قالت وزير الثقافة هيفاء النجار، إن وزارة الثقافة معنية بتمكين ذوي الإعاقة وأصحاب التحديات الخاصة في برامجها ومشروعاتها الثقافية، وتعمل على ذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي تعنى بدمجهم.
وأشارت النجار اثناء رعايتها لحفل افتتاح معرض “لوحة الأمل” لدعم مرضى السرطان، اليوم الاثنين، في جاليري راس العين بعمان، إلى أن الوزارة أطلقت أخيرا خلال فعالية في مدينة العقبة، كتاب “الدستور الأردني” بلغة بريل، كما قامت بزيارة عدد من مراكز أصحاب التحديات الخاصة، لافتة إلى أن دعم الوزارة لفعالية افتتاح المعرض، هو دليل على الاهتمام بهذه الشريحة من أبناء المجتمع الأردني.
وقالت “اليوم نتحدث عن الاندماج وسياسة الدمج لجميع المواطنين الأردنيين بمختلف فئاتهم وشرائحهم في المجتمع، وإن كل مواطن أردني هو مواطن له كل الحقوق وعليه نفس الواجبات”، مشيرة إلى أن اهتمام الوزارة بفعالية اليوم التي تهدف لدعم مرضى السرطان، بمشاركة فئة من أصحاب التحديات الخاصة، يمثل شكلا من أشكال الدعم العمل الحقيقي والفعلي تجاه هذه الفئات من أبناء المجتمع الأردني.
وأضافت “بالنسبة لنا هم مواطنون وبالنسبة لوزارة الثقافة كل واحد منهم يحمل مشروع الثقافة الأردني، مشروع الأمل ومشروع الايجابية ومشروع إبداع وابتكار، ونحن متواجدون معهم”.
وفي ردها على سؤال لـ ( بترا ) حول توفر خطط محددة في الوزارة لمشاركة هذه الفئات من أبناء المجتمع في برامج وفعاليات الوزارة، بينت النجار أنه ومن خلال الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة والمعدة منذ سنوات، تبني الوزارة على إنجازات وخطط وتراكمات سابقة، ولوزراء الثقافة السابقين وأسرة الوزارة، والأسرة الثقافية الأردنية بكل ما تمثله هذه الأسرة لدمج ذوي التحديات وذوي الإعاقات في كل مشاريع الوزارة وبرامجها ويتم ذلك كجزء من الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
وقالت إن “جلالة الملك عبدالله الثاني كان واضحا برسالته التي وجهها في افتتاح الدورة البرلمانية عن تمكين ذوي الإعاقة وتمكين المرأة، كما أن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية طرحت ذلك بكل وضوح في مخرجاتها، مؤكدة أن هناك إرادة سياسية على أعلى المستويات لدمج ذوي الإعاقة وأصحاب التحديات الخاصة في كل ما يتصل بمناحي الحياة الفكرية والثقافية. وكانت النجار قد رعت حفل افتتاح المعرض الذي يستمر 11 يوما ونظمته مؤسسة حرير الريادية للتنمية المجتمعية، وحضرته سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسو، والذي يأتي امتدادًا لفعاليات معرض “لوحة الأمل” التي انطلقت في تشرين الثاني الماضي بمدينة العقبة، ورسم لوحاتها عدد من الأطفال المصابين بمرض السرطان والأيتام وأصحاب التحديات الخاصة وأطفال مدارس ومن المجتمع المحلي واللاجئين السوريين وأبناء غزة، جسد فيها الأطفال مشاعر وطنية وقضايا الإنسانية والطفولة، والصحة والبيئة وعكست مشاهد من الطبيعية مثلما عبرت عن أحلامهم وآمالهم والتحديات التي تواجههم.
ووجهت النجار من خلال حفل افتتاح المعرض رسالة أمل قائلة؛ “إننا نعمل بالتعاون مؤسسات القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، على دعم وتشجيع كل فعل إنساني يرمز للأمل والعمل بروح الإيجابية والإيمان المطلق بأن القادم أفضل، كجزء من رسالة الدولة الأردنية، وسنستمر في نشر رسالة الأمل”. وأكدت أن الوزارة تدعم المبادرات الريادية وأن الأردن قادر أن يكون مركزا للأمل والابداع، لافتة إلى رسالة الوزارة التشاركية مع المؤسسات الأخرى ومنها العمل مع أمانة عمان لتنفيذ مشروع يتم فيه دمج أصاب التحديات الخاصة.
وعبرت عن سعادتها بما تشاهد من أعمال قدمها أطفال صغار لكن مضمونها يفوق أعمارهم الفتية، والمستوى الإبداعي الذي وصلوا له، وتفانيهم في سبيل إيصال رسالتهم، رسالة الأمل للجميع، خاصة وأن ريع هذا المعرض سيعود للمساهمة في حياكة “باروكة الأمل” للأطفال مرضى السرطان، وهذا هدف نبيل يشجع على نشر ثقافة العطاء والتطوع لديهم.
وقالت الطفلتان الشقيقتان المشاركتان أميرة ورناد غسان بعفوية وبراءة الطفولة؛ انهما يحبان الرسم وتعبران من خلال الرسم عما يجول في داخلهما وتفرحان بالتعامل مع الألوان الزاهية والمفرحة التي تبعث الأمل، مشيرتين إلى لوحة رسمتاها تعبر عن الطبيعة والنباتات والأشجار.
بدورها، قالت رئيسة جمعية الياسمين لأطفال متلازمة داون، عطاف أبو الرب ، إن مشاركة أطفال الجمعية في هذا المعرض بوصفهم جزء من نسيج المجتمع الأردني ورغبة منهم لدعم فئات مرضى السرطان، مشيرة إلى أن اطفال الجمعية شاركوا في رسم وتلوين لوحات معبرة عن الأمل وإن المتواجدين في الفعالية 11 طفلا من أطفال متلازمة داون.
وعبرت الطفلة براءة زكارنة، إحدى مجموعة أطفال الجمعية في حديثها العفوي عن سعادتها بالمشاركة برسم لوحات دعما للأطفال والكبار من مرضى السرطان، مؤكدة أن هذه الفئة من الأطفال لديها القدرة على الإبداع أسوة بسائر أبناء المجتمع.
من جهته، قال الطفل أحمد القضاة الذي يعاني والده من مرض السرطان، إنه يحب توظيف الألوان الزاهية التي تعبر عن الفرح في لوحاته التي رسمها ولونها من أجل هذه الفعالية لا سيما اللونين الأحمر والأخضر، وإنه يحب الطبيعة بما تمثله من جماليات التنوع الذي يضفي الفرح والأمل على المشهد، وإنه يحب والده ويتمنى الشفاء لجميع مرضى السرطان.
وعبرت الطفلة ملاك محمد سفيان الجعبة (10 سنوات) التي استلمت في افتتاح المعرض اليوم “باروكة أمل” لمرضى السرطان؛ عن سعادتها بالمشاركة برسم لوحة تعبر عن حنان الأم والأمل. من جانبه، أشار مؤسس حرير للتنمية المجتمعية الريادية نهاد الدباس ؛ إلى إن مبادرة “باروكة الأمل” انطلقت من منطقة آيلا في مدينة العقبة خلال شهر تشرين الثاني الماضي بمشاركة أطفال من مرضى السرطان وأصحاب التحديات الخاصة ولاجئين سوريين وأبناء قطاع غزة، مبينا أن عدد اللوحات المشاركة في معرض اليوم بلغت 450 لوحة رسمها الأطفال المشاركين باستخدام “الأكريليك” على “الكنفاس” كونه لا يشكل خطورة صحية عليهم.
وقال إن هذه الرسومات التي ينفذها الأطفال في سياق هذا التكافل الذي يمنح الأمل يعمل على تعزيز نفسية الأطفال المصابين بالسرطان، ودعمهم لهزيمة المرض، وإن مشروع “باروكة الأمل” تمنح مجانا للطفل المصاب بالسرطان كما تمنح للكبار وذلك من خلال ما يتلقاه المشروع من دعم مجتمعي، داعيا القطاع الرسمي والأهلي والخاص إلى دعم هذا المشروع.
وقدم شكره لجميع الداعمين الذين جسدوا القيم الإنسانية السامية التي يتحلى بها المجتمع الأردني، والمؤسسات الوطنية التي مدت يد العون لمبادرة حرير وساهمت في رسم البسمة على وجوه الأطفال بدعم اللوحات التي سيذهب ريعها لباروكة الأمل.
ولفت إلى أن الخطوة المقبلة للمعرض ستكون في مدينة إربد التي تحتفل هذا العام بوصفها عاصمة للثقافة العربية، والتي أعلنت من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) للعام 2022. ( بترا )