صراحة نيوز – دعا رئيس الوزراء الأسبق هاني الملقي المواطنين ان يتقوا الله في وطنهم .
جاء ذلك خلال خلال لقاء حواري جمعه مع فعاليات سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية وشبابية في جامعة اليرموك اليوم الأربعاء .
وقال إنّ الأردنيين يتطلعون إلى ولوج مئوية جديدة بناء على ما أنجز في المئوية الأولى من تأسيس الدولة، رغم قلة الموارد وشح الإمكانات
وأضاف أن الأردن أثبت أنه يمتلك خزانا ووقودا بشريا قادرا على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص تنموية مستدامة. وبين خلال اللقاء، الذي نظم بدعوة من الجمعية الأردنية للفكر والحوار والتنمية، أن ما أنجزه الأردن في مئويته الأولى بهمة وشموخ أبنائه وعزيمتهم وتوحدهم خلف قيادتهم الهاشمية يعد معجزة بامتياز، شواهده على أرض الواقع متعددة في جميع المناحي.
وأشار الملقي إلى أن التطلعات لمزيد من الإنجاز والتحول في المئوية الثانية ترتكز على رغبة وإرادة سياسية عليا من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني في تطوير النظام الديموقراطي بما يتوافق مع المصالح الوطنية العليا وفق نهج وبناء تراكمي وتدريجي ينعكس على إصلاح جميع القطاعات ويرفع وتيرة المشاركة الشعبية في دوائر صنع القرار وصولا إلى حكومات برلمانية في مراحل لاحقة.
وأشاد بالجهد الكبير الذي بذلته اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وبمخرجاتها وتوصياتها في جميع محاور العمل والتي تتناغم مع رؤية ورغبة جلالة الملك في تطوير الحياة السياسية ورافعتها النظام الديموقراطي مع التدرج في الإصلاح وتعزيز عدالة الفرص السياسية.
وأشار إلى أن المحرك الأساسي للدفع بالقوى الشعبية ولاسيما الطبقة الوسطى للمشاركة في بناء النموذج الديموقراطي الذي نتطلع إليه يحتم وجود بيئة وأرض خصبة ودوافع اقتصادية واجتماعية وسياسية تجعلنا كأردنيين جميعا معنيين بالإسهام في تطوير مشروعنا الديموقراطي وضمان تطويره وتقدمه ليكون قادرا على انتاج الحلول.
وبين أن ذلك يتطلب إعادة انتاج حالة حزبية جديدة ركيزتها البرامجية القادرة بما يمكنها أن تكون أحزاب سياسات قبل أن تكون أحزاب سياسية محذرا أن بديل ذلك سيكون تحالفات نفعية لا تسمن ولا تغني من جوع.
واعتبر الملقي أن الفرصة مواتية لإنتاج حالة حزبية قادرة على كسب التأييد لبرامجها من خلال أدوات العصر التكنولوجية القادرة على الوصول إلى الشرائح المجتمعية كافة بأقل وقت وجهد وتلقي التغذية الراجعة على ما تطرحه من برامج وسياسات ترى أنها الأنسب للتعاطي مع القضايا والملفات كافة التي تعد أولوية لدى الأردنيين.
وأكد أن الأردن يواجه تحديات إقليمية غير مسبوقة أثرت بشكل مباشر على الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية وأدت إلى اضمحلال الطبقة الوسطى كصمام أمان وهو ما نتج عنه عدة مظاهر منها اليأس والاحباط وتفشي ظاهرة التجني على كل إنجاز، فاختلط الفساد بالإنجاز وتوسعت دائرة الشك وعمّ التردد من قبل المسؤولين فتعمقت التحديات.
ودعا الملقي كل مواطن إلى أن يتقي الله في وطنه ويمحص الشائعات ويزنها بميزان العقل ليبقى الأردن عصيا على من يروجون لمثل هذه الشائعات التي لا تخدم إلا أصحاب الأجندات الخاصة والنفعيين، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة من عمر الدولة وهي تدخل بواكير مئويتها الثانية يجب أن تعمل بكل جهد ممكن لإعادة بناء الطبقة الوسطى.
ودافع عن الخصخصة في ميناء العقبة والمطار والبوتاس، مؤكدا أنها جلبت لخزينة الدولة عشرات أضعاف حجم دخلها قبل ذلك، مبينا أنها لم تبع وإنما جرى استثمارها وتطويرها وتشغيلها من قبل شركاء استراتيجيين، لافتا إلى أن ميناء العقبة كان يعمل بـ 7 أرصفة لم تعد كافية للاستجابة لحجم النقل الكبير بعدما أصبح الميناء منطلقا للتجارة البينية في ظل الأوضاع السائدة في الإقليم، كما أن واردات المطار لخزينة الدولة زادت من 12 مليون دينار إلى أكثر من 200 مليون دينار سنويا.
بدوره، أشار رئيس الجمعية النائب السابق الدكتور حميد البطاينة، إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في التفاعل مع القضايا وهموم المواطنين كافة؛ انطلاقا من مسؤولية الجميع في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره والحفاظ على منجزاته في ظل التحديات الكبيرة التي يعيشها الأردن محليا وإقليميا من خلال استهدافه أرضا وشعبا وقيادة.
ودعا البطاينة إلى ضرورة التفاعل بإيجابية مع مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية واعتبار كل مواطن شريك، خصوصا وأن التوصيات المتصلة بقانوني الأحزاب والانتخاب تمهدان لمشاركة سياسية وحزبية أوسع تفضي إلى تعددية سياسية تحاكي الطموح والواقع.