صراحة نيوز – كشف المجلس البلدي في مدينة بيت لحم، أمس الخميس، أنه لن يشارك في مراسم استقبال البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث خلال احتفالات أعياد الميلاد المجيد التي ستشهدها كنيسة المهد في السادس من كانون ثاني.
وتأتي مقاطعة المجلس البلدي لاستقبال ثيوفيلوس، استجابة لقرارات المؤتمر الوطني لدعم القضية العربية الأرثوذوكسية في فلسطين عام 2017، والتي تضمنت عزل البطريرك وعدم استقباله في أي مناسبة دينية واعتباره وحاشيته خارج الصف الوطني.
وكشفت وثائق عدة على مدار السنوات الماضية تورط البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث ببيع وتسريب وتأجير عقارات وأراضي الكنيسة للجمعيات الاستيطانية وذلك ضمن صفقات كبرى جردت الكنيسة من أهم أملاكها في فلسطين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ قدس الإخبارية، على أن معظم المؤسسات الأرثوذكسية ستقاطع احتفالات الأعياد المجيدة الأسبوع المقبل، كما ستلتزم بالقرار كافة الفرق الكشفية ما عدا فرقة واحدة، مشيرة إلى أن ذلك يعتبر سابقة مهمة ستعتبر الأعياد المجيدة ليست احتفالات دينية فقط وإنما احتفالات وطنية ستؤكد على الموقف الأرثوذكسي الرافض للتعاطي مع الاحتلال من خلال بيع وتأجير عقارات الكنيسة.
رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان أكد لـ قدس الإخبارية، على أن المجلس البلدي لن يشارك في مراسم استقبال ثيوفيلوس وذلك استجابة للمطالب الوطنية والشعبية، “نحن ضمن الموقف الوطني العام السائد في الوطن.. ولذلك اتخذنا هذا القرار ولن نشارك في مراسم الاستقبال”.
ولفت إلى أن القرار هو قرار إلزامي للمجلس البلدي، في ظل وجود قرارات داخلية أخرى لدى مجموعات من المؤسسات الأرثوذكسية والتي اتخذت أيضاً قرار مقاطعة مراسم الاستقبال، معلقاً، “عدم مشاركتنا هو شكل احتجاجي، إلا أننا نرفض التطاول على الموكب”.
عضو المجلس المركزيّ الأرثوذكسيّ في الأردن وفلسطين، ورئيس النادي الأرثوذكسيّ الثقافيّ العربيّ في بيت ساحور، جلال برهم أكد لـ قدس الإخبارية على أن موقف المجلس البلدي في مدينة بيت لحم يرتكز على أسس وثوابت وطنية، ويستند على قرارات المؤتمر الوطني لعدم القضية الأرثذوكسية الذي عقد في شهر تشرين أول 2017، التي تجرم وتحرم بيع وتسريب العقارات والأراضي لصالح الجمعيات الاستيطانية ودعمها وإسنادها للنضال العربي الأرثذوكسي في حماية الكنيسة واوقافها ضد ما يجري من تسريب من قبل البطريرك ومعاونيه، “هذا الموقف الوطني يستند أيضا لقرارات القوى الوطنية في مدينة بيت لحم خاصة ومختلف المدن الفلسطينية عامة”.
وأضاف أن مقاطعة البطريرك غير متعلقة فقط باحتفالات السادس من كانون ثاني، وإنما هو موقف مبدئي على طول العام وفي كافة المناسبات، “غالبية المؤسسات الأرثذوكسية في محافظة بيت لحم اتخذت قرار المقاطعة وعدم استقبال البطريرك.. إلا أننا ندرك أنه يوجد بعض المحاولات لكسر الموقف الوطني ومحاولة تسويق هذا البطريرك الخائن للكنيسة والوطن تحت ذرائع وحجج واهية متعلقة بالاستاتيكو المرتبط بدخوله لمدينة بيت لحم وما يتزامن من ذلك من احتفالات تم نقله عبر الأجيال”.
وأوضح أن غالبية المؤسسات الأرثذوكسية اتخذت موقف واضح وصريح بعدم استقبال البطريرك وفتحت حوار مع المؤسسات القليلة التي بقيت في موقف “غير حاسم ومتذبذب وضبابي ومتأرجح”، مؤكداً على أن فرقة كشفية واحدة لن تلتزم بقرار المقاطعة وستشارك في استقبال البطريرك، فيما أعلنت باقي الفرق الكشفية أكدت أنها لن تشارك في أي موكب يظهرها أنها تحتفي في البطريرك.
وعن المبادرات التي تم طرحها لضمان استمرار الاحتفالات بالأعياد المجيدة، قال برهم، “نحن أصحاب هذا العيد ومن حقنا الاحتفال به، وذلك سنسير في موكب كشفي يبدأ قبل ساعتين من وصول البطريرك منطلقاً من دوار العمل الكاثوليكي وصولاً إلى ساحة كنيسة المهد.. سنفرح بهذه المناسبة باعتبارها عيد وطني وليس احتفال ديني فقط”، لافتاً إلى أنه سيتم إخلاء ساحة كنيسة المهد قبل وصول موكب البطريرك لضمان عدم حدوث احتكاكات مع موكب البطرك أو الأجهزة الأمنية.
وبين أن هذه المبادرة نالت ترحاب من قبل كافة المؤسسات الأرثذوكسية وبلديات بيت لحم، ولكنها ما زالت على طاولة النقاش والحوار، مؤكداً على أن قبولها سيعد سابقة وطنية مهمة وخاصة أنه في السنوات الماضية كان يتم المقاطعة ولكن كانت تؤجل الاحتفالات حتى انتهاء موكب البطريرك، إلا أن هذه المرة من المقرر أن الاحتفالات تقام قبل وصوله.
وقال إن من أهداف ذلك ضمان عدم حدوث احتكاكات قد تضع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في موقف الدفاع عن البطرك الخائن، “لا نريد أن نضع الأجهزة الأمنية في موقع حماية بطريرك خائن، وتتهم السلطة أنها تقف في وجه أبناء الرعية والحراك الوطني وتوفر الحماية للبطرك”.