مجموعة السلام العربي… اشتباك ايجابي مع القضايا العربيه
23 يناير 2022
صراحة نيوز – بقلم المهندس سمير الحباشنة
منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات وشخصيات فكرية أكاديمية /اقتصاديه/ وسياسيه ينوف عددها عن الاربعين شخصيه، لم تتوقف عن الاشتباك الإيجابي مع القضايا العربية ، وبالذات في الأقطار التي ابتليت بحروب وانقسامات ، وما ترتب عليها من قتل لمئات الالوف من ابناء جلدتنا الابرياء ، وبالذات في سوريا واليمن وليبيا، وذلك الانقسام الفلسطيني المقيت الذي يعتبر من أسوأ المحطات في تاريخ القضية الفلسطينية. حيث أدى فيما أدى الى تقسيم للجغرافيا وللمؤسسة الفلسطينية السياسية، و أدى إلى أضعاف القضية على الصعيدين العربي والدولي، ناهيك عن آثارها السيئة على المستوى الوطني الفلسطيني.
***
هذه المجموعة اشتبكت مع القضايا العربية، اشتباكاً يسعى إلى وضع كتف لمساندة الجهود الدولية والعربية والإقليمية نحو ﺇحلال السلام، وإعادة الأمن المفقود لهذه الأقطار المبتلاة ، والتي لا زالت تعيش في ظلال الحرب، و تعيش في ظلال القتل والتهجير والفاقة ، ملايين في مخيمات تفتقد الى الحياة الانسانية بأدنى شروطها .
***
وكان لهذه المجموعة دورها الكبير في محاولة احياء وتفعيل المبادرات العربيه والاقليميه والدوليه الخاصة بوقف الحرب في اليمن، حيث التواصل لم ينقطع بين المجموعة وبين اطراف المعادلة اليمنية. اتصلت بصنعاء، وبالشرعية، وبجماعه الجنوب، بل وبالكثير من الدول ذات التأثير في الموضوع اليمني، وأصدرت أكثر من مبادرة ، لقيت ترحيباً من مئات الشخصيات اليمنية ، التي لم تنحاز إلى هذا الطرف أو ذاك. مازالت المجموعه تعني بموضوع اليمن ، وخصوصاً و انها تضم في ثناياها شخصيات يمنية وازنة ومهمة ، وتمثل رأس حربة لهذه المجموعة في التعامل مع الموضوع اليمني، سعياً لوقف الحرب والاحتكام الى الحوار كسبيل وحيد ومجدي، لإعادة السلام والأمن للشعب اليمني والحفاظ على وحدة ترابه الوطني .
***
كذلك فان المجموعة لم تألوا جهدا نحو الموضوع الليبي، والاتصال بكافة اطراف المعادلة الوطنية هناك ، الاتصال بالحكومه في طرابلس، وفي بنغازي، بل والتواصل مع الأحزاب وشيوخ القبائل، والشخصيات العامة ، من اجل انهاء الحرب وضمان أمن وسلامة ووحدة ليبيا أرضا وشعبا. علماً بأن مجموعة السلام العربي تضم أيضاً شخصيات ليبية مؤثرة ، وترى الوطن الليبي كوطن واحد، غير قابل للانقسام او التشظي، وتسعى الى وقف تلك الحرب وتأمين وحدة البلاد.
***
وأن ، مجموعه السلام العربي، كانت قد بذلت جهدا كبيرا في موضوع الانقسام الفلسطيني، بالاتصال المباشر وعبر التطبيقات الالكترونية و بالمكاتبة كذلك ، مع الرئيس عباس ومع حماس ومع كل الفصائل الفلسطينية ، لهذه الغاية السامية ، الهدف الأهم المتمثل بانهاء الانقسام.
والعجيب ان كل الاطراف الفلسطينية والفصائل تبدي استعدادها لاعادة اللحمة للجسم الفلسطيني في اطار م.ت.ف ، إلا أننا على الأرض و مع الأسف ، ما زلنا نشهد هذا الانقسام ونشهد الاتهامات المتبادلة، ونرى حكومتين وهميتين في كل من رام الله وغزة !!
ومع ذلك فإن محاولات المجموعة مستمرة بهذا الخصوص ، وتأمل من الجميع الاستجابة العملية لمبادرة الرئيس الجزائري ، علناً نشهد وحدة سياسية وجغرافية فلسطينية .. طال انتظارها .
إن مبادرة الاخوة الجزائريين فرصة جديدة مأمولة ، تضاف الى جهود الاشقاء المصريين المستمرة بهذا الشأن ، فتحقق للشعب الفلسطيني وحدته .. لأنه بها ومن خلالها يعود ألألق للقضية الفلسطينية ، وتنتهي حالة الاحباط العام التي نعيش جميعاً في مناخاتها ، وبالذات شعبنا الفلسطيني البطل الصابر والصامد .
***
واليوم فإن مجموعة السلام العربي هي على مشارف مرحلة جديده، ذلك أنها في الشهر القادم سوف تعقد اجتماعها الوجاهي الأول ، بعد سلسلة من الاجتماعات عبر “الزووم” فرضتها الجائحه، تتحضر اليوم لعقد اجتماعها في الجامعه العربيه، حيث رحب معالي أمين الجامعة العربية باستضافة هذا الاجتماع. وبالتالي ان تصبح هذه المجموعة ذات كينونة وذات شخصيه اعتباريه ، معنية بإصدار مبادرات محددة وآليات عملية لتحقيق طموحات العرب في طي تلك الملفات الساخنة ، كما هي الحال في اليمن وسوريا وليبيا وموضوع الانقسام الفلسطيني .
***
وبعد / لا نقول بأن مجموعة السلام العربية وحدها يمكن أن تحقق ﺇلا أنها تمثل جزء من الجهد الملقى على عاتق المجتمع المدني العربي، والمفكرين والسياسيين والمثقفين والاكاديميين العرب بأن ينزلوا من صفوف المتفرجين، وأن يحاولوا توظيف جهودهم في سبيل حل القضايا العربية العالقة ، وإعادة الأمن والسلام إلى هذه الأقطار المكلومه، وبالتالي إعادة بعضاً من الامل ، في لقاء و وئام عربي طال انتظاره.