صراحة نيوز – استضافت كلية الإعلام في جامعة البترا صباح اليوم الخميس الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين، للحديث عن اهمية الدور الفاعل للناطقين الإعلاميين وأيضاً عن التربية الإعلامية بصفتها حامياً للأجيال والمجتمع.
ولفت دودين في حديثه خلال الندوة أن الحكومة تسعى إلى تمكين الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسّسات الحكومية من خلال التأهيل والتدريب، وتعزيز حضورهم في مؤسّساتهم، بهدف إيصال المعلومات إلى وسائل الإعلام والجمهور بالسرعة والدقة اللازمتين.
وأشار دودين خلال الندوة التي كانت بعنوان “دور الناطقين الإعلاميين في المؤسسات الحكومية والتربية الإعلامية”، إلى أن هناك توجهاً لربط الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسسات بوزير الدولة لشؤون الإعلام فنيّاً، وذلك لتوحيد الرواية الرسمية للحكومة سيما في المواضيع التي تتعلق بالسياسة العامة للدولة.
وقال إن مهمّة “الناطق الإعلامي أو المتحدّث الرسمي” لم تعد تقتصر على الحكومات أو الوزارات أو المؤسّسات الحكوميّة، بل أصبحت تشمل غالبيّة الأطر والهيئات السياسية والاقتصاديّة والاجتماعيّة، العامّة والخاصّة، مشيراً إلى أن الناطق الإعلامي لا يقتصر دوره فقط على تقديم المعلومات، بل يعد أداةً من أدوات تعزيز الثقة بين مؤسسته والجمهور.
وتطرق وزير الدولة لشؤون الإعلام خلال الندوة التي أدارها نائب رئيس الجامعة الدكتور تيسير أبو عرجة، وأستاذ الإعلام الرقمي في كلية الإعلام الدكتور زياد الشخانبة بحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، إلى أبرز العوامل التي تساعد النّاطق الإعلامي أو المتحدّث الرسمي في تأدية عمله، كالتمتّع بحصيلة لغويّة جيّدة تساعده في إيصال رسائله بوضوح وشموليّة للجمهور، وأن يكون على اطّلاع كافٍ ومتابع لتفاصيل عمل مؤسّسته أو المجال الذي يمثله، إضافة إلى تمتعه بالقدرة على الإقناع، والمعرفة التامة بثقافة مجتمعه وعاداته وتقاليده.
كما أشار دودين إلى أهمية أن يكون الناطق الإعلامي قريباً من مركز صنع القرار في مؤسّسته أو الجهة التي يمثّلها؛ ليكون على دراية بتفاصيل العمل والقرارات والسّياسات، وحريصاً على توثيق المعلومات على شكل رسائل إعلاميّة لاستخدامها فوراً وعند الحاجة.
وفيما يتعلق بالخطاب الإعلامي الناجح للناطق أو المتحدث الرسمي، أوضح دودين أن هناك عوامل تضمن نجاحه تتمثل بتقديم المعلومات بشفافية ووضوح وأن لا يعتمد المتحدث الرسمي في خطابه على التحليل، وأن يتفاعل مع وسائل الإعلام جميعها ويحرص على الإجابة على تساؤلاتها، مع التأكيد على أهمية تصحيح المعلومات الخاطئة في حال تداولها، وأن يتقبل النقد والرأي الآخر.
كما أكد دودين أن درء الإشاعات والمعلومات الخاطئة يكون من خلال تقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة لوسائل الإعلام والمواطنين، لافتاً إلى أن الحكومة تسعى الى تعزيز تدفق المعلومات من خلال تطوير قانون ضمان حقّ الوصول إلى المعلومات الذي هو الآن لدى البرلمان، “ونأمل أن تشكّل تعديلاته المقترحة نقلة نوعيّة في هذا المجال”.
ولفت دودين إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز عمل وحدات الإعلام في المؤسسات الحكومية وتطوير أدواتها بأحدث الأساليب التكنولوجية، بما يسهم في تمكين الناطقين الإعلاميين فيها، للوصول إلى رواية رسمية قوية توضح آلية عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وحول نشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، أشار دودين إلى سعي الحكومة من خلال الخطة التنفيذية للمبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلاميّة والمعلوماتية للأعوام (2020 – 2023) إلى تحسين قدرة المجتمع على التعامل مع مصادر المعلومات والأخبار، وأدوات التكنولوجيا الرقميّة.
وبين أن الخطّة تهدف إلى إدماج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية ومهاراتها في النظام التعليمي الأردني، ضمن المناهج الجامعيّة والمدرسيّة، وتضمينها في أنشطة المؤسسات الثقافية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني.
ونوه إلى أن هناك توجها لدى الحكومة لتدريس منهاج التربية الإعلامية في المدارس في العام الدراسي المقبل، إضافة إلى جعل هذا المنهاج كمساق أساسي في الجامعات وليس اختياري.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل بالتشارك مع معهد الإعلام الأردني على تدريب المعلّمين وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات على المناهج المتعلّق بالتربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة، وذلك للمساهمة في تعزيز ثقافة التفكير الناقد، والتحقّق من المعلومات والحقائق لدى الطلبة، للتمييز بين الأخبار والإشاعات التي قد تؤثر في النسيج المجتمعي وتضر في بعض الأحيان بسمعة الدولة سياسياً واقتصادياً وسياحياً.
كما تعمل الحكومة وفق دودين على تصميم برامج تدريبيّة بالشراكة مع عدد من الجمعيّات والمؤسّسات مثل: الجمعية الملكيّة للتوعية الصحيّة وUNICEF وEBRD لتدريب خريجي الصّحافة والإعلام في الجامعات الأردنيّة على الإعلام والتوعية الصحيّة وإدارة الحملات، والإعلام السياحي.
ودعا وزير الدولة لشؤون الإعلام طلبة كلية الإعلام المشاركين في الندوة إلى بث الرسائل الإيجابية وتجنب السلبية عند تداول المعلومات المتعلقة بالوطن، مشيراً إلى أن الأردن يشكل 70 بالمئة من المحتوى الرقمي العربي، “وهذا الشيء يعد مدعاة للفخر بشبابنا الذي يمتلك مهارات مميزة في استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة.”واستمع وزير الدولة لشؤون الإعلام إلى أسئلة ومقترحات من عدد من الطلبة حول أهمية توفير المعلومات لوسائل الإعلام والتصدي للإشاعات، وتعزيز دور الإعلام الرسمي، وتوفير فرص تدريبية لخريجي كليات الصحافة والإعلام في المؤسسات الإعلامية.
وعلى هامش الندوة، جال وزير الدولة لشؤون الإعلام في مرافق كلية الإعلام، واطلع على استوديوهات التدريب الإذاعي، والاستوديوهات التلفزيونية والمونتاج التلفزيوني.