صراحة نيوز – بقلم م سمير حباشنة
في حال فوز المرشح ” بايدن ” في الانتخابات، فإن تبدل السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا يكون ممكناً، لكن ذلك بالتأكيد لن ينعكسَ كثيراً على القضية الفلسطينية. فالجمهوريون و الديمقراطيون لا يختلفون من حيث الجوهر على دعم إسرائيل المطلق، و إن تباينت الأساليب بين الحزبين ..
إلا أن إدارة “بايدن” لن تكون متحمسة لصفقة القرن، و سوف تُبدي تمسكاً ولو “لفظياً” بحل الدولتين، فضلا عن العدول عن قرار تجميد المساعدات الأمريكية (للأونروا).
كما وأشك في أن يتم التراجع عن نقل السفارة الأمريكية الى القدس، إلا أنه من المحتمل إعادة التواصل بين الإدارة الجديدة و السلطة الفلسطينية. كما يمكن أن يخف مستوى الضغط الأمريكي على العرب بشأن تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل.
إلا أن التبدل الممكن في السياسة الأمريكية سوف يكون نحو إيران، ذلك أن “بايدن” في حال تم انتخابه، فإن إمكانية إعادة بناء العلاقة مع إيران واردة، و على قاعدة الاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحدة و الأوربيون و روسيا مع إيران في السابق. مع إمكانية أن تجري مباحثات لتعديل الاتفاق بصورةٍ غير جوهرية، مما يتفق مع المتغيرات الدولية و قبول إيران بهذه التعديلات على الأغلب. أي أن توتر العلاقة الأمريكية الإيرانية، سوف ينتهي أو لنقل يتراجع. مع إمكانية انتهاء العقوبات الأمريكية الواقعة على أيران و لو بصورةٍ تدريجية.
إن علاقةً ما متوقعة تتسم ببعض الإيجابية بين إدارة بايدن مع كل من إيران وروسيا، ربما تقود إلى تفاهماتٍ حول الوضع السوري، خصوصاً و أن الحكومة السورية قد أنهت الحرب الى صالحها، و أنه ضرب من المكابرة والتمسك بالشعارات القديمة حول تغيير النظام في دمشق بالقوة ..
إن أهم ما ننتظره من انتخاب “بايدن” رئيساً للولايات المتحدة، والذي يشكل اختراقاً جوهرياً في المنطقة، هو تطبيق سياسة الحزب الديمقراطي المعلنة تجاه ضرورة إنهاء الحرب في اليمن، ما يُمّكن من جمعِ كافة الأطراف اليمنية على قاعدة نظام سياسي يُعيد الأمن و السلام لليمن، و يحافظ على وحدة الديموغرافيا و الجغرافيا اليمنية. فالحرب في هذا البلد العربي المبتلى منذ سنوات بكارثة الحرب الداخلية يحتاج إلى دعمٍ دولي و خصوصاً من الولايات المتحدة، حتى تصل الأمور إلى نهايةٍ سلمية طالما انتظرناها.
إن ما يثير القلق هو ما يتعلق بالعراق، ذلك أن “بايدن” و حين كان نائباً للرئيس في إدارة الرئيس السابق ” أوباما”، كان قد تبنى نظرية تقسيم العراق إلى ثلاث دول .نظرية أرجو أن يكون قد تخلى عنها، بعد أن أثبتت عدم جدواها أمام تمسك الشعب العراقي بوحدة بلاده.
كما اعتقد ان إدارة جو بايدن سوف يكون على رأس أجندتها الاهتمام بمسألة حقوق الانسان.
إن انتخاب “بايدن” من شأنه حقن السياسة الدولية بجرعة من التهدئة، كبديلٍ لأجواء التوتر التي سادت العالم إبّان إدارة الرئيس “ترامب”، فيُعاد النظر في الموقف الاميركي من منظمة الصحة العالمية واتفاقية المناخ ولربما “اليونسكو “. و لربما يكون “لبايدن” موقفاً من شأنه وقف تغوّل ” تركيا – أردوغان ” وتدخلاتها العسكرية و السياسية في سوريا و العراق و ليبيا و في دول شرق المتوسط عموماً .
وبعد..هي سويعات حتى نتيقن من أن الإنتخابات الأمريكية سوف تأتي بنتائجٍ تقود إلى التغيير ..
والله والوطن من وراء القصد