صراحة نيوز – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الاثنين، أن قوة واستقرار الأردن من قوة شعبه وتماسك نسيجه الوطني المتميز.
وقال جلالة الملك، خلال لقاء أعقب مأدبة إفطار أقامها جلالته في الديوان الملكي الهاشمي وحضرها رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدراء الأجهزة الأمنية، وكبار ضباط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، والمتقاعدين العسكريين، “علينا جميعا أن نقف يدا واحدة لحماية بلدنا وإصلاح وتطوير مجتمعنا واقتصادنا لتجاوز التحديات التي تواجهنا”.
وأكد جلالته “أولويتي تطوير القوات المسلحة لمواكبة التطورات المتسارعة والمستجدات الإقليمية وتحديث هيكلة القوات المسلحة وأنظمتها بهدف زيادة الكفاءة والفعالية، والتركيز على النوع لا على الكم لتمكينها من التصدي للتهديدات التي تواجه الأردن في المرحلة القادمة، دون التفريط بالقوى البشرية”.
كما أكد جلالته ثقته التامة بقدرة القوات المسلحة على مواجهة كل التهديدات، وإطمئنانه التام على الوضع على الحدود الشمالية وقدرة الجيش العالية في التعامل مع أي تهديد.
واستعرض جلالته، خلال اللقاء، الأوضاع الإقليمية والاستراتيجيات الأمنية للتعامل مع التداعيات الناجمة عنها.
وأكد جلالته أهمية تعزيز إمكانيات مؤسسة المتقاعدين العسكريين، وتوسعة دورها وبناء جسور التواصل بين المتقاعدين العسكريين والأجهزة الأمنية، مشددا جلالته على أهمية تقديم الدعم للمتقاعدين العسكريين، وتوفير الفرص لهم، خاصة وأن الرغبة متواصلة لديهم بالعطاء للوطن.
وأشار جلالة الملك، خلال اللقاء، إلى أن خطط تطوير القوات المسلحة تشمل أيضا تحسين الوضع المعيشي لضباط وأفراد الأجهزة الأمنية.
وأعرب جلالته، في هذا السياق، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعمها المتواصل، وخاصة ما قدمته لإقامة مدينة تدريبية وشقق سكنية للقوات المسلحة.
وفي كلمة لرئيس هيئة الإركان المشتركة الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات قال إن اللقاء يتجدد بحضور جلالة الملك مع نخبة من أبناء الوطن الأعزاء ورفاق الدرب والمسيرة من الأخوة المتقاعدين والعاملين من أبناء الجيش العربي، ونحن نتفيأ ظلال شهر الخير والرحمات والتعاون ونكران الذات، السمات التي تميزت بها القوات المسلحة بتوجيهات ورعاية جلالته، وهي التي تفتح ذراعيها لتجدد اللقاء مع النشامى في وحداتهم وتشكيلاتهم وميادين الشرف وهم يعيشون ويستذكرون كل لحظة عطاء وحبة عرق وقطرة دم بذلوها من أجل الوطن ولأجل الوطن.
وأكد الفريق فريحات أنه وبتوجيهات جلالة الملك ورؤيته لما يدور في المناطق الحدودية فإن القوات المسلحة لن تدخل حدود أي دولة من دول الجوار، ولكنها ستضرب بيد من حديد أيا كان يحاول أن يتجاوز حدودنا أو يهددها بأي شكل من الأشكال.
وبين أن المنطقة تشهد تحديات وتهديدات متسارعة، تتصارع فيها قوى دولية وجماعات إرهابية وفصائل مبعثرة، يزداد تعدادها يوماً بعد يوم وتتغير ولاءاتها، وبتسارع يحتاج إلى المزيد من اليقظة والحذر، مؤكدا أن قواتنا المسلحة بجميع صنوفها وأسلحتها على أتم الاستعداد وبأعلى درجات الجاهزية للتعامل بحزم وقوة مع جميع المخاطر والتهديدات التي أصبحت في ظل الظروف الراهنة، باعتبار التهديدات ضمن المدى المنظور هي تهديدات إرهابية تتطلب المرونة والديناميكية والسرعة في التعامل معها بكل كفاءة واقتدار.
وقال الفريق فريحات إنه وبتوجيهات ملكية فإن العمل جار على إعادة هيكلة القيادة العامة للقوات المسلحة والتركيز على النوع، ورفع مستوى التدريب، وإعادة النظر بالمهام والواجبات والأدوار المناطة بالوحدات والتشكيلات والقيادات، وبما يرتقي بأدائها ويلائم متطلبات المرحلة وتحدياتها وإفرازاتها.
ولفت إلى أن القيادة العامة قامت بتشكيل اللجان على أعلى المستويات وبدأت بإعادة الهيكلة على أسس واضحة، وبما يخدم مصلحة الوطن ويسهم في تصحيح ما هو موجود وبما يتناسب مع الأوضاع الراهنة والتهديدات المستقبلية ويتيح المجال لجميع الوحدات والتشكيلات والقيادات أن تركز على واجباتها وأدوارها بغطاء كافِ من القوى البشرية، وأن تنفذ التدريب النوعي الذي يرتقي بمستوى أداء الأفراد والجماعات، وتوفير أفضل أنواع المعدات والمهمات التي تتطلبها التهديدات المحتملة، وقال إن إعادة الهيكلة شملت مختلف صنوف القوات المسلحة وبشكل تدريجي وحسب الأولويات التي وضعتها اللجان والأدوار المنوطة بالقوات المسلحة – الجيش العربي، وبما لا يمس بأي شكل من الأشكال قدراتها القتالية وواجباتها على الأرض.
وأشار الفريق فريحات إلى التنسيق بين القيادة العامة للقوات المسلحة – الجيش العربي والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين الذين قدموا الكثير من أجل الوطن وأسسوا وصبروا وصابروا ورابطوا على أفضل ما يكون، وبما يسهم في خدمة إخواننا ويساهم في تحسين أوضاعهم ويسهل التواصل معهم والاستماع لإرائهم، لافتا أيضا إلى التنسيق التام بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كافة، في كل ما من شأنه الحفاظ على أمن الوطن وصون مقدراته.
بدوره، قال مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، اللواء الركن المتقاعد أحمد العجارمة في كلمته إن المؤسسة تأسست منذ أكثر من أربعين عاما لتحقق غاية وطنية نبيلة، وهي العناية بشؤون المتقاعدين الاقتصادية والاجتماعية، ولتكون مظلة لهم، ولكنها لم تستطع حتى الآن أن ترقى للمستوى الذي يريده جلالة الملك لهذه المؤسسة، ولم تستطع أيضا أن تلبي تطلعات واحتياجات المتقاعدين.
وتابع، في هذا الصدد، أن جلالة الملك أصدر توجيهاته السامية للمعنيين، بهدف تعزيز دور المؤسسة في جميع المجالات، وإعادة النظر بقانونها، وإعادة هيكلتها وبما يتناسب مع تعديلات القانون، ودعم مشاريعها ومشاريع المتقاعدين الصغيرة، وبناء محفظة التسليف، والاهتمام بتأهيل وتدريب المتقاعدين وحتى العاملين ليتمكنوا من دخول سوق العمل، وتحسين المستوى المعيشي للمتقاعدين العسكريين.
وأعرب عن تقدير واعتزاز المتقاعدين العسكريين بجلالة الملك وتوجيهاته المستمرة بتقديم جميع أشكال الدعم لهم، وفي مقدمته إقامة ناد للمتقاعدين في كل محافظة.
واستعرض العجارمة أبرز ما أنجزته المؤسسة لتنفيذ التوجيهات الملكية، حيث أنهت مسودة قانونها الأولية، بعد أن تم فتح حوار مع المتقاعدين والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم التي ركزت على سبل النهوض بواقع المؤسسة، لافتا إلى تعاون ودعم الحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والديوان الملكي الهاشمي للمؤسسة في تحقيق أهدافها.
ولفت إلى تبرع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وبمبادرة من رئيس هيئة الأركان المشتركة بمبلغ مليون دينار سترصد لسد الحاجة العاجلة للمتقاعدين من صندوق الاقتراض.
وأشار إلى أن المؤسسة تقوم بتشغيل حوالي 8 آلاف متقاعد أو ابن أو ابنة متقاعد، وترعى 141 جمعية تعاونية للمتقاعدين العسكريين، مبينا أن الظروف الاقتصادية لقدامى المتقاعدين تتطلب إجراء دراسة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
بدورهم أكد عدد من المتقاعدين العسكريين أنهم سيبقون على الدوام الرديف للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وأنهم سيواصلون دورهم في حماية الوطن وصون منجزاته.
وقدروا عاليا اهتمام جلالة الملك بالمتقاعدين العسكريين وحرصه على التواصل المستمر معهم، مؤكدين أهمية التواصل بينهم وبين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وأكدوا وقوفهم صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك، وإلى جانب القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، في الدفاع عن أمن الأردن واستقراره، الذي هو فوق كل اعتبار.
ولفتوا إلى أن أمن واستقرار المملكة لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة سياسة الاعتدال والتسامح التي تنتهجها القيادة الهاشمية الحكيمة داخل الأردن وخارجه، وكذلك نتيجة عملية الإصلاح الشامل، وقدرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على التعامل مع جميع التحديات التي تحيط بالوطن.
واستعرضوا أبرز النشاطات والمبادرات التي تقوم بها فروع المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، في مختلف مناطق المملكة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.
وكان جلالة الملك أدى والحضور صلاة المغرب جماعة.