صراحة نيوز – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، انطلاق أعمال القمة الثانية للحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال 2018، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت.
ويشارك في أعمال القمة رئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا والسيدة عقيلته، وعدد من رؤساء الدول السابقين، والحائزين على جائزة نوبل للسلام، إضافة إلى أكثر من 250 مسؤولا حكوميا وقيادات فكرية وشبابية وأكاديميين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من مختلف الدول.
ويناقش المشاركون في القمة وضع خطة قابلة للتنفيذ لمعالجة التحديات التي تواجه الأطفال المتأثرين بالهجرة القسرية، وآليات التوصل إلى إجراءات عملية ومستدامة من أجل توفير التعليم والرعاية الصحية للأطفال اللاجئين والنازحين وضمان حقوقهم وحمايتهم من الاستغلال وسوء المعاملة.
وألقى سمو الأمير علي بن الحسين، عضو اللجنة التوجيهية للقمة، كلمة قال فيها إن الأطفال حول العالم هم أكثر من يتأثر بتداعيات الصراع، والعنف، وتغير المناخ، والفقر.
وأضاف سموه أن القمة تجمع مشاركين من قطاعات مختلفة، إلا أنهم يتشاركون بالتزامهم في العمل معاً لتأمين مستقبل أفضل للأطفال.
وأوضح سموه أن الأردن، الذي أصبح أكبر دولة مستضيفة للاجئين المسجلين وغير المسجلين في العالم مقارنة بعدد سكانها، وضع على الدوام حماية اللاجئين وخصوصا الأطفال منهم على سلم أولوياته، لافتا سموه إلى أن نصف عدد اللاجئين في الأردن هم من الأطفال.
وأكد سموه أهمية أن تكون هناك إجراءات على أرض الواقع لتأمين مستقبل أفضل لجميع أطفال العالم وحمايتهم من الاستغلال، وتوفير التعليم لهم وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
من جهته، قال رئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، في كلمة له، “أشعر بأنني ملتزم بشكل خاص وبصفتي رئيسا لدولة وقائد، بضرورة ضمان حصول كل طفل في بلدي على فرص عادلة وبيئة خالية من أي استغلال أو إساءة أو عنف أو تمييز”.
وأشاد الرئيس فاريلا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الأردن تجاه اللاجئين الذين فروا من العنف في بلدانهم، مشددا على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بمساعدة الدول المستضيفة للاجئين، وخصوصا الأردن.
وفي كلمة متلفزة لسمو الأميرة هيا بنت الحسين، عرضت خلال حفل الافتتاح، أشارت فيها إلى أنه يوجد أكثر من 15 مليون طفل نازح حول العالم، بسبب الصراعات والعنف والتغير المناخي والفقر، مشددة على ضرورة العمل على التصدي للتحديات التي يواجهها الأطفال في العالم، الذين لهم الحق بأن يعيشوا بآمان وحرية وأن يحصلوا على التعليم والرعاية.
وقال الناشط الحقوقي الهندي في مجال حقوق الأطفال كايلاش ساتيارثي، في كلمته، إن هذا اليوم يعتبر يوما تاريخيا لأن هذه القمة تنظم في أرض مقدسة وهي الأردن وبحضور جلالة الملك عبدالله الثاتي، مضيفا أن الأردن يعتبر مثالا عالميا في احترام الإنسانية، وبإمكان العالم أجمع أن يتعلم منه قيم المحبة والسلام التي يدعو لها الإسلام.
وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يزيد من دعمه للأردن، لأن مشكلة اللاجئين ليست مشكلة أردنية ولكنها مشكلة عالمية وعلى الجميع أن يتشارك بتحمل أعبائها.
وأضاف “أحلم بعالم لا يحتاج فيه أي طفل إلى جواز سفر أو تأشيرة. إذا كان بإمكان التكنولوجيا والمعرفة والأموال التدفق بحرية عبر الحدود دون اللجوء إلى ملاذ، فلماذا لا يستطيع أطفالنا؟ أحلم بعالم حيث تكون كل الحدود والقلوب مفتوحة لكل طفل. أنا أحلم بعالم حيث لا تبقى الطفولة مسألة خيرية، إنما يصبح جوهر الطفولة – البساطة الطهارة والمغفرة – قوى دافعة للحياة اليومية.”
وفي كلمة متلفزة للأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، أكد خلالها أهمية انعقاد القمة لمعالجة التحديات التي تواجه الأطفال في العالم، مثل العنف والفقر والتغير المناخي.
وألقى الشاب محمد الجندي من سوريا، والفائز بجائزة السلام الدولية للأطفال، كلمة تحدث فيها عن تجربته كطفل لاجئ هرب من بلده بسبب العنف إلى لبنان، مشيرا إلى أن عدم تمكنه من الحصول على مقعد دراسي دفعه إلى تأسيس مدرسة هناك، لضمان حصول الطلبة اللاجئين من سوريا على فرص تعليمية.
كما تحدث شوبهام راتور من الهند، ممثلا عن الوفد الشبابي، عن الظروف التي أجبرته على العمل وهو في سن الطفولة ليستفيد فيما بعد من مبادرة كايلاش ساتيارثي ضد عمالة الأطفال والتي ساعدته على إكمال تعليمه ودراسة الهندسة، داعيا قادة العالم إلى حماية حقوق الأطفال من خلال تطبيق القوانين التي تضمن ذلك.
وتحدثت كايبت سالازار، من البيرو، عن مبادرة شبابية أطلقتها في بلدها بهدف تحفيز الشباب في العالم للدفاع عن حقوق الأطفال وضمان حصولهم على التعليم الذي يستحقونه.
وتضمن حفل الافتتاح فقرة من الغناء الأوبرالي، قدمتها الطفلة الأردنية إيمان بيشه، الفائزة بلقب نجمة برنامج مواهب العرب ARABS GOT TALENT العام الماضي.
ويرأس قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال خوسیه راموس ھورتا، الرئیس السابق لتیمور الشرقیة والحائز على جائزة نوبل للسلام، بينما تضم اللجنة التوجیھیة للقمة سمو الأمیر علي بن الحسین، ولورینا كاستیلو دي فاریلا، السیدة الأولى لجمھوریة بنما والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والناشط الحقوقي الهندي في مجال حقوق الأطفال كایلاش ساتیارثي، والناشطة في مجال حقوق الإنسان ورئیسة مؤسسة روبرت كینیدي لحقوق الإنسان كیري كینیدي، والخبیر الاقتصادي وأستاذ التنمیة المستدامة الشھیر جیفري ساكس.
وتم إطلاق قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال في العام 2016 من قبل كايلاش ساتيارثي، الناشط الحقوقي الهندي في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام، بهدف جمع الحائزين على جائزة نوبل والقادة العالميين، والمفكرين والشباب من جميع أنحاء العالم، لوضع خطة عمل عالمية لحماية الأطفال.
وحضر انطلاق أعمال القمة سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير هاشم بن الحسين، وسمو الأميرة ريم علي، ورئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته منار الدباس، وعدد من الوزراء والمسؤولين، إضافة إلى رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبينسون، ومسؤولين حاليين وسابقين في عدد من الدول وسفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين في المملكة، وممثلي عدد من المؤسسات الدولية ومؤسسات حائزة على جائزة نوبل.
يشار إلى أن قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال عقدت لأول مرة في العاصمة الهندية نيودلهي عام 2016.