صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
شو يعني .. تسريب خبر” التعيين” لأحدهم ، براتب شهري يعادل راتب سنة لمواطن عادي؟ .. الا يعد ذلك اصرارا على تحدي ارادة المواطن المقهور المسلوبة حقوقه، ممن تشهد سيرتهم الذاتية بأنهم أخذوا من الوطن أكثر مما يعطونه ، وكل ما يميزهم هو علاقات القرابة أو النسب أو الصداقة التي تربطهم بمسؤول أو متنفذ ، حتى يتم ” تقفيزهم ” عن الآخرين !!.. أم اختبار لمدى قدرة المواطن على التحمل ، ورصد ردود أفعاله ، وتقدير الوقت المتبقي لوصله إلى حالة الانفجار؟؟!!
شو يعني .. أن تتم مخالفة الدستور الذي ساوى بين الناس في الحقوق والواجبات ؟ وتستحوذ الوظائف العليا برواتبها المرتفعة لأصحاب المحسوبية .. والدفاع عنهم من أعلى المستويات .. وأن تتهرب الحكومة من تفسير أو توضيح ما يحصل .. فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسريب مثل هذه المعلومات .. ولا المرة الأولى التي يتم فيها إنكار حقوق المواطن ، واقتصارها على فئة بعينها دون غيرها ..
شو يعني .. أن تُعلل الحكومة – باستخفاف – أنه ليس قرارا بالتعيين، بل تجديدا لعقد “توقف” لعدة أشهر لمرافقته لوالده المسؤول السابق في رحلته العلاجية خارج البلاد وعلى حساب البلد !!.. دون بيان يوضح إن كان توقف عن العمل واستمر في الحصول على الراتب ؟!.. إجابة ” استهتارية ” لأن العقد لا ينص على حق الحصول على إجازة دون راتب .. ولا يجيز ” التوقف ” أو تجميد العقد ، إنما ينص على تاريخ محدد لانتهاء العقد أو السماح بالتقدم بطلب إنهاء العقد ، حيث ان (العقد شريعة المتعاقدين) ..له بداية ونهاية ، ومدة محددة بين الطرفين.
شو يعني .. أن لا يتم إيقاف تعيين المحظيين رغم كل الضجة ..ويحصل المميزون على ما يريدون رغم أنوف الجميع .. ويبقى المواطنون في غياهب القهر يعيشون ، بعد أن أصبح ملازما لهم ، فهم يُقهرون في اليوم ألف مرة .. يُقهرون وهم يتلقون العلم في غرف صفية مهترئة، ويستخدمون شبكة مواصلات لا تليق ببلد يحتفل بمئويته .. ويقهرون وهم يلهثون خلف الحصول على مقعد جامعي .. ويقفون في طوابير الانتظار للحصول على وظيفة .. ففي بلادي التعيين لا يحتاج إلى مؤهلات بل إلى واسطات .. ويقهرون أي قهر؛ وهم غارقون في بحر القروض والديون .. ليجد الواحد منهم في نهاية المطاف انه يعيش في دائرة مفرغة لا نهاية ولا خلاص منها !!..
شوي يعني .. أن يتم أخذ حق المواطن في التعليم والعلاج المجاني ، ويكره على تقديم طلبات ” الاستجداء ” للاستفادة من الإعفاءات ، ليعاد منحه حقوقه من باب المنية والهبات !!
شو يعني .. أن ” تُغيب ” العدالة !! حتى بات الوطن” لناس وناس”، ناس تحظى بالفرص ، وناس (تُسرق ) فرصهم كنتيجة حتمية لغياب العدالة وتفشي الواسطة والمحسوبية والشللية ، فعم معه الشعور بالظلم والغبن ، وانعكس سلبا على الانسان والمجتمع والوطن ..
وشو يعني .. أن (يُراهن) على كظم المواطن لغيظه !!.. وماذا لو انفجر المواطن ؟؟ وخرج عن صمته ، ولجأ للشارع للتعبير عن غضبه ، وعدم قدرته على تحمل المزيد من الظلم والمحاباة وغياب العدالة ، وطالب باسترجاع حقوقه بعد أن فقد القدرة على تحمل الضغوطات الاقتصادية المتراكمة من قبل الجائحة، والتي ستسارع في قرب ساعة الانفجار ، وساعتها لن يكون هناك وقت لتوجيه اللوم .. وكما تعلمون بأنه رغم قساوة الشتاء سيعقبه ربيع .. عندها ستدركون بأن “ليس كل مر سيمر” ..
Jaradat63@yahoo.com