بلطجية الشوارع وبلطجة الحكومات

نستبشر خيرا بان لا ترتجف يده حين يتخذ القرار الذي يصب بمصلحة الدولة الأردنية

21 أكتوبر 2020
بلطجية الشوارع وبلطجة الحكومات

 

صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان

المفهوم البسيط للبلطجة هو التغول على حقوق ومكتسبات أخرين وان اختلفت الوسائل والاساليب لكنها بالمحصلة اعتداء صارخ على من لا حول لهم ولا قوة .

نقدر عاليا الحملات الأمنية التي بدأها جهاز الأمن العام لاجتثاث ظاهرة فارضي الأتاوات والزعران والخارجين عن القانون تلك الحملات التي لقيت دعما شعبيا كبيرا والتي نتمنى ان تستمر وأن يتبعها تطوير التشريعات لتصبح رادعة وفتح ملف رعاية الخارجين على القانون من قبل مسؤولين ومتنفذين والذين ضجت بقصصهم منصات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة .

وفي المقابل نستبشر خيرا بحكومة الدكتور بشر الخصاونة ان يتصدر عملها
معالجة الكثير مما شاب ادارة الحكومات السابقة من تجاوزات واخطاء حتى وان كانت ضمن قاعدة الاجتهاد وكذلك تصويب حالات التغول واغتصاب حقوق الغير التي مارسها بعض من تولوا المناصب الحساسة والتي عُرفت بالتنفيعات وكانت على حساب الصالح العام للدولة .

ونبدأ من الحكومة الجديدة وتشكيلة مجلس الأعيان الأخيرة ومع احترامنا للعديد من الشخصيات الوازنة والمقدرة ممن دخلوا الحكومة وضمتهم التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان الذين تركوا بصمات خير فيما سبق من مواقع تولوها ولأن حارتنا ضيقة حيث لا يخفى على المواطنين سيرة ومسيرة بعضنا البعض تبرز تساؤلات بشأن استقطاب بعض الأشخاص دون الاستناد الى معايير تؤكد قدرتهم على المشاركة في ادارة شؤون الدولة الأردنية والذي بمفهومنا لم يتعدى مبدأ التنفيعات كما درجت العديد من الحكومات السابقة والذي اسهم بصورة رئيسية في حجم كرة التراكمات السلبية من القضايا والمشاكل التي نعاني منها .

والبلطجة التي مارسها بعض المسؤولين في توزيع المنافع والمكتسبات بحكم ما تولوا من مناصب لا تختلف عن بلطجة الزعران وفارضي الأتاوات فقد تغولوا باسلوب وأخر على حقوق الغير غير مبالين أو مكترثين من مخرجات قراراتهم والأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى حيث هبط العشرات بالباراشوتات على مناصب لا يفقهون فيها بأمر من صاحب الولاية إما تنفيعا بحكم العلاقة أو استرضاء لغاية في نفس يعقوب أو خوفا من متنفذ أخر كما حصل في التلفزيون الاردني على سبيل المثال حيث تم تعين شخص خبيرا وتقاضى راتبه لمدة عام دون ان يدخل المؤسسة وزاد طموحه بان طلب من صاحب القرار لكي يقوم بتقديم برنامج لا طعم ولا رائحة له فكان له ذلك رغم ما تسبب به القرار من آثار نفسية على اصحاب الكفاءات في المؤسسة .

معذرة دولة الرئيس ان اشبه تغول المسؤولين بالبلطجة فحقيقة لم اجد ابلغ من هذا الوصف الذي لا يختلف عن استخدام الزعران لفرض الأتاوات على الآمنين في منازلهم ومشاغلهم بالبلطجة .

دمتم بخير واعانكم الله على مسؤولياتكم فخدمة الوطن تتطلب تضحيات ونأمل انكم من أهل التضحيات ممن لا ترتجف يده ليتخذ القرار السليم  ليتم في عهدكم تنظيف الوطن من بلطجية الشوارع وبلطجية الحكومات .

 

 

الاخبار العاجلة