بقلم : عوض ضيف الله الملاحمة
القُراء الكرام ، اليكم هذا الخبر الخطير الذي يُنذر بِشرٍ مُستطير .. عن أحوال المواطن الكركي المغضوب عليه أصلاً ، والمكروه كُرهاً إستراتيجياً خبيثاً مُخزّناً ومتوارثاً . وسأسرد لكم بعض الجُمل من تصريحٍ نُقِل على لسان النائب / غازي الذنيبات ، أن أمين عام وزارة المياة أعلمه بأن آبار اللجّون المصدر الرئيسي للشرب لمحافظة الكرك — المهمشة والمنكوبة دوماً من قِبل الحكومات الأردنية قاطبة — بدأت تنضب ، وان سبعة آبار منها قد جَفّْتْ تماماً في أسبوعٍ واحد ، أما سد الموجب فيصلح ميداناً لسباق الخيول . أما وزير المياة فقد بلغني انه صرح بأن الحكومة بصدد شراء كميات من المياة من العدو الصهيوني — وهذا هو الهدف الأسمى لخونة الأوطان .
من أولى أولويات الحكومات التي يتوجب عليها الالتزام به — حتى لو كان الرئيس يُحسب على الكرك إسماً وليس إنتماءاً فرعياً بعد الانتماء للوطن — الاستمرار في تهميشها وتجويعها لتركيعها . لكن هيهات ، والدليل ، ها هي عشرات العقود مضت ، والكرك والكركية عصيون على التركيع والإذلال والتطويع .
تعطيش الكرك خاصة ، والوطن عامة ، لم يأتِ جزافاً ، ولا نتيجة سوء الإدارة — التي أصبحت وزاراتنا رائدة في السوء بعامته سواء سوء إدارة ، او إستقامة . سابقا إنتُهِج تجويع الكرك ، والآن تعطيشها . وإفراغ سدّي الموجب والوالة ، خيانة عظمى للوطن ومقدراته ، وتمت بخبث وعمالة للعدو الصهيوني لتمرير اتفاقية تزويدنا بالماء مقابل تزويد العدو بالكهرباء . وكأن العدو يعاني من شُحّ في الكهرباء !؟ لكن الغاية الدفينة لدى العدو ان يتم عمل مزرعة طاقة شمسية على الأراضي الأردنية ، ليكون له موطيء قدم في شرقي النهر ، وحتى يكشف رب العباد سِرّهم وعمالتهم أتى موسم الأمطار هذا العام شحيحاً ، فدُق بدل الخازوق خازوقين في حكومتنا هزيلة الأداء ضعيفة الأنتماء التي تتعامل بالرياء للوطن دون عطاء يمكن رصده وتسجيله .
الهدف تركيع الوطن عامة والكرك خاصة ، لأن الكرك في عيون المسؤولين المنافقين غير المنتمين للوطن الكرك متمردة وعصية على الإخضاع والإنصياع .
يا عيب العيب ، لو كانت حكوماتنا تعرف العيب ، أردن الأنباط ، الأردن الذي عمره يزيد عن (( ٨ )) قرون ، يستجدي العدو الصهيوني ليزوده بمياة فلسطين المنهوبة !؟ وعمر هذا الكيان المُغتصِب لا يتعدى (( ٧٤ )) عاماً ، نستجدي العدو بِذِلّة ، وخنوع ، ليتصدق علينا ببعض الملايين من الأمتار من المياة ، وبأسعار خيالية ، ويضخ لنا من المياة العادمة المحملة بنفايات المصانع الكيماوية ، او مياة المجاري ، وعلينا تكريرها عدة مرات لتصبح — حسب إدعائهم — بأنها صالحة للشرب ، ربما يقصدون للحيوانات . والله اننا لا نخجل من أنفسنا ، وطن بهذا الإمتداد والرسوخ والقِدم في التاريخ يستجدي سارقاً ليسقية شُربة ماءٍ ملوثة !!؟؟
ستعطش الكرك ، وسيعطش الوطن بأكمله ، لأن عملاء الكيان الصهيوني المُحتل ، المُغتصب ينجحون أيما نجاح في تنفيذ مراميهم ومخططاتهم التدميرية للوطن بكل جنباته وزواياه ، ليكسروا أنَفة الشعب الأردني الأبي ويقبل بالقادم مهما كان ، ولو بالتوسع من قِبل الكيان ، وحل القضية الفلسطينية على حساب إختفاء الأردن إسماً ووجوداً . إعطشي يا كرك المجد والتاريخ ، لأن الأنذال والعملاء ينجحون في إستهداف الوطن بأكمله ، وإنت رأس الحربة لتدفعي الثمن أولاً ، فعطش المزار الجنوبي ، سيصل الى المزار الشمالي ، ولا أحد يُبالي .