تعارف أم تجرد …!  

5 أغسطس 2022
تعارف أم تجرد …!  

صراحة نيوز  – بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

عاشت بيننا قبل آلاف السنين في منطقة البحر الميت وغور الأردن قريتي سدوم وعمورة، وقد إمتهن أهلهما تحدي الخالق عزوجل فأصبحوا يمارسون الشذوذ علانية بدلاً من الزواج الطبيعي الذي جعله الله الفطرة السليمة للبشر، فأرسل الله لهم نبيه لوط عليه السلام لعلهم يرجعون عن القذارة التي دأبوا عليها، وبقي يحاول معهم لسنوات وسنوات طويلة لكنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور حتى وصل الأمر بهم لمحاولة إغواء لوط عليه السلام نفسه، وعندما فقدوا الأمل في ذلك عملوا على إخراجه وأهل بيته لأنهم “أناس يتطهرون”!  
لكن تحدي الخالق عزوجل ليس له إلا نتيجة حتمية واحدة، وهي النتيجة التي وردت في كل الكتب السماوية، والتي أكدتها الآثار التي اكتشفها علماء وباحثون كان آخرهم في العام 2015 عندما اكتشفت بعثة أمريكية بعد رحلة تنقيب استمرت 10 أعوام في منطقة تل الحمام في المملكة الأردنية الهاشمية بقايا قرية توقفت فيها الحياة فجأة بحسب رئيس البعثة العالم الأمريكي ستيفن كولنز، حتى أن هناك من العلماء من وصف ما شاهد بأنه وكأن نيزك ضرب تلك القرية ودمرها خلال ثوان!  
واليوم نجد بيننا العديد من الحملات التي تقودها دول ومنظمات كبرى في العالم تدعو علناً لنصرة من يعيدون إرث قوم سدوم وعمورة البائد، من يسمونهم “مجتمع الميم” أو “المثلية الجنسية” محاولين إيجاد أسماء مقبولة لهم بدلاً من إسم “الشواذ” الذي يعبر عن حقيقة قذارتهم، ويعملون على نشر هذه القذارة بين شعوب العالم وتصويرها على أنها أمر طبيعي جداً فنرى الترويج لهم من خلال كل الوسائل المتاحة، والأدهى من ذلك عندما يدخل هؤلاء على خط أحبابنا الأطفال ويعملون على نزع براءتهم فنجد أكبر شركات إنتاج الأعمال الكرتونية العالمية مثل ديزني وغيرها تنخرط في مثل هذه الحملات.  
وللتأكد من خطط هؤلاء منذ زمن بعيد بإمكاننا الرجوع إلى كتاب “ما بعد الكرة” الذي تم نشره في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1989 متحدثاً عن حقوق الشواذ في الولايات المتحدة وضرورة تقبلهم في المجتمع، وواضعاً ستة قواعد لتحقيق ذلك أولها “صدم المجتمع بوجود هؤلاء”، ثم “تصويرهم كضحايا للكره والعنصرية” وثالثها “تبرير الشذوذ على أنه طبيعي وموجود” ثم “أن هؤلاء الشواذ هم أشخاص متميزين وناجحين في مجتمعاتهم فمنهم المسؤول والمطرب والممثل وغيرهم ليتم قبولهم بل والتعلق بهم” ويخرج هؤلاء للمفاخرة بقذارتهم تماماً مثل المطرب الشاذ “ريكي مارتن” وأمثاله، وخامس تلك القواعد “تصوير الرافضين لوجود هؤلاء على أنهم متخلفين ومتوحشين وغير متقبلين لطبيعة البشر أو أنهم دقة قديمة كما يقول البعض بالعامية هذه الأيام”، وآخر تلك القواعد هي “صرف المبالغ الطائلة على الدعاية والإعلان لهذا الأمر لنشره في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإعلام جديد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكافة المناسبات والأحداث العالمية”، حتى يصبح الأمر عادياً ومقبولاً في كافة المجتمعات الرافضة لذلك!  
ولمن يشكك في النتيجة الحتمية لانتشار هذا الشذوذ معتبراً ما جرى مع سدوم وعمورة أمراً قديماً قبل آلاف السنين لا يعتد به، يسعدنا أن نضع بين يديه بعض الحقائق من زماننا الحالي فقبل أسابيع فتح مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة تحقيقاً لمعرفة سبب انتشار مرض “المكورات السحائية”، والذي انتشر بسرعة رهيبة بين الشواذ في ولاية فلوريدا كمرض يعذب الضحية قبل موتها مصيباً بطانة الدماغ الرقيقة وتصل معدلات الوفاة فيه إلى 50% من المصابين.  
كما أننا لاحظنا منذ أشهر التعتيم على مرض “جدري القردة” الذي قالت منظمة الصحة العالمية في بدايات انتشاره أنه ينتشر بين الشواذ تحديداً، ثم تم التعتيم عليه بشكل كامل حتى اضطرت الولايات المتحدة اليوم إلى إعلانه كحالة طوارئ صحية عامة، وتقول دراسة قامت بها 16 دولة تضمنت 528 مصاباً بهذا المرض أن 98% من المصابين به هم من الشواذ!  
قال الله تعالى في الآية 13 من سورة الحجرات: }يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا{، وهو تأكيد من خالق البشر تبارك وتعالى إلى كل الناس مهما كان دينهم أو عرقهم أو انتمائهم أن الفطرة السليمة جاءت باختلاف البشر من ذكر وأنثى، وأن المطلوب منا هو التعارف ليعرف كل منا الآخر ويتقبل وجوده في هذه الدنيا ولكن الحديث هنا عن البشر الذين يعيشون بفطرتهم السليمة التي أوجدها الخالق عزوجل لا من يتحدون ذلك ويسعون في تدميره ونشر شذوذهم بيننا، فعندها لن يكون تعارف ولا تقبل للآخر وإنما تجرد من كل تعاليم ديننا وعاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا وفطرتنا السليمة .  
التعارف بين المجتمعات يكون بتعرف كل مجتمع على عادات وتقاليد الآخر فتقبل المجتمعات منها ما يناسبنا وتتجنب ما يخالفها، ويعيش كل مجتمع في حياته بسلام أما عندما يعمل أحد المجتمعين على إرغام الآخر على تقبل كل ما يخالف عاداته وتقاليده وتجريده من معتقداته فسينقلب الأمر إلى حرب لمحو ذلك المجتمع وتدميره، ولذلك كان وسيبقى ذلك الشذوذ بالنسبة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية عنواناً للانحطاط والقذارة وأعوان الشيطان وسبباً مباشراً في الدمار والهلاك الحتمي في الدنيا قبل الآخرة، مهما وضعوه في أجمل القوالب ولونوها بأجمل الألوان الزاهية لتجميل قبح ذلك الشذوذ وقذارته، أما مسؤولية الأجيال القادمة فهي مسؤوليتنا جميعاً كل في موقعه لحماية فلذات أكبادنا من خفافيش الظلام ومنعهم من الوصول إليهم وزرع الشوائب في قلوبهم النقية.  
ولنتذكر دائماً تلك المرأة الي لم يشفع لها زواجها من نبي الله لوط عليه السلام فدخلت في عذاب قومها ليس لمشاركتها معهم في جريمة الشذوذ، وإنما فقط لأنها قبلته وعملت على الترويج الإعلامي له وتقديم الدعم اللوجستي لنشره.  

الاخبار العاجلة