صراحة نيوز – خاص
مع رئاسة الجمهورية الكازاخستانية لمجلس الامن الدولي للشهر الحالي / كانون الثاني 2018 ، تتصدر قائمة المشاكل التي تعاني منها دول آسيا الوسطى “القضية الأفغانية” وكل ما يرتبط بالوضع في أفغانستان، من قضايا مكافحة الإرهاب إلى جهود تحسين الاوضاع الإنسانية، والتي تقع على كاهل الدولة الكازاخنستانية.
البعد الإنساني الذي تنتهجه الحكومة الكازاخستانية يمنح القضية الافغانستانية اهتماما خاصا كون الطرق الاخرى لضمان امن “افغانستان” أثبتت عدم فعاليتها كالعمليات العسكرية، بالاضافة الى قضايا تمويل البرامج العالمية في “افغانستان” والذي لا يصل غالبا الى حيث ماخطط له بسبب تفشي الفساد بشكل كبير.
الرئاسة الحالية للجمهورية الكازاخستانية تتيح لها ايضا المطالبة بعقد الاجتماعات الطارئة لأعضاء المجلس بالاضافة الى إجراء لقاءات مختلفة وفق رؤيتها التي تتناغم والصالح العام العالمي.
وتكمن المسألة الرئيسية لحكومة كازاخستان بإعتماد مجلس الأمن وثيقة بشأن آسيا الوسطى وأفغانستان (علما بأن شكله لم يحدد بعد)، إلا ان أطلاق “كازاخستان” قبل سبعة اعوام برنامجا لتعليم الطلاب الأفغان مجانا في جامعاتها، عاد بالنفع على افغانستان من خلال عودة بعضهم ممن انهوا متطلبات دراساتهم الجامعية الى وطنهم الام ويمارسون اعمالهم في البلاد وفق تخصصاتهم المختلفة، كالمهندسين والاطباء وغير ذلك.
وتستحق التجربة الإيجابية للحكومة الكازاخستانية بشأن افغانستان إهتمام المجتمع الدولي. حيث تتيح الرئاسة الكازاخنستانية لمجلس الامن الدولي لكازاخستان فرصة للفت انتباه أعضاء الأمم المتحدة الآخرين بهدف تسوية الازمة الافغانية .
يشار بأن الحرب الأهلية في أفغانستان مستمرة منذ ما يقرب من اربعين عاما، خلفت خلالها جيل كامل لا يعرف حياة سوى التناحر عسكريا فيما بين مواطني هذه الدولة، وبهدف وقف الحرب في أفغانستان وإرساء حياة طبيعية، لابد من خلق جيل جديد يؤمن بالسلام والتحاور بعيدا عن التناحر العسكري.
وبالاضافة الى الازمة الافغانية فإن قائمة المسائل العاجلة والتي تحتاج الى حلول جذرية في آسيا الوسطى الكبرى قضايا تتعلق بالأمن الغذائي والطاقة، ومسائل استخدام المياه وترسيم الحدود وغير ذلك.
وتملك “كازاخستان” حلولا خاصة وفق رؤيتها لهذه المشاكل، ولذلك، فإن محاولة وضع وثيقة منفصلة وإعتمادها بشأن قضايا آسيا الوسطى، التي بادرت بها “كازاخستان” على مستوى مجلس الأمن.
أما بالنسبة للمبادرات العالمية الاخرى لكازاخستان، فإنها تبدو الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. في الوقت الذي اكتسبت فيه قضايا الإرهاب الدولي أبعادا كارثية، داعية الى الرد على هذا التحدي بشكل موحد.
ودعت “كازاخستان” الى تشكيل تحالف مناهض للإرهاب العالمي تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث بادر الرئيس الكازاخستاني “نور سلطان نزارباييف” في عام 2015 به.
والهدف من هذه المبادرة عدم تسابق دول المنطقة الى التسلح عسكريا وتوجيه الاهتمام نحو قضايا المنطقة الملحة.
ودعت “كازاخستان” الدول الاعضاء فى الامم المتحدة الى تخصيص واحد بالمائة من ميزانيات الدفاع لديها لصندوق خاص يهدف الى تمويل مكافحة الفقر والجوع وتغير المناخ.
ومن أجل وقف تدهور بيئة كوكب الأرض، نادث الحكومة الكازاخستانية بضرورة إدخال “التكنولوجيات الخضراء” جماعية.
وانطلاقا من ذلك، اختارت كازاخستان موضوع “طاقة المستقبل” للمعرض الدولي إكسبو في أستانا. اما بعد انتهاء اكسبو فبادرت كازخستان باقتراح إنشاء مركز الأمم المتحدة لتطوير التكنولوجيات الخضراء والمشاريع الاستثمارية، حتى تتمكن البلدان من تبادل خبراتها ومعرفتها ودعمها المالي.
وبشكل عام، كازاخستان لديها ما تقدمه للمجتمع الدولي كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمعالجة المشاكل الملحة حقا وتحسين الوضع ليس فقط في منطقة معينة من آسيا الوسطى، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم. و أتمنى أن تسمع كل هذه المبادرات و الاقتراحات.
و تدرك “كازاخستان” المسؤولية الملقاة على عاتقها خلال رئاستها لمجلس الامن الدولي حيث إقترحت مبادرات عالمية وإقليمية بعيدا عن القطرية الضيقة.