صراحة نيوز – خاص
نظارة سوداء ووجه مبتسم وحلة انيقة متكًا علي عصا قيمة، وقف صلاح نصر مدير المخابرات الأشهر خلف القضبان ليحكم علي فترة توليه رئاسة جهاز المخابرات لفترة ليست بقصيرة وشهرة فاقت الأفق ـبان فترة رئاسته للجهاز، فقد تم في عهده تنفيذ العديد من العمليات المخابراتية الناجحة، ولكن اختلفت تحليلات الكتاب والخبراء لشخصه الغامض، وتكاثرت الأقاويل حوله، فاتهمه أقربهم له بالبطش والفجور وحاولت أسرته الدفاع عنه بمساندة من يرى إنه وطنيا مظلوما، وبين رواية وأخرى مشكوك في صحة كلتيهما ستظل الحقيقة تائهة وغائبة.
اسمه كاملا صلاح نصر صلاح الدين محمد نصر سيد أحمد النجومي بن هلال الشويخ، مواليد 8اكتوبر 1920 من قرية سمنتاي مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، ولأنه الابن البكر حظي باهتمام والديه، وأرادت له أسرته أن يصبح طبيبا ولكنه أراد أن يلتحق بالحربية، فكان في الدفعة الأكثر جدلاً في تاريخ مصر دفعة 1936.
تصادقا هو وعبد الحكيم عامر أثناء دراستهما في الكلية الحربية، وفي إحدى المرات، عام 1938، فاتحه عامر، بالانضمام إلي تنظيم الضباط الأحرار، فتحمس نصر للفكرة وانضم للتنظيم، وفى ليلة ثورة ٢٣ يوليو، قاد صلاح نصر الكتيبة ١٣، التى كان فيها أغلب الضباط الأحرار.
أما عن بداية عمله في المخابرات فقد استدعاه جمال عبدالناصر في الثالث والعشرين من أكتوبر ١٩٥٦، وطلب منه أن يذهب إلى المخابرات العامة ليصبح نائباً للمدير، وكان المدير وقتها على صبرى، وبعد شهور أصبح على صبري وزير دولة، وتولى صلاح نصر رئاسة الجهاز في ١٣ مايو عام ١٩٥٧، وكان بناء جهاز المخابرات المصرية يحتاج تكاليف باهظة من المال والخبرة والكفاءات المدربة تدريبا عاليا.
واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا له عونًا كبيرا، وأرسل عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز لتلقى الخبرات، والعودة لنقلها بدورهم إلى العاملين في الجهاز، وقام بالتغلب على مشكلة التمويل بإنشاء شركة للنقل برأسمال ٣٠٠ ألف جنيه مصرى تحول أرباحها للجهاز، ودعمه عبدالناصر بدفع١٠٠ ألف جنيه من مخصصات رئاسة الجمهورية في رأس المال.
قدم استقالته ثلاث مرات، وكانت الاستقالة الأولى نتيجة استقالة المشير عامر عام ١٩٦٢، لأن صلاح نصر انحاز للمشير على الرغم من أن صلاح نصر كان وسيطا نزيها فى التعامل بين الصديقين ناصر وعامر أما الاستقالة الثانية فكانت بسبب قضية الإخوان المسلمين، حيث كان عبد الناصر يريد أن يوكلها للمخابرات العامة.
في سنة 1963 تقرر تشغيل النساء في المخابرات المصرية، واتخذ صلاح نصر هذا القرار بعد أن وجد كل أجهزة المخابرات في العالم تستخدم الجنس في عملها، فالمعروف نفسياً أن الرجل يفقد توازنه وهو مع المرأة بل وقد ينسى نفسه ويتفوه بأحاديث سرية، كان هذا مبرر استعمال سلاح الأنوثة في مصر ولكنه كان سلاح ذو حدين فقد ينقلب ضد من يستخدمونه، إذا لم يحسنوا استخدامه.
أمر جمال عبدالناصر باعتقاله ومحاكمته على خلفية إدانته في قضية انحراف المخابرات، عقب انتحار المشير عبد الحكيم عامر، هى باختصار شديد بعد هزيمة 1967 شكل الرئيس جمال عبد الناصر لجنة خاصة للتحقيق في عمل أجهزة المخابرات وعرفت هذه القضية بقضية (انحراف جهاز المخابرات العامة).
بدأ التحقيق فى أغسطس 1967 وتناول سوء استخدام النساء والتبديد فى الأموال السرية للجهاز، و قد تم التحقيق مع الكثير من الفنانات و14 ضابط من الجهاز و خلافه.
وأسفرت التحقيقات التى قادها نسيم قلب الأسد في النهاية عن إدانة صلاح نصر وحكم عليه بالسجن ١٥ سنة، وغرامة مالية قدرها ٢٥٠٠ جنيه مصرى، وحكم عليه أيضا لمدة ٢٥ سنة في قضية مؤامرة المشير عبدالحكيم عامر، لكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرج عنه أنور السادات في ٢٢ أكتوبر ١٩٧٤ إلى أن توفى في ٥ مارس 1982 .