تاجر البندقية …. عذراً عمان.

9 ديسمبر 2021
تاجر البندقية …. عذراً عمان.

(هكذا ارادوا الفقر يتبعه الذل)

صراحة نيوز – كتب محمد نايف عبيدات

عذرا يا وطن فقد آوت مقابرك كل الرجال الرجال ، واحتضن ثراك الاشراف فاستقبلت شوارعك اللصوص وآكلي لحوم البشر والمرابين ،
اعتذر اليك اليوم يا وطن وانا ارى شيلوخ يصول ويجول مقتطعاً من لحم اطفالنا ما يعتصر منه خمراً يسكت به عهر جشعه في غابة الجبال السبعة التي تحولت إلى مزرعة صال وجال بها اللصوص ، فيا حسرتي عليك عمان ، فان كانت الدنيا ضجت لقرون لتاجر البندقية الوحيد فكيف بك اليوم وسط هؤلاء التجار ،
اما مضمون حديثي ، فالقصة بدأت بتويجر تسلق وتملك فاخذ فرماناً تسيّد به السوق واصبح المحتكر الوحيد للّحوم واصبح يستورد لحوم الانعام ويأكل لحم البشر ، بدأ بربح بسيط ارتفع وارتفع حتى تضاعف مرات ومرات ، احضر لنا كل ما لا يؤكل وزخرف به موادنا تكررت المسالة في جميع السلع في الحديد والخشب ، في الخبز والعلف ، في الورق وحتى لعب الاطفال ،
لم يبقى سلعة في وطني المسلوب الا واصبح يحكمها شيلوخ وخلف كل شيلوخ كان يقف مارد سياسي كبير يفتح الابواب ويكسر الاقفال ويحطم من يحاول الاقتراب من هذا الشيلوخ الحقير ،
هذه ليست شطحات خيال وانما واقع مرير يحصل في عمان . عمان التي تعج باللصوص ، بالامس خرج من بين المسحوقين مواطن تجاوز لصوص عمان ووصل إلى جورجيا فكشف المستور المكشوف منذ عقود ، ولكن هذا العجرمي كان شريفاً غيوراً أبّى إلا ان يَكسر احتكار شيلوخ فهاج وماج القوم وطار وزير زراعتنا مصطحباً معه شيلوخاً صغير ليحكم قبضته على السوق قبل أن ينكسر طوق العبودية الذي احكمت السنين اغلاقه حول رقابنا ،
لم يكشف العجارمة سراً ؛ وإنما كان رجلاً فكلنا نعرف ان الخروف يصل إلى الاردن من مزارع استراليا باقل من خمسين دينار ، وأنَّ تجارنا تغولوا علينا مستندين إلى منظومة قوانين وموظفين فاسدين ، يكفي ان نشير إلى موظف في وزارة الزراعة يجني الملايين وهو في مكتبه فهو يمتلك حق اصدار تراخيص الاستيراد فاذا احضر شيلوخه سلعته أغلق حدود الوطن أمام تلك السلعة فتطير الاسعار اما اذا ظهر منافس او مزارع بسيط فيكفي ان يُغرق الوطن بتلك السلعة عبر تصاريح عهر تصدر من مكتبه موشحة بختم وزاري فتُغرِق الشرفاء في ديون يدفعون دمائهم وارواحهم سداداً لها ..
هذه حقيقة وطني المسلوب فأفيقوا يا بني قومي ولتوقفي ايتها الحكومة شيلوخ في اخر طوق نجاه امامكِ قبل ان تخرج الامور عن السيطرة فقد كُسِر نير عبوديتكم ولتحتفظوا بما بقي من ماء وجوهكم ……

بقلم ….
محمد نايف عبيدات

الاخبار العاجلة