صراحة نيوز -رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم السبت، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الاحتفال الوطني الكبير الذي أقيم في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب بمناسبة عيد استقلال المملكة الثالث والسبعين.
ولدى وصول جلالة الملك موقع الاحتفال مستقلا الموكب الملكي الأحمر، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما عزفت الموسيقى السلام الملكي.
وخلال الاحتفال، الذي حضره عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، ألقى كل من رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، ورئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز، ورئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، ورئيس المجلس القضائي محمد الغزو كلمات قدموا فيها التهنئة لجلالة الملك والأردنيين والأردنيات بهذه المناسبة الوطنية العزيزة.
وأكدوا في كلماتهم اعتزازهم بما حققه الوطن ومؤسساته بقيادة جلالة الملك من إنجازات وتطور وبناء في مختلف المجالات، والتي يفخر بها أبناء وبنات الأردن.
وأنعم جلالة الملك، خلال الاحتفال، بأوسمة ملكية على مؤسسات وطنية رائدة ومجموعة من الأردنيين والأردنيات من أصحاب العطاء والإنجاز، تقديرا لإسهاماتهم في مسيرة بناء وازدهار الوطن.
وكان جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد والحضور شاهدوا فيلما قصيرا عن الإنجازات التي حققتها المؤسسات والأشخاص المكرمين في مجالات مختلفة لخدمة الأردن.
كما تم عرض فيلم قصير يوثق ويسرد الإنجازات في عدد من القطاعات التي حققها الوطن خلال العشرين عاما في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
وحضر الاحتفال عدد من السادة الأشراف، وكبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين، وأعضاء مجلسي الأعيان والنواب، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
وتشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الاحتفال، قال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز “إنه الاستقلال… يوم أغلى الإنجازات وأبهاها.. وفيه نُجدد السلام على أردنّ المجد والتاريخ.. قيادةً، وشعباً، وبناةً، وحماةً، ومبادئ نهضة انطلقت في ثورة عربية كبرى، وتجسدت في أردن الكرامة والإنسان. إنه الاستقلال.. السيرة والمسيرة.. فسلامٌ على البناة الأوائل، وعلى الشهداء من حرّاس الوطن وعزِّه، وعلى كل المخلصين في مسيرة البناء المستمرة”.
وأضاف “إنه الاستقلال؛ فسلامٌ عليكم، مولاي المعظّم، يا من رسّختم قيم الاستقلال كلّها، ومضيتم على نهج الآباء والأجداد، تصلون الليل بالنهار لخير الأردنّ وأبنائه وأمّتَيْهِ العربية والإسلامية. نستقبل هذا اليوم المبارك، وفيه شواهد إنجازاتكم، فنحثّ الخطى الواثقة للمستقبل، نحو مئوية الأردن الثانية، معكم وبكم نمضي، متسلحين بوحدتنا الوطنية، معتزّين بإرادة الإنجاز، واثقين بوحدة الهدف وسموّه: خدمة الإنسان الأردني”.
وأضاف رئيس الوزراء قائلا “سيدي حامي الاستقلال، حملتم لواء الدفاع عن الإسلام الوسطيّ الحنيف، فكان الأردن في المقدمة، في كل ميادين الحرب على الخوارج؛ فكراً وقولاً وفعلاً، واستمر الأردن رائد التآخي الإسلامي المسيحي وواحة العيش المشترك”.
وقال “في قضية العرب الأولى والمركزية، فلسطين الحبيبة، كنتم يا سيدي على العهد التاريخي لجدكم الشريف الحسين بن علي – طيّب الله ثراه – الراقد في القدس الطهور، والرافض للمساس بعروبة فلسطين.. فصدحت “الكلا الهاشمية” حاسمةً مجدِّدةً موقفكم الأزلي، يا وارث الوصاية وحامي المقدسات.. ونجدِّدها من خلفكم كلا الهاشمية على القدس، وعلى الوطن البديل، وعلى التوطين”.
وأضاف “التحديات والأخطار من حولنا لم تشغلكم عن الداخل ولو للحظة؛ فالإصلاح بكلّ مساراته كان حاضراً في ذهنكم وفعلكم على الدوام؛ وستذكر الأجيال لكم يا سيدي، رؤيتكم الحكيمة التي عبرتم عنها من خلال الأوراق النقاشيّة الهادفة إلى إشراك المواطنين في صنع القرار. ولا ننسى إصراركم على كسر ظهر الفساد، بمنظومة نزاهة وطنية مُحكمة. ونستحضر نداءكم لأبناء وبنات الأردن بأن تكون مواطنتهم الفاعلة أساس انخراطهم في الهمّ العام، لأننا جميعا شركاء فيه”.
وتابع قائلا “على مدى عشرين عاماً يا سيدي، شاهدناك تزور الأهل على امتداد الوطن، تتفقد مريضاً، تحتضن يتيماً، تطلق وعداً وتعود لترى التنفيذ، تتابع الأداء، وتوجّه بعتاب الأب في حال التقصير؛ لأنك لا ترضى لوطنك ولشعبك إلا الأفضل. رأيناك تُدشِّن المشاريع والمبادرات التي تترك الأثر الملموس في حياة الناس: شباباً، وعاملين، ومتقاعدين، وعسكريين، ومدنيين”.
وأضاف رئيس الوزراء “في بهجة استقلالنا، وعلى أبواب عشرين عاماً من عهدكم الميمون، نقول: فخورون بكم، وواجبنا كحكومة أقسمت أمامكم أن تترجم رؤاكم عملاً ملموساً. ونجدد بين أيديكم اليوم، الالتزام بالعمل كما وجهّتم لتكريس دولة الإنسان”.
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا “في الختام، أجدد المباركة لكم وللوطن والمواطنين بالاستقلال ومنجزاته، موقنين بأن وطناً قد منّ الله عليه بقيادة تنتمي إلى بيت النبوّة والرسالة؛ هو وطنُ الخير، وهو وطنٌ بألف خير”.
وقال رئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز في كلمته “في عيد الاستقلال الثالث والسبعين الذي يوشك على أن يكون فاتحة احتفالاتنا بالمئوية الأولى لتأسيس مملكتنا الأردنية الهاشمية، بكامل شبابها الدائم، وألقها الذي لم تُغيّره السّنين بحلوها ومُرّها، وسهلها وصعبها… لتثبت أنها قلعة الأمن والأمان والاستقرار… كما أرادها الملك المؤسس الشهيد، عبدالله الأول ابن الحسين، وعلى نهجه القويم مضى الأبناء والأحفاد، فأضافوا على بنائها العظيم، ما جعل “المستحيل”، ممكناً، وقابلاً دائماً للتحقيق… بإرادتهم القوية، وعزيمتهم التي لا تلين، وبقدرتهم على أن يكونوا الأنموذج الأسمى للقيادة الحكيمة في سائر المجالات ومختلف الميادين”.
وأضاف “إنّ وصايتكم الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في قدسنا الشريف زادت من صمود أهلنا فيها، ومنحتهم القدرة على التحدي ومواجهة الغاصبين.. ورسخت في شعبك الأردني العظيم مشاعر الحب والولاء والتأييد، كعادته دائماً في الأوقات الصعبة”.
وتابع رئيس مجلس الأعيان قائلا “ونسجّل اعتزازنا وفخرنا بالتقدير العالي والتكريم المتواصل من شتى أنحاء العالم لجلالتكم على تميُّزكم كقائد عظيم تفرد في أدائه السياسي، والاقتصادي والثقافي والإنساني، ما جعل العديد من الدُّول، والمحافل، والمنتديات، الضاربة جذورها في النّزاهة، والحيادية، والدّقة، وحسن الاختيار، تمنحكم أعلى جوائزها، وأرقى شهادات الاعتراف بما تقومون به من أعمال تليقُ بكونكم القائد الرائد الذي يستحق التكريم.. وهذا يا مولاي موضع اعتزازنا ومبعث فخرنا بكم كشعبٍ أردنيٍّ عظيم، تقودون مسيرته باقتدار ويمضي معكم وبكم بحب وكبرياء وفخار”.
وأضاف “لثوابتنا الثلاثة في هذا الصباح الهاشميّ المضيء، ننحني لا بل نرفع الرأس عالياً، ونكتب عنها.. ألا وهي: الوطن والعرش الهاشميّ المفدّى ووحدتنا الوطنية المقدسة التي نسيّجها بالأهداب والعيون… وتحرسها سواعد الجيش والشعب معاً.. وهما توأم الروح وبهما معاً وعلى رأسنا أبو الحسين نمضي إلى الغد المشرق الذي لا بد أن يأتي كما نريده نحن، لا كما يريده الآخرون. نهنئك يا سيد الوطن بذكرى الاستقلال، وبالمئوية… وكلاهما يُحمّلنا نحن أبناءَك، وجندَك، المسؤولية التاريخية التي حمّلك إياها عبدالله الأول، وطلال بن عبدالله، والحسين بن طلال… لنبقى دائماً قابضين على جمر رسالة الحسين بن علي، وهو يحثنا على الصبر، والصمود، والسعي، دون كلل ولا ملل، من أجل تحقيق أهدافنا في الحرية، والوحدة، والمنعة، لنا وللأمة كلها”.
وتابع قائلا “أختتم الكلام يا سيدي بالدعاء: أن يحفظ الله لنا مليكنا الذي نفديه بالمهج والأرواح، عميد آل البيت الأطهار، وأن يحفظ لنا وطننا الغالي، ويوسع علينا في عطائه الذي ليس كمثله عطاء.. وسخائه الذي لا ينتهي ولا يزول من رَبِّ السماوات والأرض، الرحمن الرحيم”.
وقال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة في كلمته “نفخر يا مولاي؛ أن نكون بجوار عرشكم في هذا الاحتفال المهيب، الذي نستحضر فيه قيم ذكرى الاستقلال، الذي سطره الهاشميون عهداً لنظام راسخ كالجبال، عميق كالحكمة، ساميا كرايات المجد، وهو الاحتفال الذي دشنت معه في كل عامٍ مرحلة من الإنجاز”.
وأضاف “في هذه السنة، يا مولاي، نؤكد مجددا أن نظام الحكم إنما هو ظهير ومتين وقائد أمين، واستقرار عابر للتحديات والمتغيرات من حولنا. نظام لن تنال منه دسائس الصغار لنستلهم منكم الصبر على الكروب والحكمة في الخطوب والتحدي بين كل محنة ومحنة”.
وأضاف الطراونة “ها نحن اليوم نقف أمامكم يا مولاي نجدد العهد على التمسك بقيم دولة القانون والمؤسسات، بمظلة ومرتكزات دستورية، تثبت أركان الحق في كل قرار ومسار، مؤكدين أولوية معالجة أي ثغرة قد يتسلل منها الخطأ إلى قراراتنا أو مسلكياتنا. مدافعين عن الصالح العام. وإننا يا مولاي؛ في مجلس النواب كسلطة رقابية تشريعية نعاهد الله أولا، ومليكنا دائما، على حماية المؤسسة التشريعية عبر التحديث المستمر، التزاما بإرادتكم وقيادتكم”.
وقال “إن الأردن والأردنيين سيظلون جبهة الدفاع المتقدمة عن قضية العرب والمسلمين المركزية؛ متمسكين بمبادئ العدالة لشعبها المناضل ودعم صمودهم في مواجهة أي مخططات وصولا لإعلان قيام دولتهم كاملة السيادة والكرامة وعاصمتها القدس الشرقية، تحت مظلة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعبر عملية سياسية شاملة تعيد الحق لأصحابه الأصليين”.
وأضاف “نعرف حجم التحديات من حولنا، وعليه فإن ضعف المعالجات لجوانب التقصير في المؤسسات الرسمية المدنية سيضاعف من أزماتنا، وإن ما دعوتم إليه يا مولاي من تمسك بنهج المسؤولية والمساءلة سيعيد الثقة الشعبية بمؤسساتنا مما يحتم إعادة النظر بالمبادرات عبر اجتراح معالجات فاعلة لواقعنا الاقتصادي تكريسا لخدمة أرقام النمو والتنمية في الحد من تنامي أرقام الفقر والبطالة، متمسكين في هذا الإطار بتوجيهاتكم السامية”.
وتابع قائلا “في عيد استقلال المملكة ونحن نحتفل بالمنجز الوطني نبعث بأجل التحيات لقواتنا المسلحة – الجيش العربي، وأجهزتنا الأمنية على ما بذلوه من جهد وتضحيات في سنوات حالكات، ومواصلتهم حماية استقرار المملكة وسط إقليم يعج بالمتغيرات والتحديات وصون مجتمعنا الأردني الذي ما زال يضرب أعظم الأمثلة بالوعي والصبر والثبات”.
واختتم كلمته قائلا “مولاي، كل عام وأنتم بألف خير، وكل عام وهذا الوطن محمياً من كل شر، وكل عام وذكرى الاستقلال رايةً لنا نرفعها فوق هامات وطن يستحق الفداء منا والبناء والمستقبل المشرق”.
من جهته، قال رئيس المجلس القضائي محمد الغزو “لقد كان من فضل الله على هذا البلد أن أنعم عليه بقيادة من سلالة الهاشميين الأبرار سبط الرسول وآل بيته، من عبد الله الأول الملك المؤسس وصانع الاستقلال إلى الملك طلال أب الدستور إلى الحسين الباني الذي كبر به الأردن في الدور والمكانة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضاف “منذ البداية اجتمعت للقيادة الشرعية الدينية والتاريخية والدستورية ممثلة بالقانون الأساسي للإمارة والمجالس التشريعية والسلطة القضائية التي نشأت بموجبه ثم بدستور المملكة الذي نصّ على ان الأمّة مصدر السلطات ونظام الحكم نيابي ملكي وراثي فاجتمعت بذلك للأردن حكمة القيادة ومشاركة الشعب وسيادة القانون حتى وصلت الراية اليكم سيدي أبا الحسين ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية فحملتموها بكل اقتدار عبر أخطر المنعطفات وأعتــــــى العواصف وأقسى التحديات وآخرها تحد الارهاب والتطرف وقد تصدى له فرسان الحق وجند الوطن ومعهم كل ابناء هذا الشعب الطيب فخاب فأل الارهابيين والمتطرفين وتكسرت مجاذيفهم وارتد كيدهم إلى نحرهم”.
وتابع “واصلتم يا مولاي مسيرة البناء والتطوير في مختلف المجالات وعززتم بموجب التعديلات الدستورية ووجهتم الى تطوير الجهاز القضائي ليبقى كما عهدتموه كفوء ونزيها وفاعلا”.
وأضاف الغزو “لقد عبر الاردن كل المخاطر والتحديات محافظا على بنائه الدستوري والقضاء من اركانه الأساسية، وترجمة لمعاني الاستقلال فقد حرصت السلطة القضائية على الاضطلاع بدورها في مسيرة البناء والعطاء من خلال العمل الجاد المنتج الدؤوب للقضاة للمساهمة في ارساء مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والقانون والحفاظ على الحقوق والحريات وتحقيق العدالة وضمان الامن والامان وتحقيق قيم المساواة من خلال تنفيذ استراتيجيات تطوير شاملة تتماشى مع توجيهاتكم السامية حققت مخرجاتها الوصول الى عدالة ناجزة ساهمت في تعزيز الثقة العامة بسلطــــــة القضاء وسيادة القانون وضمان الحقوق وصيانة الحريات وخلق بيئة آمنة للأفراد والمؤسسات والنشاط الاقتصادي، بيئة تدعم التنمية وتشجع الاستثمار، وتعزز سمعة الاردن الدولية في احترام القانون والمواثيق الأممية وحقوق الانسان. ولا زلنا نواصل العمل على تعزيز قدرات القضاة واكسابهم المهارات النوعية الخاصة ببعض القضايا وتوفير كوادر خبيرة ومتخصصة للارتقاء بجودة الأحكام وتوظيف التقنية في العمل”.
وقال “لقد تحمل الاردن ما تنوء به الجبال من اعباء نتيجة الأزمات الاقليمية العاصفة لكنه تحت قيادتكم الحكيمة والشجاعة فقد حافظ على أمنه وفعالية مؤسساته الدستورية وحكم القانون، ولم تنل الصعوبات من عزمكم وإرادتكم يا صاحب الجلالة فكنتم تجوبون العالم تحملون مهمات تعرية الارهاب والدفاع عن الاسلام السمح واعلاء قيم الحوار والاخاء بين الاديان وشرح معاناة الاردن الاقتصادية واستجلاب الدعم والاستثمار. ثم وفي المقدمة ابقاء القضية الفلسطينية حيّة في المحافل الدولية وكذلك قضية القدس والمقدسات التي طوق العالم العربي والاسلامي والشرعية الدولية عنقكم بالوصاية عليها ومن أجدر من الهاشميين بالمسؤولية عنها”.