى وإستادها إلى أبناء البلد، إلا الوظائف التي لابد من استخدام الغرباء بها.
4. تشكيل جيش وطني يضم جنودا وقيادة أردنيين.
5. تخفيض الضرائب على الشعب، وقطع رواتب شيوخ العشائر.
هذا الكتاب القيّم يؤرخ لفترة مهمة من تاريخ الأردن، والتي ستعود ذكراها المئوية بعد بضع سنوات. وأنصح أبناء الوطن من الجيل الجديد، قراءته ليتعرفوا على تاريخ رجالات ناضلوا من أجل الوطن وفدوه بأرواحهم.
التاريخ : 15 / 3 / 2019