صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
يفتقر الشارع الأردني الى توحيد صفوفه للاهتمام بقضاياه الوطنية والقومية ، فهو منقسم ، مُشتت ، ويعتقد مُخطأً انه لحل ازماتنا الداخلية الوطنية ، لابد من التوجه الى : إما التحالف مع ايران ومعسكرها ، او العودة الى حُضن تركيا لإعادة إجترار حقبة الاستعمار العثماني البغيض ، الذي جثم على صدورنا ما يقارب ال ( 500 ) خمسمائة سنة أي خمسة قرون ، ناصبونا فيها العداء ، وأذلونا ، ودمرونا ، واستغلونا ، ونهبوا خيراتنا ، وقتّلونا ، واذاقوناً ، وجرّعونا المر والذل والهوان أشكالاً متعددة ، دون رحمة . أندهش ، وأستغرب ، ان يصل الانسان العربي الحر بتفكيره لتمجيد من إستعمره ، وأذله ، واستغله ، وتآمر عليه ، وأخضعه للغير من الأعداء ، وسلمنا للأعداء الجدد ، منهكين ، لا نقوى على شيء ، وليس بيدنا شيء الا الخضوع ، والخنوع ، واستمراء الذل والهوان والتبعية والانقياد ، فتبدّل الاستعمار باستعمار جديد ، وقُضمت فلسطين واستوطنها الأغراب الصهاينة ، وإقتُطع لواء الاسكندرون ليتبع تركيا ، وعربستان لتتبع ايران .
أما ايران ، هذا العدو الفارسي المجوسي ، الذي يحقد على كل ما هو عربي ، يتوارثون الحقد علينا ، حتى أصبح حقداً جينياً ، والسبب في الانحياز الى ايران ، يعطونك أمثلة واهية ، إنطلت عليهم ، ونجحت ايران في استقطابهم ، وتاكيد تبعيتهم اليها ، منها مثلاً : دعم حزب الله اللبناني ، ومساندة النظام السوري في البقاء ، مع ان روسيا هي التي انقذت النظام السوري من الانهيار ، صحيح ان تدخل ايران أحدث فرقاً ، في مرحلة معينة لكنه لم يقلب المعادلة . وهذا يذكرني بإحدى عاداتنا القديمة ، حيث كان عندما يأتي الى احد الاردنيين ضيفاً عزيزاً ، له مكانته ، مما يستوجب ذبح شاة لإكرام الضيف ، وعندما يتصادف وجود إمرأة نفساء ( انجبت حديثاً ) كانوا يرسلون اليها كبدة الذبيحة لتتغذى عليها ، في هذه الحالة هل من الصحيح ان نعتقد ان الذبيحة كانت توجيباً للمرأة النفساء !!؟؟ هكذا هي ايران ، وهكذا هو نهج الدول المتغطرسة ، الطامعة بالغير ، الطامحة للسيطرة . عندما تنتهج الدول نهجاً معيناً ، وتضع أهدافاً تسعى بشتى السبل الأخلاقية ( ظاهرياً ) او غير الاخلاقية لتحقيقها ، من الطبيعي ان يكون هناك هدفاً رئيساً ، وأهدافاً فرعية ، إما تَنتج عن السعي لتحقيق الهدف الأساس ، او يتم التخطيط لها لتسهيل تحقيق الهدف الأساس ، ونتغافل ، او نتناسى ان ايران ذاتها أعلنت منذ بداية ثورة الخميني عن أهدافها لتصدير الثورة ، ووسيلتها في استقطاب واستمالة الشارع العربي ، دغدغت عواطفه بشيئين ، الدين ، وفلسطين ، بمعاداة اسرائيل وإعلان القضاء عليها ، وإزالتها من الوجود ، وتحرير فلسطين ، وأنشأت فيلق القدس لينطلي الأمر على بعض العرب .
أود من القاريء الكريم ان يفكر بهدوء ، وحيادية ، ومنطقية ، وبتجرد بما يلي : لماذ إحتلت عربستان ، لماذا احتلت الجزر الإماراتية الثلاثة ( طنب الصغرى ، طنب الكبرى ، وأبو موسى ) ، ماذا فعلت بالعراق ، بتقاسم المغانم مع امريكا ، فغيرت التركيبة الديموغرافية العراقية ، ونهبت خيراته ، وسيطرت على قراره وكل مقدراته ، وجندت عشرات التنظيمات في العراق ، لتحقيق كل أهدافها ، وقد حققتها فعلاً ، ألم يقل قاسم سليماني انهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية !؟ انا لم أقل ذلك ، ألم يقل ان العراق فارسية إيرانية وأنها عادت الى حضنها الطبيعي ايران ، لماذا دعم الاقتتال في اليمن ، لماذا العبث في الأمن الداخلي للسعودية ، والبحرين ، والكويت !؟ لماذا احتضنت اغلب ان لم نقل كل التنظيمات الإرهابية التي استخدمت الاسلام العظيم زوراً وبهتاناً !؟ والأمثلة تطول .
أما تركيا ، هل من استعمرك لخمسمائة سنة يمكن ان يضمر لك الخير !؟ لماذا اقتطعت لواء الاسكندرون !؟ ما الذي تحاول فعله الان في شمال سوريا ، ما الذي قدمته للقضية الفلسطينية !؟ هل تخفى اطماعها في شمال العراق !؟ تركيا عدو لأنها إستعمرتنا ، مثلها مثل بريطانيا ، وفرنسا وغيرهما .
هل هناك أغرب من ان يحنّ شعب الى مُستعمِره وجلاده !؟ فهي إستخدمت الدين لإستعمارك وإستغلالك ، وإستعبادك ، وإذلالك ، وقهرك ، والإمعان في تركيز تخلفنا ، حتى يستمر خنوعنا ، وخضوعنا ، وتبعيتنا . لمن يستمرأوا ، ويحترفوا شطب التاريخ ، عليهم ان يتذكروا تفاصيل ( هية ) الكرك ، وكيف حرقوا ابناء الشيخ ابراهيم الضمور امام أعين أمهما وأبيهما ، لا لذنب اقترفه الشيخ ابراهيم إلاّ لانه رفض تسليم من إستجار به ، أين هذه الدموية من الإسلام الذي إستعبدونا بإسمه لإقامة إمبراطوريتهم العنصرية !؟ وامريكا وإيران تتصارعان لإقتسام السيطرة والنفوذ في المنطقة ، لكنهما لن يتقاتلا ولن يتحاربا .
للدعابة أورد مثلاً شعبياً : من غرب عوا ، ومن شرق صفير ، وين احسن البين وإلا لطم الخدين !!؟؟
أتمنى ان تتوقف ايران وتركيا عن أطماعهما في الوطن العربي ، وان نتعايش مع بعضنا بسلام حسبما أملته علينا الجغرافيا .
طبعاً العرب لا يضمرون العداء لأي منهما، لا بل نتمنى لهما كل الخير ، كل ما نأمله ان نتقي شرهما ، وان نتعايش كجيران فرضته علينا الجغرافيا وليس لنا ولا لهم خيار في تغيير مواقعنا الجغرافية ، وتحكم علاقاتنا المصالح المشتركة كباقي دول العالم ، وهذا أمل ، لكنني أعتقد جازماً انه غير قابل للتحقق ، لان كُرههم هو مُحركهم .صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
يفتقر الشارع الأردني الى توحيد صفوفه للاهتمام بقضاياه الوطنية والقومية ، فهو منقسم ، مُشتت ، ويعتقد مُخطأً انه لحل ازماتنا الداخلية الوطنية ، لابد من التوجه الى : إما التحالف مع ايران ومعسكرها ، او العودة الى حُضن تركيا لإعادة إجترار حقبة الاستعمار العثماني البغيض ، الذي جثم على صدورنا ما يقارب ال ( 500 ) خمسمائة سنة أي خمسة قرون ، ناصبونا فيها العداء ، وأذلونا ، ودمرونا ، واستغلونا ، ونهبوا خيراتنا ، وقتّلونا ، واذاقوناً ، وجرّعونا المر والذل والهوان أشكالاً متعددة ، دون رحمة . أندهش ، وأستغرب ، ان يصل الانسان العربي الحر بتفكيره لتمجيد من إستعمره ، وأذله ، واستغله ، وتآمر عليه ، وأخضعه للغير من الأعداء ، وسلمنا للأعداء الجدد ، منهكين ، لا نقوى على شيء ، وليس بيدنا شيء الا الخضوع ، والخنوع ، واستمراء الذل والهوان والتبعية والانقياد ، فتبدّل الاستعمار باستعمار جديد ، وقُضمت فلسطين واستوطنها الأغراب الصهاينة ، وإقتُطع لواء الاسكندرون ليتبع تركيا ، وعربستان لتتبع ايران .
أما ايران ، هذا العدو الفارسي المجوسي ، الذي يحقد على كل ما هو عربي ، يتوارثون الحقد علينا ، حتى أصبح حقداً جينياً ، والسبب في الانحياز الى ايران ، يعطونك أمثلة واهية ، إنطلت عليهم ، ونجحت ايران في استقطابهم ، وتاكيد تبعيتهم اليها ، منها مثلاً : دعم حزب الله اللبناني ، ومساندة النظام السوري في البقاء ، مع ان روسيا هي التي انقذت النظام السوري من الانهيار ، صحيح ان تدخل ايران أحدث فرقاً ، في مرحلة معينة لكنه لم يقلب المعادلة .
وهذا يذكرني بإحدى عاداتنا القديمة ، حيث كان عندما يأتي الى احد الاردنيين ضيفاً عزيزاً ، له مكانته ، مما يستوجب ذبح شاة لإكرام الضيف ، وعندما يتصادف وجود إمرأة نفساء ( انجبت حديثاً ) كانوا يرسلون اليها كبدة الذبيحة لتتغذى عليها ، في هذه الحالة هل من الصحيح ان نعتقد ان الذبيحة كانت توجيباً للمرأة النفساء !!؟؟ هكذا هي ايران ، وهكذا هو نهج الدول المتغطرسة ، الطامعة بالغير ، الطامحة للسيطرة . عندما تنتهج الدول نهجاً معيناً ، وتضع أهدافاً تسعى بشتى السبل الأخلاقية ( ظاهرياً ) او غير الاخلاقية لتحقيقها ، من الطبيعي ان يكون هناك هدفاً رئيساً ، وأهدافاً فرعية ، إما تَنتج عن السعي لتحقيق الهدف الأساس ، او يتم التخطيط لها لتسهيل تحقيق الهدف الأساس ، ونتغافل ، او نتناسى ان ايران ذاتها أعلنت منذ بداية ثورة الخميني عن أهدافها لتصدير الثورة ، ووسيلتها في استقطاب واستمالة الشارع العربي ، دغدغت عواطفه بشيئين ، الدين ، وفلسطين ، بمعاداة اسرائيل وإعلان القضاء عليها ، وإزالتها من الوجود ، وتحرير فلسطين ، وأنشأت فيلق القدس لينطلي الأمر على بعض العرب .
أود من القاريء الكريم ان يفكر بهدوء ، وحيادية ، ومنطقية ، وبتجرد بما يلي : لماذ إحتلت عربستان ، لماذا احتلت الجزر الإماراتية الثلاثة ( طنب الصغرى ، طنب الكبرى ، وأبو موسى ) ، ماذا فعلت بالعراق ، بتقاسم المغانم مع امريكا ، فغيرت التركيبة الديموغرافية العراقية ، ونهبت خيراته ، وسيطرت على قراره وكل مقدراته ، وجندت عشرات التنظيمات في العراق ، لتحقيق كل أهدافها ، وقد حققتها فعلاً ، ألم يقل قاسم سليماني انهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية !؟ انا لم أقل ذلك ، ألم يقل ان العراق فارسية إيرانية وأنها عادت الى حضنها الطبيعي ايران ، لماذا دعم الاقتتال في اليمن ، لماذا العبث في الأمن الداخلي للسعودية ، والبحرين ، والكويت !؟ لماذا احتضنت اغلب ان لم نقل كل التنظيمات الإرهابية التي استخدمت الاسلام العظيم زوراً وبهتاناً !؟ والأمثلة تطول .
أما تركيا ، هل من استعمرك لخمسمائة سنة يمكن ان يضمر لك الخير !؟ لماذا اقتطعت لواء الاسكندرون !؟ ما الذي تحاول فعله الان في شمال سوريا ، ما الذي قدمته للقضية الفلسطينية !؟ هل تخفى اطماعها في شمال العراق !؟ تركيا عدو لأنها إستعمرتنا ، مثلها مثل بريطانيا ، وفرنسا وغيرهما .
هل هناك أغرب من ان يحنّ شعب الى مُستعمِره وجلاده !؟ فهي إستخدمت الدين لإستعمارك وإستغلالك ، وإستعبادك ، وإذلالك ، وقهرك ، والإمعان في تركيز تخلفنا ، حتى يستمر خنوعنا ، وخضوعنا ، وتبعيتنا . لمن يستمرأوا ، ويحترفوا شطب التاريخ ، عليهم ان يتذكروا تفاصيل ( هية ) الكرك ، وكيف حرقوا ابناء الشيخ ابراهيم الضمور امام أعين أمهما وأبيهما ، لا لذنب اقترفه الشيخ ابراهيم إلاّ لانه رفض تسليم من إستجار به ، أين هذه الدموية من الإسلام الذي إستعبدونا بإسمه لإقامة إمبراطوريتهم العنصرية !؟ وامريكا وإيران تتصارعان لإقتسام السيطرة والنفوذ في المنطقة ، لكنهما لن يتقاتلا ولن يتحاربا .
للدعابة أورد مثلاً شعبياً : من غرب عوا ، ومن شرق صفير ، وين احسن البين وإلا لطم الخدين !!؟؟
أتمنى ان تتوقف ايران وتركيا عن أطماعهما في الوطن العربي ، وان نتعايش مع بعضنا بسلام حسبما أملته علينا الجغرافيا .
طبعاً العرب لا يضمرون العداء لأي منهما، لا بل نتمنى لهما كل الخير ، كل ما نأمله ان نتقي شرهما ، وان نتعايش كجيران فرضته علينا الجغرافيا وليس لنا ولا لهم خيار في تغيير مواقعنا الجغرافية ، وتحكم علاقاتنا المصالح المشتركة كباقي دول العالم ، وهذا أمل ، لكنني أعتقد جازماً انه غير قابل للتحقق ، لان كُرههم هو مُحركهم .