صراحة نيوز – بقلم رمضان الرواشدة
الإنجاز الكبير الذي حققه الروائي الاردني الصديق جلال برجس بفوره بجائزة البوكر للرواية العالمية في نسختها العربية من الامارات عن روايته الشيقة ” دفاتر الورّاق” التي تدور احداثها بين مأدبا وعمان سيفتح الباب واسعا امام الثقافة الاردنية ويسلط الضوء على المنتج الثقافي الابداعي الاردني عربيا وعالميا.
برجس سبق له الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية من قطر عن روايته ” افاعي النار” وهي ايضا ذات بيئة اردنية شبيهة بما كتبه الراحل تيسير السبول في روايته ” انت منذ اليوم” والمرحوم سالم النحاس في روايته عن مأدبا ” تللك الاعوام ” وغيرها من الروايات الأردنية الشهيرة .
لقد سبق جلال كتاب وروائيون وقاصون وشعراء ومسرحيون بالفوز بجوائز عربية شهيرة وحققوا انجازات هامة على هذه الصُعد الابداعية وتمكنوا من تجاوز المحلية الى العربية وبهذا المعنى فإن فوز برجس بجائزة البوكر جاء تتويجا مهما للثقافة والمثقفين الاردنيين المبدعين الذين حلّقوا عاليا في سماء الابداع العربي.
وقد قام وزير الثقافة الصديق علي العايد بتكريم جلال برجس في مكتبه وذلك سعيا من الوزير والوزارة للاحتفاء بالمبدعين الاردنيين الذين يحققون انجازات محلية وعربية وعالمية.
والأمر الذي يجب ان نلفت انتباه الوزير العايد اليه هو اهمية ايلاء الوزارة اهتماما بتحويل هذه الاعمال الروائية والقصصية الاردنية الى اعمال درامية وان فعل ذلك ستكون نقطة تحول مهمة وستحسب لرصيد الوزير والوزارة.
وبمناسبة الحديث عن دخول الاردن المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية المديد ، ان شاء الله ، فإننا بحاجة الى انتاجات درامية عن شخصيات وطنية اردنية ساهمت في تأسيس الدولة الاردنية ، وكان لها الدور الكبير الى جانب القيادة الهاشمية في حماية الاستقلال الاردني وحماية البلد من التعديات الخارجية والفتن الداخلية.
ولا اعرف لماذا لم يقم التلفزيون الاردني حتى الآن بانتاج مسلسل ” السنابل والرماح ” الذي كتبه المبدع الاردني محمود الزيودي رغم الموافقة عليه منذ سنوات وهو يحكي قصة تأسيس الدولة منذ مجيىء الأمير(الملك) عبدالله المؤسس الى لحظة استشهاده على درجات المسجد الاقصى في القدس. وقد سبق ان كتبت عن هذا المسلسل في مقالات سابقة .
الدراما الاردنية المأخوذة من روايات وقصص لكتاب اردنيين رصدوا التحولات السياسية والاجتماعية خلال القرن الماضي مسألة في غاية الاهمية لأن اجيالا باكملها لا تعرف عن شخصيات وطنية اردنية ساهمت في حماية الاستقلال الوطني وكانت دوما في طليعة المناضلين في فلسطين من قيادات عسكرية وعشائرية ومدنية منهم من استشهد ومنهم من كُتبت له الحياة.
الفوز الأردني الجديد الذي حققه جلال برجس عربيا وعالميا نقطة تحول فارقة سيكون لها انعكاسات ايجابية على الأدب والثقافة الاردنية خاصة موضوع ترجمة الأعمال الاردنية الى لغات عالمية واهتمام دور النشر العربية بالمنتج الثقافي الاردني.
مبارك فوزر زميلنا الروائي برجس بهذه الجائزة ونحن بانتظار المزيد من الابداعات الاردنية ، من جميع المبدعين الأردنيين ،التي ستحقق مكانتها العربية والعالمية.