صراحة نيوز – بقلم جمال الدويري
عندما نكتب عن الموت، فقدان الحياة، الرحيل القسري، ظلما وتقصيرا، وإهمالا او خطأً طبّياً، فلا تكفينا مجلدات الدنيا، لوصف عمق وحدّة المظلومية، وحجم الكبيرة الكارثية، ولا تكفينا أقلام الكون وحبره، لتبيان حيثيات الشكوى والألم، خاصة عندما تكون الضحية، طفلا أو شابا، رغم أن الحياة بالمطلق، لها قيمة مقدسة واحدة، ومن قتل نفساً بغير نفس او فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا.
والأخطاء الطبية في هذا السياق والحديث، تأخذ حصة لا بأس بها من الكم والكيف، تجعل منها شبه قتل وجريمة، ترتبط مباشرة بالمنظومة الصحية العامة وأسلوب إدارتها، والتقصير الواضح بمساعي ترميم هذه المنظومة، ورفدها بما يلزم من الكوادر، وخاصة كوادر التخصص، وتوافر الأدوية، والتجهيزات وسعة المستشفيات وطاقاتها الاستيعابية، المتناسبة مع حجم الطلب والإنفجار السكاني، الذي يزيد حدة وحملا، عبر الهجرات المتتالية من دول الطوق والجوار الإقليمي، وحتى أفغانستان.
إن ترك الأمور الصحية للوطن، بهذا التسيب والإهمال، وسوء الإدارة، لتنذر بالأسوأ، وتشير إلى تواتر وتراكم خطير لأتجاهات وتطورات غير حميدة، ليست آخر تأويلاته، الإستهتار المتكرر بالحياة، وأشكال حمايتها وإنقاذها، ويتوجب الصحوة الفورية، لتدارك الهاوية، وتصحيح المسار.
رحم الله من فقدناهم، كنتيجة حتمية لهذا الحال، ولطف الله بمن ينتظر.
وحمى الله الأردن العظيم.