صراحة نيوز – غزة – أمينة زيدان
هذا ما يؤكد عليه بعض الخبراء الفلسطينيين المتخصّصين في مجال العلاقات الدولية وذلك إثر موجة الانتقادت الحادة الموجّهة من قبل قادة رام الله للاتفاق المتبلور هذه الأيام بين اسرائيل ودولة الامارات بل وفي ضوء الاعتقاد السائد بأن هذا الاتفاق ليس الا الحلقة الأولى في سلسلة اتفاقيات مماثلة تعمل الولايات المتحدة على انجازها خلال المرحلة القادمة.
هذا بالاضافة الى عقد الاتفاق الحالي – مثل غيره من الاتفاقيات المبرمة بين اسرائيل وكل من مصر والأردن – بناء على تقدير واقعي وموضوعي لموقف كلا الدولتين ومصالحهما المشتركة علما أنه من المتعارف عليه في الساحة الدولية عدم تدخّل جهات خارجية في شؤون الدول الداخلية.
ويضيف الخبراء ذاتهم أن الانتقاد الموجّه من قبل السلطة الفلسطينية مفهوم بحد ذاته الا أنه لا يخلو من اشكالية أساسية هي الاتفاق المشابه المبرم سابقا بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كما يذكر أن الامارات وغيرها من الدول التي تم الاشارة الى احتمال توصّلها الى اتفاقات مماثلة مع اسرائيل وقفت مع الفلسطينيين وقدّمت لهم الدعم السياسي والاقتصادي الى الآن بل ولا نية لديها لتغيير سياستها هذه حتى بعد الاتفاق مع اسرائيل.
هذا فضلا الى أن الامارات اشترطت اتفاقها مع اسرائيل على تراجع الأخيرة عن خطتها لضمّ الأراضي الفلسطينية وهو ما أدّى بدوره الى اعادة ما يُعرف ب”حل الدولتين” الى طاولة الحوار ويعتبر انجازا سياسيا هاما يتوافق مع المصلحة العربية.
ويبرز هذا الانجاز بشكل خاص على خلفية فشل الجهود المبذولة من قبل السلطة الفلسطينية في هذا الصدد الى الآن في الساحة الأوروبية.
كما يجسد الااتفاق القدرة الكامنة في مثل هذه الاتفاقيات الدولية على التأثير المتبادل وتحديدا – على سبيل المثال – قدرة الدول العربية المتعاقدة مع اسرائيل على التأثير على سياسة الأخيرة في الشأن الفلسطيني وهي قدرة أكبر بكثير من قدرة الدول الغير متعاقدة معها على تحقيق الهدف نفسه.
كل ذلك بالاضافة الى الفوائد التي تكسبها تلك الدول من علاقاتها مع الولايات المتحدة سواء على الصعيد الاقتصادي أو شراء الأسلحة المتطورة الخ.
وأكمل الخبراء أن القيادة الفلسطينية يجب ألا تبدو وكأنها تقف في صف واحد مع طهران ضد السلام الاقليمي ولكن بدلا من ذلك عليها أن تعمل على تحقيق المصلحة العربية والفلسطينية المتمثلة بحثّ الدول على ممارسة الضغط على اسرائيل لاعتماد “حل الدولتين” بصفته الحل الوحيد للسلام العادل والشامل في المنطقة.