صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
حقيقة لقد تَعِب كل الشُرفاء من التأشير على ، والتنبية الى المخاطر التي تحيق بالوطن ، وتزلزل اركانه ، وتكاد تقوِّض بُنيانه ، الذي بُني على أسس وطنية ، وقومية ، صمد خلالها أمام كل العواصف ، وتَميَّزَ بين أقرانه من الاقطار العربية الشقيقة .
اتمنى انا وغيري ان نعرف الاسباب التي تدعو المسؤولين بكافة مستوياتهم لصم آذانهم ، عن الآراء الناقدة الهادفة للتنبيه للمخاطر التي توشك ان تطيح بالوطن !؟ ألسنا أبناء هذا الوطن !؟ اليس لنا حق ابداء الرأي في كيفية ادارته !؟ خاصة عندما تنحرف إدارته عن المسار الصحيح .
بعد ان يئسنا من ان يُسمع صوتنا ، وفقدنا الأمل في حكوماتنا ، وبعد ان بُحت اصواتنا ، وتكاد تجف اقلامنا ونحن ننادي ونكتب ، أجد ان الأولى والاجدى والذي نأمل منه ان يَسمع صوتنا هو ملك البلاد ، أليس المُلك مُلكه !؟ والوطن وطنه !؟ والشعب شعبه !؟ يا ملك البلاد ، نود ان نبوح لك باوجاع الوطن والمواطن . لا ملجأ لنا الا انت — بعد الله عز وجل — امام غطرسة الحكومات ، وتخبطها ، وسوء ادارتها للوطن . يا ملك البلاد ، الحكومات المتعاقبة كلها هزيلة ، باستثناء بعض الوزراء الشرفاء . حكومات تُعَقِّدْ الاوضاع بدل ان تحلها . حكومات خالية من الابداع . يا ملك البلاد الازمات هي التي تنتج القيادات .
يا جلالة الملك ، السنا شركاء في هذا الوطن !؟ وعلى كل طرف واجبات وله حقوق !؟ شعبك امدك بالولاء وهذا كل ما تَطْلُبهُ اية قيادة من شعبها . بهذا يكون الشعب قد قدّم ما عليه من واجبات تجاه مليكه ، والآن ينتظر حقوقه . مقابل الانتماء الشعب يود النماء ، والازدهار ، والعدالة ، والحرية ، والحياة الكريمة ، الشعب يتوق للحرية ، وحرية التعبير . الشعب يود ان تولّي عليه الأخيار ، الأحرار ، الأغيار ، الأطهار . الشعب لا يُحكَم بالحديد والنار ، الشعب لا يود ان يتولاه السماسرة والتجار . شعبك يستحق منك العناية ، والرعاية وان يتولى مسؤلياته الشرفاء ، الاكفياء من ابنائه . يا جلالة الملك وطنك يدار بالقطعة وبالمياومة . قرار واحد خاطيء يطيح بالوطن . أتعرف اسباب الغلاء الفاحش الذي لا يُطاق ، ثلاثة اسباب رئيسية :- أولها :- الشطط في تسعير المشتقات النفطية . وثانيها :- الضرائب الجائرة . وثالثها :- غياب الرقابة على الأسعار منذ ان تم الغاء وزارة الفقراء ، وزارة التموين .
جلالة الملك ، مُلكك يتشظى ، وانت الاولى بالمحافظة عليه . واتساءل كما غيري ، هل تعلم بما يحصل للوطن ، والمواطن !؟ أم ان البِطانة تُخبرك ، بان الوضع (( قمرى وربيع )) ، وهل ما زالوا يرددون عباراتهم القاتلة للوطن ، وللمواطن ، والنظام بان : (( كله تمام سيدي )) ، (( لا تزعج حالك سيدي )) ، (( يا سيدي هظول شباب مندسين عملاء )) ، (( ما عليك سيدي كل الامور تحت السيطرة )) .. الخ !؟ مثلما أقنعوك بحرف التعديلات الدستورية عن هدفها ، فضاع الدستور بدل تعديله لتطويره وذهبوا به الى تعزيز الدكتاتورية ، بدل التهيئة للملكية الدستورية .
تَميَّز الهاشميون عن الكثيرين من الحكام بميزتين ، اولهما :— انه لم يتم اعدام اي معارض سياسي منذ قرنٍ من الزمان . وثانيهما :— تواضُعِهم وتسامحهم ، الذي لا يماثلهم به احد ، فتجدهم يزورون عائلات فقيرة فيعانقوهم ، ويجلسون معهم على الحصير ، ويحتسون الشاي معهم بتواضعٍ جَمّْ . كما لابد من الاشارة الى ان الشعب الاردني العظيم أيضاً لا يشابهه شعب بنهجه العروبي الوفي ، يضاف الى ذلك ان الشعب الاردني يتفرد بصبره وتمسكه بالهاشميين رغم تغير المسار بشكلٍ غير معهود .
يا ملك البلاد قَرِّبِ البعيدين العارفين بالشأن العام الأكفياء ، الشرفاء ، وبَعِّدِ البطانة قليلاً ، حتى لا ينسجون شرانقهم ، ويوجهون الامور لمصالحهم . وأبعد الطامعين الذي يصلون للمراتب العليا بالواسطة والتوريث ، لان التوريث تلويث للمسار .
أنا ارى ان مُعضلة ومعاناة الهاشميين تتمثل في اختيار البطانة ، فهم يفترضون الصدق وحُسن النية فيمن هم حولهم . لذلك تُغيِّب البطانة الحقائق ، وتُجمِّل الواقع السيء ، فيظنون خيراً باناسٍ سيئين . مع ان حُسن النية ، والانطباعات الشخصية لا تستقيم مع الحُكم ، وادارة شؤون البلاد .
وأتساءل ، متى نتنبه للمخاطر المُدمرة التي تحيق بالوطن !؟ متى يمكن ان نقول : نقطة وسطر جديد !؟ متى نلتفت لوطننا ونتخذ قرارات مفصلية وجريئة ، جراحية ، لا تجميلية !؟
ألا تعلم يا ملك البلاد ، ان الاوغاد الفاسدين ، غير المنتمين قد دمروا كل جميل !؟ الا تعلم انهم قبَّحوا وجه الوطن !؟ الا تعلم انهم شوهوا صورته التي كانت ناصعة !؟ الا تعلم ان الكثير من قرارتهم لا ترقى لمستوى ادارة وطن !؟ الا تعلم عن غياب العدلة !؟ مع ان العدل أساس المُلك . الا تعلم ان رؤساء حكوماتك اهم اهدافهم تعيين الاقارب والمحاسيب الفاسدين غير الأكفياء !؟ الا تعلم ان كبار المسؤولين لا يهتمون بالانجاز للوطن وينحصر تفكيرهم في التزلف للنظام ، واكتناز الأموال !؟ الا تعلم ان الغالبية العظمى منهم لا ينتمون للوطن ، ولا يحرصون على الانجاز ، فيُوقعون الضرر بالوطن ، ويسيؤون للنظام ، ويُحدِثون شرخاً بين الشعب والنظام !؟ الا تعلم ان الاردني الكفوء النزيه يُحارَب ويُضيّق عليه الى ان يتم التخلص منه بإستبعاده !؟ الا تعلم بان زياراتك الميدانية وخاصة السرية يُفشلونها !؟ لانهم يكشفون السر لبعضهم ويمررون المعلومة للاستعداد وفبركة الامور ، وتجميل الواقع القبيح . الا تعلم انه لا شيء تمام ، ولا شيء تحت السيطرة في الوطن !؟ الا تعلم يا سيد البلاد انهم انهكوا الوطن ودمروه !؟ ألا تعلم ان تغليظ العقوبات على النشر في المواقع الالكترونية ، والمسيرات ، والوقفات الاحتجاجية يهدفون منها إخراس الاصوات الوطنية الشريفة التي تتحسر على انهيار الوطن ، حتى لا يصلك الصوت الذي يكشف سوآتهم !؟ الا تعلم ان بطانتك يتصارعون ، ويتسابقون على إظهار الانتماء الزائف ويتطاحنون وهم يقتسمون المغانم ويختلفون في كل شيء لكنهم يتفقون على إبعادك عن الواقع وان لا تسمع الا منهم !؟
مُلكك ، يا ملك البلاد ، يئن ، ويتأرجح ، ويترنح وعلى وشك الانهيار . يا ملك البلاد ، لا مغنماً شخصياً لي ، واولادي سيرثون شقائي ، اما انت فالمُلك مُلكك ، والوطن وطنك ، والشعب شعبك ، واولادك سيرثون العز والجاه والرفاه . يا ملك البلاد وطنك يستجير بك ، ومواطنك أُنهِك .