صراحة نيوز – ذكر الكاتب سعود القبيلات في مدونته ان الوهابيين شنوا خلال القرن الماضي ثلاث غزوات استهدفت عشائر اردنية
الغزوة الأولى: في ليلة الثلاثاء، 22 آب/أغسطس 1922 تقدمتْ صوب شرق الأردن قوة قوامها حوالي ألف وخمسمائة رجل من الوهابيين، الذين أطلق عليهم أهالي شرق الأردن ثلاثة أسماء: «الوهابيون»، و«الإخوان» أو «الخوين» أو«المِدَّيْنة». ووصل المهاجمون إلى مضارب بني صخر في الطنيب والمشتى والقسطل، حيث باغتوهم صباحاً في مضاربهم، وأخذوا يقتلون كل من يصادفونه في طريقهم، لا يفرِّقون بين محاربين ومسالمين. إلا أن «الغبين» جمعت جموعها وتوجَّه المتطوعون من عشائر البدو الأخرى إلى ساحة المعركة، واستمر القتال طيلة يوم الثلاثاء حتى ضُحى الأربعاء، عندما تمكنوا من رد الغزاة على أعقابهم بعد أن كبَّدوهم خسائر فادحة.» ومن الجدير بالتنويه أن القوات البريطانية المرابطة في شرق الأردن لم تتدخل في المعركة، بينما غادر أمير البلاد المقر إلى صويلح بسبب وعكة ألمّـت به، ولم يعد إلا بعد اندحار الغزة. (خيرالدين الزركلي، عامان في عمان).
الغزوة الثانية: وقعت في صبيحة يوم الخميس، 14 آب 1924 في ثاني أيام عيد الأضحى، وضمَّت القوة الغازية 4000-5000 مقاتل. وقد باغت الغزاة أهالي قرى اللُبَّن والطنيب والقسطل وأم العمد، وسرعان ما انتشر نبأ الغزو بين أهالي شرقي الأردن، فهبَّ رجال عشائر البلقاء وبعض أهالي عمان وناعور ووادي السير وصويلح، لمؤازرة قبيلة بني صخر. واحتل الغزاة القرى التي هاجموها، ونهبوا قرية اليادودة. ولكن عشائر بني صخر والبلقاء والعدوان والعجارمة وبني حميدة، وحَّدت صفوفها وصدَّت المعتدين، وأرغمتهم على الانسحاب ملحقةً بهم خسائر فادحة قُدِّرت بنحو 500 قتيل و300 أسير.
أما الغزوة الثالثة، مجزرة غرايس، فقد وقعت في شباط/فبراير 1928، عندما شنَّت قوة من «الإخوان» تُقدَّر بنحو ألفي فارس هجوماً دموياً على عرب بني صخر النازلين بمنطقة غرايس شمال شرق الجوف أثناء رحلة «التشريق» المعتادة، وارتكبت مقتلة مهولة في صفوفهم، لم ينج منها إلا النساء وبعض العبيد والأطفال. وكان من بين قتلى تلك المجزرة شيخ الزبن حتمل بن مناور ونجلُه وحوالي 88 آخرون.
وقد وصف أحد شعراء بني صخر تلك الواقعة بقصيدة، منها:
«…صارت علينا ثلاث اكوان واللي جرى يشيِّب العيني
… وذبحوا حتمل هو ونومان هيل البيوت العزيزيني»
وقال شاعر آخر عن غرايس عندما اقترح أحدهم على قبيلته التشريق إليها مرة أخرى لوفرة الماء والكلأ فيها:
«…غرايس لو عشبها كيهوم ماهي مريّة على الذودي
وعسى غرايس مطرها حسوم وعساها ما تنبت العودي»
ومن المعروف أنه تم ضم منطقة الجوف لاحقاً إلى الحكم السعودي- الوهابي بشكل نهائي، وهي التي طالما تغنَّى بها أهلها الأردنيون:
«طوّقناها من معان للجوف ومن الكرك لحدود الطفيلة»