صراحة نيوز – بقلم عبد الكريم شطناوي
عنوان كتاب للدكتورة والمربية الفاضلة (عيدة مطلق قناة), اهدتني مشكورة نسخة منه،ومنذ اللحظة الأولى التي تسلمت بها الكتاب،فقد جلب انتباهي الشكل الذي ظهر به الكتاب،وعادةيحكم على الشيئ من حيث الشكل والمضمون.
فمن حيث الشكل،فهو هنا يعني العنوان والحجم والصورة التي على الغلاف.وعندما قرأت العنوان تساءلت من المعني بأمة وحضارة؟ هل هما على الإطلاق؟ أم الأمة والحضارة الإسلامية؟ أم الأمة والحضارة العربية؟فإن كانت الإسلامية هي المعنية،فإن الأمة العربية معنية بالذات،فهي حاملة الحضارة الإسلامية وتشكل العمود الفقري لها.
وهذا العنوان شوقني وشوكني في آن واحد.مما دفعني للإسراع في قراءته ومعرفة كنهه وما يحتويه من مضمون..
وأما صورة الغلاف فقد تضمنت رسوما ونقوشا عربية وإسلامية،
ومن حيث الحجم فإنه يتوقف على المضمون.وهذا يستدعي الإسراع في قراءته،وفهمه بالمستوى اللائق والتروي في الحكم على هذا الجهد المبذول.
وما أن بدأت بدراسته بشغف،فقد استرعى انتباهي ما قدمت به المربية الفاضلة لهذا الكتاب بقولها:
(إن مادفعني لكتابة هذا الكتاب،أمة وحضارة بين مطرقة وسندان،هو ما تراكم لدي من قراءات،وما تسنى لي من توثيقه من وقائع وأحداث وأخبار حول ما تمر به الأمة من تحديات،وما تعانيه من أوجاع،وما يدار فوق أرضها من حروب،وما يسفك فيها من دماء وارواح،وما يستنزف فيها من طاقات واموال ومقدرات،وما آلت إليه أحوالها من تفكك وضعف ومهانة،وما أصاب أوطانها من خراب ودمار ).
إن هذا التقديم بحد ذاته يعطي صورة مسبقة عن محتوى الكتاب، وإن هذه الصورة تعكس حال وطننا العربي والإسلامي وما يعانيه من آلام وويلات أدت به إلى الدمار والخراب،والويل والثبور وعظائم الأمور.
تضمن الكتاب احد عشر فصلا في (٣٨٦)صفحة،استعرضت المؤلفة ما تعرضت له الأمة من حملات قمع واضطهاد،وحروب استهدفت اقتلاع الإسلام وحضارته،بدءا منذ سقوط غرناطة سنة١٤٩٢, حيث انطلقت المرحلة الثانية للحروب الأستعمارية الصليبية ضد الشرق عامة والإسلام خاصة . وقد كانت المرحلة الأولى لهذه الحروب،ما قام به الأوربيون بتحريض من رجال الكنيسة وامراء الإقطاع،وامتدت من أوائل القرن الحادي عشر وحتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر ميلادي.
وقد اقبلت على قراءته بشغف ولهفة،كي أطلع على ما جاء تحت عنوانه،وأثناء قراءته هالني ما تقع عيناي عليه،فشعرت بالأسى والحزن،على أمة وحضارة عريقة تتعرض لمثل هذا الهجوم الممتلئ عنصرية وحقدا،متسلح بكل ما أوتي من عزم وقوة،سخر كل امكاناته المادية والمعنوية،وكل السبل والوسائل المتاحة له،وكم شعرت بالمرارة والألم عندما أجد أن ولاة الامر في الأمة، يقفون موقف المتفرج بل المستسلم،وان بعضهم جد وجند وحشد كل امكاناته في هذا الهجوم الشرس.
وهكذا بعد قراءة الكتاب،فإنني اخلص إلى أنه كتاب منسجم من حيث الشكل والمضمون،يستحق منا دراسته والإطلاع على ما جاء به من معلومات وبيانات قيمة تتماهى مع الجهد الذي بذلته المؤلفة،والذي تستحق عليه كل الشكر والتقدير ،
متمنين لها بدوام الصحة والسعادة.
ومن خلال قراءتي توصلت إلى ما يلي:
..إن الجهد المبذول في تأليفه يستحق التقدير والاحترام والشكر عليه،فهو يتماهى مع قيمة ما يحتويه الكتاب من معلومات وبيانات مهمة.
.. ادعو واشجع الجميع على قراءته،لما يحتويه من معلومات وبيانات عن جهود أعداء هذه الأمة،وما يقومون به من أعمال عدائية،في وقت يتباكون به على الإنسانية وحقوق الإنسان.
.. إن الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة،مستهدفة من قبل القوى الإستعمارية الطامعة بخيرات الأمة،وهي متسلحة بالدين المسيحي لفظا،متحالفة مع الصهيونية العالمية،وأذرعها العديدة التي تحمل العداء والحقد الدفين،وتكيل التهم الملفقة ضد الأمة الإسلامية والعربية.
.. إن ما تدعيه القوى الإستعمارية والصهيونية العالمية،من حجج واهية لنصرة الإنسان ونيل حقوقه، ونشر الديموقراطية،ومحاربة الإرهاب الذي ابتدعته، والتهرب من تعريفه،ما هي
إلا مظلات ،ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب،تخفي تحته مطامعها في استغلال ثروات وخيرات الأمة وحرمان أهلها منها.
.. إن هذا العداء لأمتنا،يعتمد خطة ومنهاج عمل محكم،خصص له الكثير من الدعم البشري والمادي،
وجندت له أجهزة المخابرات والإستعلامات ،التي أخذت على عاتقها تشويه صورة الإسلام وتلفيق التهم له،إلى حد بث السموم وتحريف النصوص في أهم مصادر التشريع الإسلامي.
.. لقد وصل الأمر بتلك القوى المعادية للإسلام،الى أصدار كتاب الفرقان الحق،وقد عمل بتخطيط محكم،وعلى شكل مجموعات،عملا منظما من أجل النيل من القرآن الكريم.
.. القيام بنشر الكثير من بعثات التبشير والتنصير،في كثير من أقطار الأمة الإسلامية والعربية.على حد سواء.
.. الإساءة الصريحة للرسول الكريم،وإنكار نبوته،وإساءة الأدب معه،وإطلاق أقبح الأوصاف عليه ( والعياذ بالله).
.. لقد احتوى الكتاب على بيان الكثير من المجهودات التي بذلتها تلك القوى الحاقدة على الأمة وحضارتها.
.. إن من يقرأ الكتاب،يصاب بالدهشة وبخيبة الأمل،ويستغرب سكوت وتقاعس ولاة الأمر الذين انيط إليهم مسؤولية حماية الأمة وحضارتها،ويصاب بالهلع عندما يجدها،وكأنها في معزل عما يحاك،
وما تتعرض له أمتنا وحضارتها،من دسائس واعتداءات بالسر والعلن،بل وصل الأمر ببعضهم حد التواطؤ مع تلك القوى المعادية.
.. ما أشرت إليه في هذه العجالة. هو قليل من كثير،اترك للقارى فرصة الإطلاع عليه،،
.. وقد توصلت المؤلفة بعد ما قدمته من بيانات ومعلومات قيمة إلى القول:( وأما الأسلام فإنه اليوم وعلى الرغم مما تدور عليه من حروب،فهو الدين الأوسع والأسرع انتشارا،وهو دين الناس كافة،لا دين للجاهلية والتطرف،لا دين للإكراه أو الإرهارب،
إنه دين الوسطية لا دين التطرف.
إن الإسلام لم يكن يوما دينا عدوانيا ،ولم يتخذ من الحروب منهجا،لكنه بالمقابل هو دين برفض الظلم ويحاربه،ويعتبر الدفاع عن العقيدة حق وواجب،خاصة في حالات الدفاع ورفع الظلم عن المظلومين……
وأخيراً وبعد هذا الجهد الكبير الذي بذلته المؤلفة تتساءل: ألسنا أمة مستباحة في كل اشيائها؟؟؟؟
وختاما كل التقدير والاحترام للمؤلفة،،جعله الله تعالى في ميزان حسناتها…والله الموفق.