صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
نعم ، تم استثمار ” فيضانات عمان ” التي تركت بقصد و”تعمد” دون مخططات احترازية مسبقة ، على الرغم من النشرات الجوية التحذيرية ، لغايات تحويل الأنظار عن مؤتمر لندن ،الذي لم يأت بالمردود المالي المأمول، أو ما تم الاعلان عنه مسبقا، لابعاد أنظار المواطن بعد إيهامه بأن الحل السحري لمشاكله الاقتصادية سيكون قريبا ، وسيأتي من مدينة الضباب ، على الرغم من أنه نجح بجميع المقاييس من حيث ايصال الرسالة إلى الولايات المتحدة الاميريكية والسعودية اللتين تخلتا عن دعمنا والوقوف إلى جانبنا ، ومفادها ” أنه في حال استمراركما بعدم تقديم الدعم لنا ، فان” لندن ” الدولة العظمى التي لم تغب عنها الشمس يوما ما، ستقدم لنا الرعاية وستهتم بأمورنا وستقف إلى جانبنا ، والا لماذا تم تجاهل الحديث عن مخرجات مؤتمر لندن ؟!
بالتأكيد ، ان مركز الأزمات غير عاجز عن القيام بدوره الصحيح في مثل هذه الظروف الجوية الطبيعية ، ولديه القدرة على تنبيه المسؤول وتوجيهه نحو التحذيرات الصادرة من دائرة الارصاد الجوية عن نسبة الهطل المطري التي ستكون من الدرجة الرابعة أي قبل الدرجة القصوى الخامسة ، التي يتم استدعاء الجيش لبناء ” السواتر” الحواجز الترابية لمنع تدفق المياه إلى الاماكن المنخفضة .
أليس باستطاعة أمين عمان – في مثل هذه الظروف -الاعتذار عن المشاركة في مؤتمر لندن، والبقاء في عمان للقيام بدوره والخروج بأقل الاضرار جراء الأجواء المطرية غير المسبوقة ؟
لكن اصراره على السفر ، وتأخره في العودة ، لدليل واضح على أن ما جرى ما هو سوى رسم وتخطيط استراتيجي محكم.
بدا الأمر بأنه غياب تام للتنسيق بين الذين يرسمون السياسات الخارجية والداخلية ، وأن خيوط التواصل شبه معدومة ، إلا أن القصة الحقيقية هي استغلال فيضانات عمان لتحويل الأنظار عن لندن ومؤتمره، الذي ليس كما تم الترويج له بأنه ” عصا موسى ” لحل مشاكل الاردن ، و تم تسخين الأجواء ، من خلال استغلال “فيضانات عمان ” لتحويل الانظار عن حدث الساعة ” مؤتمر لندن ” ، والهاء المواطنين باحوال العباد والبلاد ، ومتابعة أخبار التجار وما آلت اليه أحوالهم ، والبحث عن الأسباب ، وطرح الحلول والإجراءات ،والأهم البحث عن الشخص الذي تقع عليه المسؤولية ، وانتظار من يتحمل المسؤولية عما جرى ، والبحث عن كبش فداء لتحميله مسؤولية ما جرى .
لقد نجح التكتيك الاستراتيجي في تحويل الأنظار عن مؤتمر لندن ، وخداع المواطن ، بأن الغطاء قد تم رفعه عن رئيس الوزراء وامين عمان، من خلال تداول أخبار تفيد بقرب رحيلهما معا عن منصبهيما، لكن الحقيقة بأن الاخفاق في التعامل مع ” فيضانات عمان ” كان مقصودا، لإخفاء ما هو أعظم ، وطي صفحة مؤتمر لندن ..اقتضى التنويه.