صراحة نيوز – متابعة
رغم تميز الشعب الاردني بعامته بسرعة النسيان الا انني اجزم انهم ما زالوا يذكرون التصريحات التي اطلقها رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي ومن بعده وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني في بداية الربع الأخير من شخر تشرين أول من العام المنصرم حين بشرا الشعب بعزم الحكومة على انشاء مدينة جديدة خارج العاصمة عمان .
وأذكر ان دولة الرئيس اشار خلال لقاءات جمعته مع فعاليات سياسية واكاديمية واقتصادية الى ان المدينة الجديدة التي يجري العمل على دراسة انشائها خارج العاصمة عمان، تاتي ضمن جهود الحكومة في التحفيز الاقتصادي واستقطاب استثمارات نوعية وأنها ستقام على اراضي خزينة ومحاطة لمسافات كبيرة باراضي خزينة ايضا.
كما شدد دولته الى ان مشروع المدينة الجديدة يشكل فرصة استثمارية كبيرة للقطاع الخاص لافتا الى ان هذا المشروع الاستراتيجي يأتي في سياق تطبيق مفهوم المدن الحديثة التي يساهم بناؤها بانعاش الاقتصاد ومعربا عن ثقته بان هذا المشروع سيسهم بشكل كبير في ايجاد حلول لمشكلة النقل في العاصمة عمان والتخفيف من الازمات المرورية والكثافة السكانية العالية في العديد من المناطق.
مضى الان اكثر من نحو ثمانية شهور على اطلاق تلك التصريحات والمفروض ان الحكومة قد قطعت اشواطا في باتجاه تحقيق هذه الرؤيا أو الحلم وما اخشاه ان يلحق هذا المشروع بمشروع انشاء المحطة النووية التي احيل عطاء تنفيذها على شركة روسية في العام 2015 وقدرت كلفتها بنحو 10 مليارات دولار وسمعنا قبل ايام ان اتفاقا جديدا ابرمته الحكومة الاردنية للاستعاضة عن انشاء المحطة الكبرى بانشاء وحدات صغيرة علما ان انفاق الحكومة على المشروع الحلم قد تجاوز حتى الان مبلغ 100 مليون دولار .
اسأل ويسأل كل الاردنيين أين السلطة التشريعية أعيان ونواب من هذه المشاريع ولماذا هذا الصمت الحكومي أليس من حقنا عليها ان نسمع توضيحا وتفسيرا لما جرى ؟
ما نخشاه ان مشروع المدينة الجديدة قد اصبح في خبر كان كما حصل بالنسبة لمشروع المحطة النووية الاردنية .
يبقى ان نؤكد لمن يهمهم الأمر ان اثارة هكذا مواضيع وقضايا عامة يأتي من باب الشفافية في التعامل وهو حق لنا ضمنه الدستور ولا يعني ذلك اننا نضع العصي في الدولايب أو اننا نعمل ضد الدولة الاردنية التي نتفيىء ظلالها .
حمى الله الاردن وطنا وشعبا وقيادة .