صراحة نيوز – قال المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران إن علينا التحرك بسرعة للولوجِ إلى قرن جديد، فبناء جيل الريادة يبدأ من مراحل مبكرة من الطفولة.
وأضاف بدران، خلال محاضرة له اليوم الأربعاء، في نادي جامعة البترا، بعنوان “أين نحن من تطوير عملية التعليم”، ضمن فعاليات الموسم الثقافي، أن الأقوياء في هذا العصر، هم أولئك الذين ينتجون المعرفة ويطوعونها لبناء التكنولوجيا، وهم الذين يخترعون، ويتميزون بأنظمتهم التربوية، لينقلوا مجتمعاتهم من دول نائمة نامية، إلى دول متقدمة.
وأكد بدران أن التركيز على مراحل الطفولة المبكرة هي أساس تطور العلوم في الدول، قائلا “هناك تجارب ناجحة في دول مواردها محدودة، وعلينا أن نقرأ وندرس تجاربهم، مضيفا أن هذه الدول تفوقت لسنوات عديدة، في الامتحان العالمي السنوي للعلوم المعروف ب “التيمس”.
وأوضح أن تلك الدول التي تهتم بالطفولة المبكرة كانت تركز على المفاهيم الرئيسة، في تنمية السلوكيات، والاتجاهات الإيجابية، وبناء ملكة الإبداع، والاكتشاف، وحل المشكلات، والتركيز على بناء موهبة التفكير والقراءة وحل المشكلات والاستنتاج.
وأكد أن التعليم في مراحل الطفولة المبكرة في تلك الدول لم يكن عن طريقِ التلقين والحفظ، بل عن طريق مجموعات تحلل، وتنتقد في عملٍ جماعي، وبفكرٍ ناقد، مستشهدا بأمثلة من تلك الدول في تعليم الأطفال الرياضيات عن طريقِ الألعابِ الذكيةِ، والتركيز على العلومِ لفهم الإنسان ما يدور من حولِه من ظواهَر طبيعية، وكذلك على اللغاتِ القومية والأجنبية للانفتاحِ على العالم، وعلى مهارة الحاسوب للوصول إلى المعلومات.
وأشار إلى العديد من المحاور التي من شأنها أن تنهض بالعملية التعليمية، أهمها صياغة نظام تربوي، تنمَى من خلاله المهارات والاتجاهات نحو الإبداع.
وقال إن هناك قدرات إبداعية لدى الطلبة، وعلينا اكتشافها والقيام بحضانتها لتنميتها، إذ أن الإبداع هو الطريق نحو نظام تربوي منتج، ويسهِم في بناء الاقتصاد المعرفي.
ولفت بدران بأن الخوف والتردد هما العدو الأول للإبداع، وقال، إن الإبداع يترعرع في المجتمعات التي تتجاوز الخوف والتردد، وتواجد بيئة ديمقراطية تسودها العدالة، والمساواة، وحقوق الإنسانِ، وتكافؤ الفرص تعد من أهم المحفّزات للإبداع والفكر الخلاق.