صراحة نيوز – بقلم اطراد المجالي
يتذكر أبناء جيلي ولعلي أتحدث عن مشاهداتي التي أعرفها وقوفنا في صباحات الوطن أمام العلم تعانق رؤوسنا السماء معبئة صدورنا بالأمل وبجمال الوطن مرددين بمدارسنا ” عاش المليك”، عاش المليك، ولن أنسى ووالدي أحد جنود الوطن أني كنت من المرددين لكل كلمات تعجبني وتداعب مشاعري مرارا وتكرارا حتى وصلت بها مسامع والدي، فاحتضنني وهو يحمل شعار الجيش على جبينه ويردد معي عاش المليك عاش المليك، وتبدأ تلك العبارات البسيطة من الوالد لابنه والتي لا يشوبها سجع ولا تزيين، فقط من القلب للقلب ” عاش المليك” ” هذا يا ولدي فارس قوي يحبنا ونحبه هذا يا ولدي طريقنا إليه سهله، يسمعنا ونسمعه. هذا يا ولدي” كويس” ليس بيينا وبينه أسوار ولا حجاب هذا يا ولدي الملك ” “بنحبه كثير كثير”. عاش المليك عاش المليك.
فما شأني لا أستطيع أن أردد كلمات والدي لولدي “سند” اليوم وهو يردد أمامي عاش المليك ضمن برنامج حفظ نشيد السلام الملكي لمدرسته، ما الذي يجعل لساني يتلعثم بأن أزيد على عبارات والدي وأعزز فيه معاني الكلمات وقيمتها بأن مليكنا فارس قلوبنا وفارس طموحاتنا، إنه خوفي الداخلي من أن يكشف ولدي أني غير مقتنع ببعض ما سأقوله له فهو العارف بأبيه، تلعثم لساني يا سيدي فاكتفيت بقولي ” ربنا يخليه ويقويه ربنا يخليه ويقويه” شائحا بوجهيي عن ذلك الوجة الطفولي الملائكي ومتفكرا بكلمات أبي التي كانت ليست صادقة فحسب، بل مباشرة ومؤثرة تخرج من قلب سليم لم تشوبه قصص الفساد ولا الضرائب ولا برامكة الوطن الذي رفعوا على أعناقنا السيوف، ولا رخاص النفوس ممن باعوا ضمائرهم بحفنة من دراهم وكرسي” حلاق”، ولا بحجاب القصر الذين منعوا علينا مليكنا الذي بقيمنا كان جزء من جميع عشائرنا وعائلاتنا، ولا بعهر بعض إعلامنا الرخيص الذي امتهن التحذلق ونسج خيالاتنا بشرف الفاسدين المفسدين.
اعذرني يا ولدي سند، اعذرني أيها الآخر “سيف” فقد طلبت ببرائتك أن تسلم على الملك وتزوره، ووعدتك بذلك، وأعلم يا ولدي أني سأحنُث بوعدي فسامحني، فليس لي ولك سلام على المليك فنحن وكثير من الأردنيين يا ولدي اصبحنا أكثر بعدا عنه فلقد أبعدوه، فلا طاقة له اليوم أن يسمعنا ولا طاقة لنا أن نسمعه.